البيت العربي
أَبْكِيكَ يَا زَيْنَ الشَّبَابِ
عدد ابيات القصيدة:43
أَبْـــكِـــيــكَ يَــا زَيْــنَ الشَّبــَابِ
يَــا كَــوْكَــبــاً فِـي التُّرْبِ غَـابْ
تَــوْفِــيــقُ إِنْ تَــذْهَــبْ فَــكــمُــلُّ
مُــــــزْمِــــــعٌ هَـــــذَا الذَِهَـــــابْ
أَسْـــــفٌ عَـــــظِــــيــــمٌ لِلأحِــــبَّةِ
أَنْ تَـــــبَـــــيــــنَ بِــــلاَ مَــــآبْ
بَـــعْـــدَ القُــصُــورِ البَــاذِخَــاتِ
أَبَـــــــــاتَ مَـــــــــأْوَاكَ التُّرَابْ
وَمِــــنَ الثَّرَاءِ وَمِــــنْ مَــــفَــــا
خِـــرِهِ انْـــتَهَــيْــتَ إلى تَــبَــابْ
تِــــلْكَ الفَــــجِـــيـــعَـــةُ حَـــوَّلَتْ
أَمْـــنَ النُّفـــُوسِ إِلَى اضْــطِــرَابْ
لَمْ تُــــــرْوَ مِــــــنْ قِــــــدَمٍ وَلَمْ
تَــقْــصَــصْ حَــدٍِيــثــاً فِــي كِـتَـابْ
وَارَحْـــمَـــتَــا لَكَ مِــنْ قَــتِــيــلٍ
لَمْ يَـــــــزَلْ غَـــــــضَّ الإِهَــــــابْ
فَـــــــــــــتَـــــــــــــكَ الذِئَابُ بِهِ
وَبَــعْــضُ النَّاــسِ شَــرٌّ مــن ذِئَابْ
مَـا ذَنْـبُهُ إِلاَّ السَّمـَاحُ الْمَـحْضُ
والأَدَبُ اللُّبَــــــــــــــــــــــــــابْ
نَــزَلُوا حِــمَــاهُ وَكَــانَ أَمْــنَــعَ
فِــــي حِــــمَــــاهُ مِــــنْ عِـــقَـــابْ
وَرَمَــوْا فَــمَــا أَلْقَــى الشِّهــَابَ
مِــــنَ العَـــنَـــانِ سِـــوَى شِهَـــابْ
مَــــا كَـــانَ أَغْـــنَـــاهُـــمْ وَذَاكَ
البَـــــابُ لِلإحْـــــسَــــانِ بَــــابْ
لَوْ أَنَّهـُمُ لاَقَـوْا ذَوِي الحَاجَاتِ
فِـــــــــي تِـــــــــلْكَ الرِّحَــــــــابْ
فِي حِكْمَة الدُّنْيَا وَفِي تَصْرِيفِهَا
العَـــــــجَـــــــبُ العُـــــــجَـــــــابْ
قَــدْ يَــظْــفَـرُ الجـانُـونَ فِـيـهَـا
بِـــــــالكَـــــــرَامَــــــةِ وَالثُّوَابْ
وَعَــــــلَى رُؤُوسِ الخَــــــائِفِــــــنَ
اللهَ قــــدْ يَـــقَـــعُ العَـــقَـــابْ
دُنْــيَــا تُــخَــالِفُ كُــلَّ تَــقْـدِيـرٍ
وَتَـــــخْـــــلِطُ فِــــي الحِــــسَــــابْ
فِــي زُهْــرِهَــا الغَـرَّارِ لِلْسَّاـرِي
وَفِــــــــــــــــــــي الوَرْدِ السَّرَابْ
فَــــتَــــظَـــلُّ كُـــلُّ حَـــقِـــيـــقَـــةٍ
فِـــيـــهَـــا مَـــحَــلاً لاِرْتِــيَــابْ
مــا كُــنْــتَ يَــا تَــوْفِــيــقُ إِلاَّ
مَـــــنْ تَـــــفَــــدِّيــــهِ الصِّحــــَابْ
لِشَـــمَـــائِلَ مَـــمْـــلُؤَةٍ أُنْـــســـاً
وَأَخْـــــــــــــــلاَقَ عِـــــــــــــــذَابْ
وَصَـــفَـــاءَ طَـــبْـــعٍ لَمْ يُــكَــدِّرْهُ
الزَّمَــــــــــــــــــــــانُ وَلَوْ أَرَابْ
وَمُــــروءَةً فِـــي كُـــلِّ حَـــادِثَـــةٍ
لَهــــــــــا دَاعٍ مُـــــــــجَـــــــــابْ
لَكِــــنْ وَكَــــمْ لَكِــــنْ تُــــقَــــالُ
إِذَا كَــــبَــــا بِــــالجَـــدِّ كَـــابْ
حِــــكْــــمُ الَّذي بَـــرَأَ البَـــرِيَّةِ
لاَ سُـــــــؤَالَ وَلاَ عِـــــــتَــــــابْ
وَهُــوَ الَّذِي تَـعْـتَـاضُ بِـالنَّعـْمَـى
لَدَيْهِ مِــــــــــــنُ العَــــــــــــذَابْ
وَعَـــلَيْهِ تَـــحْـــقِـــيــقُ الرَّجَــاء
فَـــــمَـــــنْ رَجَـــــا إِلاَّهُ خَـــــابْ
إِدْوَرَدُ عِــشْ مُــتَــوَافِــرَ الآلاَءِ
مَـــــــرْفُـــــــوعَ الجَـــــــنَـــــــابْ
فِــي غِــبْـطَـةٍ تَـصْـفُـو وَبِـالْغَـيْـرِ
المُــــــلِمَّةــــــِ لاَ تُــــــثَــــــابْ
لاَ بِـــــدْعَ إِنْ وَاسَـــــاكَ أَهْــــلُ
القُـــطْـــرِ فِـــي ذَاكَ المُـــصَــابْ
فَــــلأَنْــــتَ ذَاكَ الفَــــرْعُ مِــــنْ
أَصْــــلٍ زَكَــــا فِــــيــــهِ وَطَــــابْ
مِــــــــــنْ أُسْـــــــــرَةٍ طَهُـــــــــرَتْ
خَــلاَئِقُهَــا وَلَمْ تُــوصَــمْ بِـعَـابْ
ضُـــرِبَـــتْ بِـــسَهْـــمٍ فِــي العُــلَى
فَـــأصَـــابَ مِـــنْهَـــا مَــا أَصَــابْ
وَلأَنْـــــتَ خَـــــيْـــــرُ بَـــــقِــــيَّةٍ
مــــنْهَــــا تُــــرْجَـــى أَوْ تُهَـــابْ
زَانَــــتْــــكَ آدَابٌ رَقِــــيـــقَـــاتٌ
وَأَخْـــــــــــــــلاقٌ صِـــــــــــــــلابْ
لُطْــــفٌ وَظُـــرْفٌ فِـــي الحَـــدِيْـــثِ
وَفِــــي السُّؤَالِ وَفِـــي الجَـــوَابْ
عَــزْمٌ يَــفِّلــُ مَــكَــارهَ الدُّنْـيَـا
وَيَهْـــــــــزَأُ بِـــــــــالصِّعــــــــَابْ
رَأْيٌ إِذَا أَبْــدَيْــتَهُ فِـي مَـعْـضِـلٍ
فَــــــــصْــــــــلُ الخِــــــــطَــــــــابْ
مَـــجْـــدٌ أَبَـــى شَـــرَفــاً وَجُــوداً
أَنْ يُـــــشَـــــبَّهــــُ بِــــالسَّحــــَابْ
يَـــا مَـــنْ نُـــعَـــزِّيـــهِ وَيَـــدْرِي
فَــــــوْقَ مَـــــا نَـــــدْرِي الصَّوَابْ
وَعْــدُ المُهَــيْــمِــنِ بِــالسَّعــَادَةِ
لَيْـــــسَ بِـــــالْوَعْــــدِ الكِــــذَابْ
فَـــــلِمَـــــنْ تَـــــوَلَّى رَحْـــــمَــــةً
فــــي خِـــلْدِهِ وَلَكَ احْـــتِـــسَـــابْ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: خليل مطران
شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.
ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.
ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.
وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.