البيت العربي

أَجارَتَنا ما بِالهَوانِ خَفاءُ
عدد ابيات القصيدة:37

أَجــارَتَــنــا مــا بِــالهَــوانِ خَـفـاءُ
وَلا دونَ شَــخــصــي يَـومَ رُحـتُ عَـطـاءُ
أَحِــنُّ لِمــا أَلقــى وَإِن جِــئتُ زائِراً
دُفِـــعـــتُ كَـــأَنّـــي وَالعَـــدُوَّ سَـــواءُ
وَمَــنَّيــتِــنــا جـوداً وَفـيـكِ تَـثـاقُـلٌ
وَشَــتّــانَ أَهــلُ الجــودِ وَالبُــخَــلاءُ
عَـلى وَجـهِ مَـعـروفِ الكَـريـمِ بَـشـاشَةٌ
وَلَيــسَ لِمَــعــروفِ البَــخــيــلِ بَهــاءُ
كَـأَنَّ الَذي يَـأتـيـكَ مِـن راحَـتَـيـهِما
عَــروسٌ عَــلَيــهــا الدُرُّ وَالنُــفَـسـاءُ
وَقَـد لُمـتُ نَفسي في الرَبابِ فَسامَحَت
مَــراراً وَلَكِــن فــي الفُــؤادِ عِـصـاءُ
تَــحَــمَّلــَ والي أُمِّ بَــكـرٍ مِـنَ اللِوى
وَفــــارَقَ مَـــن تَهـــوى وَبُـــتَّ رَجـــاءُ
فَـــأَصـــبَـــحـــتَ مَــخــلوعــاً وَأَصــبَــحَ
بِــأَيــدي الأَعــادي وَالبَـلاءُ بَـلاءُ
خَـفـيـتُ لِعَـيـنٍ مِـن ضَـنـيـنَـةَ سـاعَـفَت
وَمــا كــانَ مِــنّــي لِلحَــبـيـبِ خَـفـاءُ
وَآخِــرُ عَهــدٍ لي بِهــا يَــومَ أَقـبَـلَت
تَهـــادى عَـــلَيـــهـــا قَــرقَــرٌ وَرِداءُ
عَــشِــيَّةــَ قـامَـت بِـالوَصـيـدِ تَـعَـرُّضـاً
وَقــــامَ نِــــســــاءٌ دونَهـــا وَإِمـــاءُ
مِـنَ البـيـضِ مِـعـلاقُ القُـلوبِ كَأَنَّما
جَـرى بِـالرُقـى فـي عَـيـنِهـا لَكَ مـاءُ
إِذا سَـفَـرَت طـابَ النَـعـيـمُ بِـوَجـهِها
وَشُـــبِّهـــَ لي أَنَّ المَــضــيــقَ فَــضــاءُ
مَـريـضَـةُ مـا بَـيـنَ الجَوانِحَ بِالصِبا
وَفــــيــــهــــا دَواءٌ لِلقُــــلوبِ وَداءُ
فَــقُــلتُ لِقَــلبٍ جــاثِــمٍ فـي ضَـمـيـرِهِ
وَدائِعُ حُـــــــبٍّ مـــــــا لَهُــــــنَّ دَواءُ
تَــعَــزَّ عَــنِ الحَــوراءِ إِنَّ عِــداتِهــا
وَقَــد نَــزَلَت بِــالزابِــيَــيــنِ لِفــاءُ
يَـمـوتُ الهَوى حَتّى كَأَن لَم يَكُن هَوىً
وَلَيـسَ لِمـا اِسـتَـبـقَـيـتُ مِـنـك بَـقاءُ
وَكَــيــفَ تُــرَجّــي أُمَّ بَــكــرٍ بَــعـيـدَةً
وَقَــد كُــنـتَ تُـجـفـى وَالبُـيـوتُ رِئاءُ
أَبــى شــادِنٌ بِـالزابِـيَـيـنِ لِقـاءَنـا
وَأَكـــثَـــرُ حــاجــاتِ المُــحِــبِّ لِقــاءُ
فَـأَصـبَـحـتُ أَرضـى أَن أُعَـلَّلَ بِـالمُـنى
وَمــا كــانَ لي لَولا النَـوالُ حَـزاءُ
فَـيـا كَـبِـداً فـيـها مِنَ الشَوقِ قَرحَةٌ
وَلَيـــسَ لَهـــا مِــمّــا تُــحِــبُّ شِــفــاءُ
خَلا هَمُّ مَن لا يَتبَعُ اللَهوَ وَالصِبا
وَمــا لِهُــمــومِ العــاشِــقــيـنَ خَـلاءُ
تَــمَـنَّيـتَ أَن تَـلقـى الرَبـابَ وَرُبَّمـا
تَـمَـنّـى الفَـتـى أَمـراً وَفـيـهِ شَـقـاءُ
لَعَـمـرُ أَبـيـهـا مـا جَـزَتـنـا بِـنائِلٍ
وَمــا كــانَ مِـنـهـا بِـالوَفـاءِ وَفـاءُ
وَخَــيــرُ خَــليـلَيـكَ الَذي فـي لِقـائِهِ
رَواحٌ وَفـــيـــهِ حـــيـــنَ شَــطَّ غَــنــاءُ
وَمــا القُــربُ إلا لِلمُــقَــرِّبِ نَـفـسَهُ
وَلَو وَلَدَتـــــهُ جُـــــرهُـــــمٌ وَصَـــــلاءُ
وَلا خَــيــرَ فــي وُدِّ اِمـرِىءٍ مُـتَـصَـنِّعٍ
بِــمــا لَيــسَ فــيــهِ وَالوِدادُ صَـفـاءُ
سَــأُعــتِــبُ خُــلّانــي وَأَعـذِرُ صـاحِـبـي
بِــمــا غَــلَبَــتـهُ النَـفـسُ وَالغُـلَواءُ
وَمـا لِيَ لا أَعـفـو وَإِن كـانَ ساءَني
وَنَــفـسـي بِـمـا تَـجـنـي يَـدايَ تُـسـاءُ
عِــتــابُ الفَـتـى فـي كُـلِّ يَـومٍ بَـلِيَّةٌ
وَتَــقــويــمُ أَضـغـانِ النِـسـاءِ عَـنـاءُ
صَــبَــرتُ عَـلى الجُـلّى وَلَسـتُ بِـصـابِـرٍ
عَـــلى مَـــجـــلِسٍ فـــيـــهِ عَـــلَيَّ زِراءُ
وَإِنّــي لِأَســتَـبـقـي بِـحِـلمـي مَـوَدَّتـي
وَعِـــنـــدي لِذي الداءِ المُــلِحِّ دَواءُ
قَــطَــعـتُ مِـراءَ القَـومِ يَـومَ مَهـايـلٍ
بِــقَــولي وَمـا بَـعـدَ البَـيـانِ مِـراءُ
وَقَــد عَــلِمَــت عَـليـا رَبـيـعَـةَ أَنَّنـي
إِذا السَــيـفُ أَكـدى كـانَ فِـيَّ مَـضـاءُ
تَـرَكـتُ اِبـنَ نِهـيـا بَـعدَ طولِ هَديرِهِ
مُــصــيــخــاً كَـأَنَّ الأَرضَ مِـنـهُ خَـلاءُ
وَما راحَ مِثلي في العِقابِ وَلا غَدا
لِمُــســتَــكــبِــرٍ فــي نـاظِـريـهِ عَـداءُ
تَـزِلُّ القَـوافـي عَـن لِسـانـي كَـأَنَّهـا
حُــمــاتُ الأَفــاعــي ريــقُهُــنَّ قَـضـاءُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: بَشّارِ بنِ بُرد
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة