البيت العربي

أَبو عَلِيٍّ وَسمِيُّ مُنتَجِعِه
عدد ابيات القصيدة:32

أَبـــو عَـــلِيٍّ وَســـمِـــيُّ مُــنــتَــجِــعِه
فَــاِحــلِل بِـأَعـلى واديـهِ أَو جَـرَعِه
وَاِغــدُ قَـريـبَ الخَـيـالِ وَالحِـسِّ مِـن
مَـــنـــظَـــرِهِ تـــارَةً وَمُـــســـتَــمَــعِه
وَحـــاسِـــدٍ لا يُـــفـــيـــقُ قُـــلتُ لَهُ
مِــن صــابِ قَــولٍ يُـدمـي وَمِـن سَـلَعِه
لا تُــجــزِرَن عِــرضَـكَ الأَسـاوِدَ وَاِس
تَـــخـــفِ بِــأَنــفِ بــادٍ لِمُــجــتَــدِعِه
لا يَـــأمَـــنَـــن أَخـــدَعــاكَ بــادِرَةً
مِــن قَــدعِهِ إِن أَمِــنــتَ مِــن قَــذعِه
إِيّـــاكَ وَالغـــيــلَ أَن تُــطــيــفَ بِهِ
إِنّــي أَخــشــى عَــلَيــكَ مِــن سَــبُــعِه
تَــرى الهُـمـامَ المَـحـجـوبَ حـاشِـيَـةً
لَهُ وَتَــلقــى المَـتـبـوعَ مِـن تَـبَـعِه
يَنزِلُ في الكاهِلِ المُنيفِ مِنَ الأَم
رِ وَهُــــم تَـــحـــتَ ذاكَ مِـــن زَمَـــعِه
يـــــا رُبَّ يَـــــومٍ تَـــــلوحُ غُـــــرَّتُهُ
ســاطِــعِ صُــبـحِ المَـعـروفِ مُـنـصَـدِعِه
قَــد ذابَ لي فـي يَـدَيـكَ ذَوبَ النـا
مِ الجَـعـدِ حَـكَّمـتَ الرَضـفَ فـي قَمَعِه
وَلَم تُـغَـيِّر وَجـهـي عَـنِ الصِـبغَةِ ال
أولى بِــمَــســفـوعِ اللَونِ مُـلتَـمِـعِه
لا بَـل هَـنـيـءُ النَدى هَنيءُ السَدى
لَم يَــتَــلَوَّث راجــيــكَ فــي طَــمَــعِه
وَقَد أَتاني الرَسولُ بِالمَلبَسِ الفَخ
مِ لِصَــــيــــفِ اِمـــرِئٍ وَمُـــرتَـــبَـــعِه
مِــن شُــنُـعِ الخِـلعَـةِ الغَـريـبَـةِ إِنَّ
المَــجــدَ مَـجـدُ الرِيـاشِ فـي شُـنُـعِه
لَو أَنَّهـــا جُـــلِّلَت أُوَيـــســـاً لَقَــد
اَســـرَعَـــتِ الكِــبــرِيــاءُ فــي وَرَعِه
رائِقُ خَـــــزٍّ يُـــــلتَــــذُّ مَــــلمَــــسُهُ
سَـــكـــبٌ يَــديــنُ الصِــبــا لِمُــدَّرِعِه
وَسِــــرُّ وَشــــيٍ كَــــأَنَّ شِــــعــــرِيَ أَح
يــانـاً نَـسـيـبُ العُـيـونِ مِـن بِـدَعِه
كَــأَنَّ نَــبــتَ النُـعـمـانِ وَالدَمَ مِـن
حُـــــمـــــرَتِهِ آخِــــذٌ وَمِــــن لُمَــــعِه
وَالنَــورَ نَــورَ العَــرارِ أُجـرِيَ فـي
تَــســهـيـمِهِ المُـجـتَـلى عَـلى يَـنَـعِه
لا فــــي رِيــــامٍ وَلا قُــــراهُ وَلا
زَبــــيــــدِهِ مِــــثــــلُهُ وَلا رِمَــــعِه
لا يَــتَــخَــطّــاهُ الطَــرفُ مِــن أَحَــدٍ
يُـــنـــصِــفُ إِلّا صَــلّى عَــلى صَــنَــعِه
تَــرَكــتَــنــي ســامِـيَ الجُـفـونِ عَـلى
أَزلَمِ دَهـــرٍ بِـــحُـــســـنِهـــا جَـــذَعِه
مُــعــاوِدَ الكِــبــرِ وَالسُــمُــوِّ عَــلى
أَعـــيـــادِهِ بــاذِخــاً عَــلى جُــمَــعِه
وَغــــابِــــطٍ فــــي نَـــداكَ قُـــلتُ لَهُ
وَرُبَّ قَــــولٍ قَــــوَّمــــتُ مِـــن ضَـــلَعِه
نَـــعَـــتُّ سَــيــفــاً أَغــفَــلتُ قــائِمَهُ
وَظَـــبـــيَ قُـــفٍّ سَهَـــوتُ عَـــن تَـــلَعِه
أَنـــــتَ أَخـــــونــــا وَسَــــيِّدٌ مَــــلِكٌ
نَــخــلَعُ مــا نَــســتَـزيـدُ مِـن خَـلَعِه
فَــاِلبَــس بِهِ مِــثــلَهـا لِمِـثـلِكَ مِـن
فَــضــفــاضِ ثَــوبِ القَــريــضِ مُـتَّسـَعِه
صَـــعـــبِ القَـــوافـــي إِلّا لِفــارِسِهِ
أَبِــيَّ نَــســجِ العَــروضِ مُــمــتَــنَــعِه
سـاحِـرِ نَـظـمٍ سِـحـرَ البَـيـاضِ مِنَ ال
أَلوانِ ســـــائِبِهِ خَـــــبِّهــــِ خَــــدِعِه
كِـــســـوَةُ وُدٍّ أَصــبَــحــتَ دونَ الوَرى
نُــجــعَــتَهُ لا نَــقــولُ مِــن نَــجَــعِه
سَــبَــقــتَ حَــتّـى اِقـتَـطَـعـتَ قَـبـلَهُـمُ
مــا شِــئتَ مِــن تِــمِّهــِ وَمِــن قِـطَـعِه
وَالشِــعــرُ فَــرجٌ لَيــسَــت خَـصـيـصَـتُهُ
طـــولَ اللَيـــالي إِلّا لِمُــفــتَــرِعِه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو تَمّام
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.