البيت العربي
![](https://www.arabehome.com/gaza.webp)
ما معنى ورث في معجم اللغة العربية لسان العرب
ورث؛ورث: الْوَارِثُ: صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَهُوَ الْبَاقِي الدَّائِمُ الَّذِي يَرِثُ الْخَلَائِقَ ، وَيَبْقَى بَعْدَ فِنَائِهِمْ ، وَاللَّه ُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ، وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ أَيْ يَبْقَى بَعْدَ فَنَاءِ الْكُلِّ ، وَيَفْنَى مَنْ سِوَاهُ فَيَرْجِعُ مَا كَ انَ مِلْكَ الْعِبَادِ إِلَيْهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ, قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ إِنَّهُ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ إِنْسَانٌ إِلَّا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ ، فَإِذَا لَمْ يَدْخُلْهُ هُوَ وَرِثَهُ غَيْرُهُ, قَالَ: وَهَذَا قَوْلٌ ضَعِ يفٌ. وَرِثَهُ مَالَهُ وَمَجْدَهُ وَوَرِثَهُ عَنْهُ وِرْثًا وَرِثَةً وَوِرَاثَةً وَإِرَاثَةً. أَبُو زَيْدٍ: وَرِثَ فُلَانٌ أَبَاهُ يَرِثُهُ وِرَاثَةً وَمِيرَاثًا وَمَيْرَاثًا. وَأَوْرَثَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ مَالًا إِيرَاثًا حَسَنًا. وَيُقَالُ: وَرِثْتُ فُلَانًا مَالً ا أَرِثُهُ وِرْثًا وَوَرْثًا إِذَا مَاتَ مُوَرِّثُكَ ، فَصَارَ مِيرَاثُهُ لَكَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْ زَكَرِيَّا وَدُعَائِهِ إِيَّاهُ: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ, أَيْ يَبْقَى بَعْدِي فَيَصِيرُ لَهُ مِيرَاثِي, قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا أَرَادَ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَافَ أَنْ يَرِثَهُ أَقْرِبَاؤُهُ الْمَالَ, لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا ، فَهُوَ صَدَقَةٌ, وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ, قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّهُ وَرَّثَهُ نُبُوَّتَهُ وَمُلْكَهُ. وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ لِدَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - تِسْعَةَ عَشَرَ وَلَدًا ، فَوَرِثَهُ سُلَيْمَانُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْ بَيْنِهِمُ النُّبُوَّةَ وَالْمُلْكَ. وَتَقُولُ: وَرِثْتُ أَبِي وَوَرِثْتُ الشَّيْءَ مِنْ أَبِي أَرِثُهُ ، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا ، وِرْ ثًا وَوِرَاثَةً وَإِرْثًا ، الْأَلِفُ مُنْقَلِبَةٌ مِنَ الْوَاوِ ، وَرِثَةً ، الْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ ، وَإِنَّمَا سَقَطَتِ الْوَاوُ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ ل ِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَكَسْرَةٍ ، وَهُمَا مُتَجَانِسَانِ وَالْوَاوُ مُضَادَّتُهُمَا ، فَحُذِفَتْ لِاكْتِنَافِهِمَا إِيَّاهَا ، ثُمَّ جُعِلَ حُكْمُهَا مَعَ الْأَلِفِ وَالتَّاءِ وَالنُّونِ كَذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُنَّ مُبْدَلَاتٌ مِنْهَا ، وَالْيَاءُ هِيَ الْأَصْلُ ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ فَعِلْتُ وَفَعِلْنَا وَفَ عِلْتَ مَبْنِيَّاتٌ عَلَى فَعِلَ ، وَلَمْ تَسْقُطِ الْوَاوُ مِنْ يَوْجَلُ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَفَتْحَةٍ ، وَلَمْ تَسْقُطِ الْيَاءُ مِنْ يَيْعَرُ وَيَيْسَ رُ لِتَقَوِّي إِحْدَى الْيَاءَيْنِ بِالْأُخْرَى ، وَأَمَّا سُقُوطُهَا مِنْ يَطَأُ وَيَسَعُ فَلِعِلَّةٍ أُخْرَى مَذْكُورَةٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ ، قَالَ: وَذَلِكَ لَا يُوجِبُ فَسَادَ مَا قُلْنَاهُ, لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَمَاثُلُ الْحُكْمَيْنِ مَعَ اخْتِلَافِ الْعِلَّتَيْنِ. وَتَقُولُ: أَوْرَثَهُ الشَّيْءَ أَبُوهُ ، وَهُ مْ وَرَثَةُ فُلَانٍ ، وَوَرَّثَهُ تَوْرِيثًا أَيْ أَدْخَلَهُ فِي مَالِهِ عَلَى وَرَثَتِهِ ، وَتَوَارَثُوهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ أَمَرَ أَنْ تُوَرَّثَ دُورَ الْمُهَاجِرِينَ ، النِّسَاءُ تَخْصِيصُ النِّسَاءِ بِتَوْرِيثِ الدُّورِ, قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَعْنَى الْقِسْمَةِ بَيْنَ الْوَرَثَةِ ، وَخَصَّصَهُنَّ بِهَا ؛ لِأَنَّهُنَّ بِالْمَدِينَةِ غَرَائِبُ لَا عَشِيرَةَ لَهُنَّ ، فَاخْت َارَ لَهُنَّ الْمَنَازِلَ لِلسُّكْنَى, قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الدُّورُ فِي أَيْدِيهِنَّ عَلَى سَبِيلِ الرِّفْقِ بِهِنَّ ، لَا لِلتَّمْلِيكِ كَمَا كَانَتْ حُجَرُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَيْدِي نِسَائِهِ بَعْدَهُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْوِرْثُ وَالْوَرْثُ وَالْإِرْثُ وَالْوِرَاثُ وَالْإِرَاثُ وَالتُّرَاثُ وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الْمِيرَاثُ أَصْلُهُ مِوْرَاثٌ ، انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا ، وَالتُّرَاثُ أَصْلُ التَّاءَ فِيهِ وَاوٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْوِرْثُ وَالتُّرَاثُ وَالْمِيرَاثُ: مَا وُرِثَ, وَقِيلَ: الْوِرْثُ وَالْمِيرَاثُ فِي الْمَالِ وَالْإِرْثُ فِي الْحَسَبِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَرِثْتُهُ مِ يرَاثًا, قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خَطَأٌ, لِأَنَّ مِفْعَالًا لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمَصَادِرِ ، وَلِذَلِكَ رَدَّ أَبُو عَلِيٍّ قَوْلَ مَنْ عَزَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْمِحَالَ مِنْ قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ -: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ، مِنَ الْحَوْلِ قَالَ: لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مِفْعَلًا ، وَمِفْعَلٌ لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمَصَادِرِ ، فَافْهَمْ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، أَيِ اللَّهُ يُفْنِي أَهْلَهُمَا فَتَبْقَيَانِ بِمَا فِيهِمَا ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِمَا مِلْكٌ فَخُوطِبَ الْقَوْمُ بِمَا يَعْقِلُونَ لِأَنَّهُمْ يَجْعَلُو نَ مَا رَجَعَ إِلَى الْإِنْسَانِ مِيرَاثًا لَهُ إِذْ كَانَ مِلْكًا لَهُ وَقَدْ أَوْرَثَنِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ ، أَيْ أَوْرَثَنَا أَرْضَ الْجَنَّةِ نَتَبَوَّأُ مِنْهَا مِنَ الْمَنَازِلِ حَيْثُ نَشَاءُ. وَوَرَّثَ فِي مَالِهِ: أَدْخَلَ فِيهِ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْوِرَ اثَةِ. الْأَزْهَرِيُّ: وَرَّثَ بَنِي فُلَانٍ مَالَهُ تَوْرِيثًا ، وَذَلِكَ إِذَا أَدْخَلَ عَلَى وَلَدِهِ وَوَرَثَتِهِ فِي مَالِهِ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ، فَجَعَلَ لَهُ نَصِيبًا. وَأَوْر َثَ وَلَدَهُ: لَمْ يُدْخِلْ أَحَدًا مَعَهُ فِي مِيرَاثِهِ ، هَذِهِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَتَوَارَثْنَاهُ: وَرِثَهُ بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ قِدْمًا. وَيُقَالُ: وَرَّثْتُ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ أَيْ جَعَلْتُ مِيرَاثَهُ لَهُ. وَأَوْرَثَ الْمَيِّتُ وَارِ ثَهُ مَالَهُ أَيْ تَرَكَهُ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي, قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَيْ أَبْقِهِمَا مَعِي صَحِيحَيْنِ سَلِيمَيْنِ حَتَّى أَمُوتَ, وَقِيلَ: أَرَادَ بَقَاءَهُمَا وَقُوَّتَهُمَا عِنْدَ الْكِبَرِ وَانْحِلَالِ الْقُوَى النَّفْسَان ِيَّةِ ، فَيَكُونُ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَارِثَيْ سَائِرِ الْقُوَى وَالْبَاقِيَيْنِ بَعْدَهَا, وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرَادَ بِالسَّمْعِ وَعْيَ مَا يَسْمَعُ وَالْ عَمَلَ بِهِ ، وَبِالْبَصَرِ الِاعْتِبَارَ بِمَا يَرَى وَنُورَ الْقَلْبِ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الْحَيْرَةِ وَالظُّلْمَةِ إِلَى الْهُدَى, وَفِي رِوَايَةٍ: وَ اجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي, فَرَدَّ الْهَاءَ إِلَى الْإِمْتَاعِ ، فَلِذَلِكَ وَحَّدَهُ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ أَيْضًا: وَإِلَيْكَ مَآبِي وَلَكَ تُرَاثِي, التُّرَاثُ: مَا يَخْلُفُهُ الرَّجُلُ لِوَرَثَتِهِ ، وَالتَّاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ ابْنُ مِرْبَعٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى أَهْلِ عَرَفَةَ ، فَقَالَ: اثْبُتُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ هَذِهِ, فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْإِرْثُ أَصْلُهُ مِنَ الْمِيرَاثِ ، إِنَّمَا هُوَ وِرْثٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ أَلِفًا مَكْسُورَةً لِكَسْرَةِ الْوَاوِ ، كَمَا قَالُوا لِلْوِسَادَةِ إِسَادَةٌ ، وَلِلْوِكَافِ إِكَافٌ ، فَكَأَنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّكُمْ عَلَى بَقِيَّةٍ مِنْ وِرْثِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي تَرَكَ النَّاسَ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ، وَهُوَ الْإِرْثُ, وَأَنْشَدَ؛فَإِنْ تَكُ ذَا عِزٍّ حَدِيثٍ فَإِنَّهُمْ لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ لَمْ تَخُنْهُ زَوَافِرُهْ؛وَقَوْلُ بَدْرِ بْنِ عَامِرٍ الْهُذَلِيِّ؛وَلَقَدْ تَوَارَثُنِي الْحَوَادِثُ وَاحِدًا ضَرَعًا صَغِيرًا ثُمَّ لَا تَعْلُونِي؛أَرَادَ أَنَّ الْحَوَادِثَ تَتَدَاوَلُهُ ، كَأَنَّهَا تَرِثُهُ هَذِهِ عَنْ هَذِهِ. وَأَوْرَثَهُ الشَّيْءَ: أَعْقَبَهُ إِيَّاهُ. وَأَوْرَثَهُ الْمَرَضُ ضَعْفًا وَالْحُزْنُ هَمًّا ، كَذَلِكَ. وَأَوْرَثَ الْمَطَرُ النَّبَاتَ نَعْمَةً ، وَكُلُّهُ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ وَالتَّشْبِيهِ بِوِرَاثَةِ الْمَالِ وَالْمَجْدِ. وَو َرَّثَ النَّارَ: لُغَةٌ فِي أَرَّثَ ، وَهِيَ الْوِرْثَةُ. وَبَنُو وِرْثَةَ: يُنْسَبُونَ إِلَى أُمِّهِمْ. وَوَرْثَانُ: مَوْضِعٌ, قَالَ الرَّاعِي؛فَغَدَا مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي لَمْ يَرْضَهَا وَاخْتَارَ وَرْثَانًا عَلَيْهَا مَنْزِلًا؛وَيُرْوَى: أَرْثَانًا عَلَى الْبَدَلِ الْمُطَّرِدِ فِي هَذَا الْبَابِ.
(وَرِثَ) أَبَاهُ وَ (وَرِثَ) الشَّيْءَ مِنْ أَبِيهِ (يَرِثُهُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ فِيهِمَا. (وِرْثًا) وَ (وِرْثَةً) وَ (وِرَاثَةً) بِكَسْرِ الْوَاوِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَ (إِرْثًا) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ. وَ (أَوْرَثَهُ) أَبُوهُ الشَّيْءَ وَ (وَرَّثَهُ) إِيَّاهُ. وَ (وَرَّثَ) فُلَانٌ فُلَانًا (تَوْرِيثًا) أَدْخَلَهُ فِي مَالِهِ عَلَى وَرَثَتِهِ."