البيت العربي

أَتَتكَ وَلَم تَبعُد عَلى عاشِقٍ مِصرُ
عدد ابيات القصيدة:34

أَتَــتــكَ وَلَم تَــبــعُـد عَـلى عـاشِـقٍ مِـصـرُ
وَوافـاكَ مُـشـتـاقـاً لَكَ المَـدحُ وَالشِـعـرُ
إِلى المَــلِكِ البَــرِّ الرَحــيـمِ فَـحَـدِّثـوا
بِــأَعــجَــبِ شَــيــءٍ إِنَّهــُ البَــرُّ وَالبَـحـرُ
إِلى المَلِكِ المَسعودِ ذي البَأسِ وَالنَدى
فَـــأَســـيــافُهُ حُــمــرٌ وَســاحــاتُهُ خُــضــرُ
يَـــرِقُّ وَيَـــقـــســـو لِلعُـــفـــاةِ وَلِلعِــدى
فَـــلِلَّهِ مِـــنـــهُ ذَلِكَ العُـــرفُ وَالنُــكــرُ
يُـراعـي حِـمـى الإِسـلامِ لازَمَـنَ الحِـمـى
وَيَـحـلو لَهُ ثَـغـرُ المَـخـافَـةِ لا الثَـغرُ
إِذا مــا أَفَــضــنـا فـي أَفـانـيـنِ ذِكـرِهِ
يَــقــولُ جَهـولُ القَـومِ قَـد ذَهَـبَ الحَـصـرُ
تَـــكَـــنَّفـــَهُ مِـــن آلِ أَيّـــوبَ مَـــعـــشَـــرٌ
بِهِــم نَهَــضَ الإِســلامُ وَاِنـدَحَـضَ الكُـفـرُ
بَهـــاليـــلُ أَمــلاكٌ عَــلى كُــلِّ مِــنــبَــرٍ
وَفــي كُــلِّ ديــنــارٍ يَــســيــرُ لَهُـم ذِكـرُ
وَيَــكــفـيـكَ أَنَّ الكـامِـلَ النَـدبَ مِـنـهُـمُ
وَيَـكـفـيـكَهُـم هَـذا هُـوَ المَـجـدُ وَالفَـخرُ
فَــيــا مَــلِكــاً عَــمَّ البَــســيــطَـةَ ذِكـرُهُ
يُــرَجّــى وَيُـخـشـى عِـنـدَهُ النَـفـعُ وَالضَـرُّ
لَكَ الفَــضــلُ قَــد أَزرى بِـفَـضـلٍ وَجَـعـفَـرٍ
وَأَصــبَــحَ فــي خُــســرٍ لَدَيــهِ فَــنــاخُـسـرُ
وَأَنــسَــيــتَ أَمــلاكَ الزَمـانِ الَّذي خَـلا
فَــلا قُــدرَةٌ مِــنــهُــم تُــعَــدُّ وَلا قَــدرُ
وَكَــم لَكَ مِــن فِــعــلٍ جَــمــيــلٍ فَــعَــلتَهُ
فَــأَصــبَـحَ مُـعـتَـزّاً بِهِ البَـيـتُ وَالحِـجـرُ
وَمَــن يَــغــرِسِ المَــعــروفَ يَـجـنِ ثِـمـارَهُ
فَـــــعـــــاجِــــلُهُ ذِكــــرٌ وَآجِــــلُهُ أَجــــرُ
وَطــوبــى لِمِـصـرٍ مـاحَـوَت مِـنـكَ مِـن عُـلاً
وَمَـن مُـبـلِغٌ بَـغـدادَ مـا قَـد حَـوَت مِـصـرُ
بِــكَ اِهــتَــزَّ ذاكَ القَــطــرُ لَمّـا حَـلَلتَهُ
وَأَصــبَــحَ جَــذلانــاً بِــقُــربِــكَ يَــفــتَــرُ
رَأى لَكَ عِــــزّاً لَم يَــــكُــــن لِمُــــعِــــزِّهِ
وَبَـعـدَ ضِـيـاءِ الشَـمـسِ لا يُـذكَـرُ الفَجرُ
لَئِن أَدرَكَــت مِــصــرٌ بِــقُــربِــكَ سُــؤلَهــا
فَــيــا رُبَّ مِــصــرٍ شَــقَّهــُ بَـعـدَكَ البَـحـرُ
يُــزيــلُ بِهِ اللَأواءَ جــودُكَ لا الحَـيـا
وَيَـجـلو بِهِ الظَـلمـاءَ وَجـهُـكَ لا البَدرُ
بِـــلادٌ بِهـــا طـــابَ النَـــســـيـــمُ لِأَنَّهُ
يَــزورُكَ مِــن أَرضٍ هِــيَ الهِـنـدُ وَالشَـحـرُ
وَكَــم مَــعــقِــلٍ فــيــهـا مَـنـيـعٍ مَـلَكـتَهُ
وَلَم يَــحــمِهِ جــيـرانُهُ الأَنـجُـمُ الزُهـرُ
أَنــافَ إِلى أَن ســارَتِ السُــحــبُ تَــحــتَهُ
فَــلَولا نَــداكَ الجَــمُّ عَــزَّ بِهِ القَــطــرُ
وَلَو عَـــلِمَـــت صَـــنـــعـــاءُ أَنَّكـــَ قــادِمٌ
لَحَـلَّت لَهـا البُـشـرى وَدامَ بِهـا البِـشرُ
أَلا إِنَّ قَــومــاً غِــبــتَ عَــنــهُــم لَضُــيَّعٌ
وَإِنَّ مَــكــانــاً لَســتَ فــيـهِ هُـوَ القَـفـرُ
فَــيــاصــاحِــبــي هَــب لي بِــحَـقِّكـَ وَقـفَـةً
يَـكـونُ بِهـا عِـنـدي لَكَ الحَـمـدُ وَالأَجـرُ
تَـحَـمَّلـ سَـلامـاً وَهـوَ فـي الحُـسـنِ رَوضَـةٌ
تُــزَفُّ بِهــا زُهــرُ الكَــواكِـبِ لا الزَهـرُ
تُـــخَـــصُّ بِهِ مِــصــرٌ وَأَكــنــافُ قَــصــرِهــا
فَــيــا حَــبَّذا مِـصـرٌ وَيـا حَـبَّذا القَـصـرُ
بِــعَــيـشِـكَ قَـبِّلـ سـاحَـةَ القَـصـرِ سـاجِـداً
وَقُــم خــادِمــاً عَــنّــي هُـنـاكَ وَلا صُـغـرُ
لَدى مَـــلِكٍ رَحـــبِ الخَـــليـــقَــةِ قــاهِــرٍ
فَــمَــجــلِسُهُ الدُنــيــا وَخــادِمُهُ الدَهــرُ
سَــأُذكــي لَهُ بَــيــنَ المُــلوكِ مَــجـامِـراً
فَــمِــن ذِكــرِهِ نَــدٌّ وَمِــن فِـكـرِيَ الجَـمـرِ
بَــقَــيــتَ صَـلاحَ الديـنِ لِلديـنِ مُـصـلِحـاً
تُــصــاحِــبُـكَ التَـقـوى وَيَـخـدُمُـكَ النَـصـرُ
وَخُــذ جُــمَــلاً هَــذا الثَــنــاءَ فَــإِنَّنــي
لَأَعــجَــزُ عَــن تَــفــصــيــلِهِ وَلِيَ العُــذرُ
عَــلى أَنَّنــي فــي عَــصـرِيَ القـائِلُ الَّذي
إِذا قــالَ بَــزَّ القــائِليــنَ وَلا فَــخــرُ
لَعَـمـرِيَ قَـد أَنـطَـقـتَ مَـن كـانَ مُـفـحَـمـاً
لَكَ الحَــمــدُ يـارَبَّ النَـدى وَلَكَ الشُـكـرُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: بهاء الدين زهير
شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.