البيت العربي
أَتَعرِفُ مِن أَسماءَ بِالجُدِّ رَوسَما
عدد ابيات القصيدة:33
أَتَـعـرِفُ مِـن أَسـمـاءَ بِـالجُـدِّ رَوسَـما
مُـحـيـلاً وَنُـؤيـاً دارِسـاً قَـد تَهَـدَّما
وَمَـــوضِـــعَ أَحــطــابٍ تَــحَــمَّلــَ أَهــلُهُ
وَمَــوقِــدَ نـارٍ كَـالحَـمـامَـةِ أَسـحَـمـا
عَــلى آجِـنٍ أَبـقَـت لَهُ الريـحُ دِمـنَـةً
وَحَــوضـاً كَـأُدحِـيِّ النَـعـامَـةِ أَثـلَمـا
تَـرى مَـشـفَـرَ العَـيـسـاءِ حـينَ تَسوفُهُ
إِذا وَجَــدَت طَــعـمَ المَـرارَةِ أَكـزَمـا
كَـأَنَّ اليَـمـامِـيَّ الطَبيبَ اِنبَرى لَها
فَـذَرَّ لَهـا فـي الحَـوضِ شَرياً وَعَلقَما
بِــأَحــنـاءِ مَـجـهـولٍ تَـعـاوى سِـبـاعُهُ
تَــقَــوَّضَ حَــتّــى صـارَ لِلطَـيـرِ أَدرَمـا
إِذا صَــدَرَت عَــنــهُ حَــمــامٌ تَــرَكــنَهُ
لِوِردِ قَـطـاً يَـسـقـي فُـرادى وَتَـوأَمـا
تَــراهــا إِذا راحَــت رِواءً كَــأَنَّهــا
مُــعَــلِّقَـةٌ عِـنـدَ الحَـنـاجِـرِ حَـنـتَـمـا
تَــأَوَّبَ زُغــبــاً بِــالفَـلاةِ تَـرَكـنَهـا
بِـأَغـبَـرَ مَـجـهـولِ المَـخـارِمِ أَقـتَـما
إِذا نَــبَّهــَتــهُـنَّ الرَوافِـدُ بِـالقِـرى
سَــقَــيــنَ مُــجــاجــاتٍ هَـوامِـدَ جُـثَّمـا
يُــنَــبِّهــنَ قَــيــظِـيَّ الفِـراخِ كَـأَنَّمـا
يُـنَـبِّهـنَ مَـغـمـوراً مِنَ النَومِ أَعجَما
ثَـنَـيـنَ عَـليـهـا الريشَ حَتّى تَلاحَقَت
وَطـارَ شَـعـاعـاً قَـيـضُهـا قَـد تَـحَـطَّما
فَــطــارَت شِــلالاً وَاِبـذَعَـرَّت كَـأَنَّهـا
عِــصــابَــةُ سَــبــيٍ شَــعَّ أَن يُـتَـقَـسَّمـا
لَعَـمـري لَئِن أَبـصَـرتُ قَصدي لَقَد أَنى
لِمِــثــلِيَ يــا دَهـمـاءُ أَن يَـتَـحَـلَّمـا
وَبَــيــداءَ مَــحـلٍ لا يُـنـاخُ مَـطِـيُّهـا
إِذا صَـخِـبَ الحـادي بِهـا وَتَهَـمـهَـمـا
تَـرى القَـومَ فـيـها يَركَبونَ رُؤوسَهُم
مِنَ النَومِ حَتّى يَكبَحَ الواسِطُ الفَما
قَــطَـعـتُ بِهَـوجـاءِ النَـجـاءِ نَـجـيـبَـةٍ
عُــذافِــرَةٍ تَهـدي المَـطِـيَّ المُـخَـزَّمـا
قَــريـبَـةُ تَهـجـونـي وَعَـوفُ بـنُ مـالِكٍ
وَزَيـدُ بـنُ عَـمـروٍ طـالَ هَـذا تَـحَـلُّما
وَبِـاللَهِ مـا تَهـجـونَـنـي مِـن عَـداوَةٍ
ثُـكِـلتُـم وَمـا تَرمونَ بِالقَذعِ مُفحَما
وَإِنّــا لَحَــيُّ الصِــدقِ لا غِــرَّةٌ بِـنـا
وَلا مِثلَ مَن يَقري البَكيءَ المُصَرَّما
نَــســيــرُ فَــنَـحـتَـلُّ المَـخـوفَ فُـروعُهُ
وَنَـجـمَـعُ لِلحَـربِ الخَـمـيسَ العَرَمرَما
وَمُــســتَــنـبِـحٍ بَـعـدَ الهُـدوءِ دَعَـوتَهُ
بِـصَـوتِـيَ فَـاِسـتَـعـشـى بِـنِـضـوٍ تَـزَغَّما
فَــجــاءَ وَقَــد بَــلَّت عَــلَيــهِ ثِـيـابَهُ
سَــحـابَـةُ مُـسـوَدٍّ مِـنَ اللَيـلِ أَظَـلمـا
وَفـي لَيـلَةٍ مـا يَـنبَحُ الكَلبُ ضَيفَها
إِذا نُـبِّهـَ المَـبـلودُ فـيـها تَغَمغَما
فَــنَــبَّهــتُ سَـعـداً بَـعـدَ نَـومٍ لِطـارِقٍ
أَتــانـا ضَـئيـلاً صَـوتُهُ حـيـنَ سَـلَّمـا
فَـلَمّـا أَضـاءَتـهُ لَنا النارُ فَاِصطَلى
أَضـاءَت هِـجَـفّـاً مـوحِـشـاً قَـد تَهَـشَّمـا
فَــقُــلتُ لَهُـم هـاتـوا ذَخـيـرَةَ مـالِكٍ
وَإِن كـانَ قَـد لاقـى لَبـوساً وَمَطعَما
فَــقــالَ أَلا لا تُـجـشِـمـوهـا وَإِنَّمـا
تَـنَـحـنَـحَ دونَ المُـكـرَعـاتِ لِتُـجـشَـما
وَإِنّـــي لَحَـــلّالٌ بِـــيَ الحَـــقُّ أَتَّقــي
إِذا نَــزَلَ الأَضــيــافُ أَن أَتَــجَهَّمــا
إِذا لَم تَـذُد أَلبـانُهـا عَـن لُحومِها
حَـلَبـنـا لَهُ مِـنـهـا بِـأَسـيافِنا دَما
وَمُــنــتَــحِــلٍ مِــنّــي العَـداوَةَ نـالَهُ
عَـنـاجـيـجُ أَفـراسٍ إِذا شـاءَ أَلجَـمـا
فَـإِن أَكُ قَـد عـانَـيـتُ قَـومي وَهِبتُهُم
فَهَـلهِـل وَأَولى عَـن نُـعَيمِ بنِ أَخثَما
فَـإِن أَعـفُ عَـنـكُـم يـا نُعَيمُ فَغَيرُكُم
ثَـنـى عَـنـكُـمُ مِـنّـي المُـسَرَّ المُكَتَّما
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الأَخطَل
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.