البيت العربي
أَجِدَّكَ ما يَنفَكُّ يَسري لِزَينَبا
عدد ابيات القصيدة:44
أَجِــدَّكَ مــا يَـنـفَـكُّ يَـسـري لِزَيـنَـبـا
خَـــيـــالٌ إِذا آبَ الظَــلامُ تَــأَوَّبــا
سَرى مِن أَعالي الشامِ يَجلُبُهُ الكَرى
هُـبـوبَ نَـسـيـمِ الرَوضِ تَـجلُبُهُ الصَبا
وَمــا زارَنــي إِلّا وَلِهــتُ صَــبــابَــةً
إِلَيــهِ وَإِلّا قُــلتُ أَهــلاً وَمَــرحَـبـا
وَلَيـلَتَـنـا بِـالجَـزعِ بـاتَ مُـسـاعِـفـاً
يُـريـنـي أَنـاةَ الخَطوِ ناعِمَةَ الصِبا
أَضَـرَّت بِـضَـوءِ البَـدرِ وَالبَـدرُ طـالِعٌ
وَقـامَـت مَـقـامَ البَـدرِ لَمّـا تَـغَـيَّبا
وَلَو كـانَ حَـقّـا مـا أَتَـتـهُ لَأَطـفَـأَت
غَـليـلا وَلَاِفـتَـكَّتـ أَسـيـراً مُـعَـذَّبـا
عَــلِمــتُــكِ إِن مَـنَّيـتِ مَـنَّيـتِ مَـوعِـداً
جَهـامـاً وَإِن أَبـرَقـتِ أَبـرَقـتِ خُـلَّبـا
وَكُــنـتُ أَرى أَنَّ الصُـدودَ الَّذي مَـضـى
دَلالٌ فَــمــا إِن كــانَ إِلّا تَــجَـنُّبـا
فَــوا أَسَــفــي حَـتّـامَ أَسـأَلُ مـانِـعـاً
وَآمَــنُ خَــوّانــاً وَأُعــتِــبُ مُــذنِــبــا
سَـأَثـني فُؤادي عَنكِ أَو أَتبَعُ الهَوى
إِلَيـكِ إِنِ اِسـتَـعـصـى فُـؤادِيَ أَو أَبى
أَقــولُ لِرَكــبٍ مُــعــتَــفـيـنَ تَـدَرَّعـوا
عَـلى عَـجَـلٍ قِـطـعـاً مِنَ اللَيلِ غَيهَبا
رِدوا نـائِلَ الفَـتـحِ بـنِ خاقانَ إِنَّهُ
أَعَــمُّ نَــدىً فــيـكُـم وَأَقـرَبُ مَـطـلَبـا
هُــوَ العـارِضُ الثَـجّـاجُ أَخـضَـلَ جـودُهُ
وَطــارَت حَــواشــي بَــرقِهِ فَــتَــلَهَّبــا
إِذا مـا تَـلَظّى في وَغى أَصعَقَ العِدى
وَإِن فـاضَ فـي أَكـرومَـةٍ غَـمَـرَ الرُبا
رَزيـنٌ إِذا مـا القَـومُ خَـفَّت حُلومُهُم
وَقـورٌ إِذا مـا حـادِثُ الدَهـرِ أَجلَبا
حَـيـاتُـكَ أَن يَـلقـاكَ بِـالجودِ راضِياً
وَمَـوتُـكَ أَن يَـلقـاكَ بِـالبَـأسِ مُغضَبا
حَــــرونٌ إِذا عــــازَرتَهُ فـــي مُـــلِمَّةٍ
فَـإِن جِـئتَهُ مِـن جـانِـبِ الذُلِّ أَصـحَبا
فَـتـىً لَم يُـضَـيِّعـ وَجـهَ حَزمٍ وَلَم يَبِت
يُــلاحِــظُ أَعــجــازَ الأُمـورِ تَـعَـقُّبـا
إِذا هَـمَّ لَم يَـقعُد بِهِ العَجزُ مَقعَداً
وَإِن كَـفَّ لَم يَـذهَب بِهِ الخُرقُ مَذحَبا
أُعــيــرَ مَــوَدّاتِ الصُــدورِ وَأُعــطِـيَـت
يَـداهُ عَـلى الأَعـداءِ نَـصـرا مُـرَهِّبا
وَقَـيـناكَ صَرفَ الدَهرِ بِالأَنفُسِ الَّتي
تُــبَــجِّلــُ لا نَــألوكَ أُمّـاً وَلا أَبـا
فَـلَم تَـخـلُ مِـن فَـضـلٍ يُـبَـلِّغُـكَ الَّتـي
تَــرومُ وَمِــن رَأيٍ يُــريـكَ المُـغَـيَّبـا
وَمــا نَــقَــمَ الحُــسّــادُ إِلّا أَصــالَةً
لَدَيــكَ وَفِــعــلاً أَريَــحِــيّــاً مُهَـذَّبـا
وَقَـد جَـرَّبـوا بِـالأَمـسِ مِـنـكَ عَـزيمَةً
فَـضَـلتَ بِها السَيفَ الحُسامَ المُجَرَّبا
غَـداةَ لَقـيـتَ اللَيـثَ وَاللَيـثُ مُـخدِرٌ
يُــحَــدِّدُ نــابــاً لِلِّقــاءِ وَمَــخــلَبــا
يُــحَــصِّنــُهُ مِــن نَهــرِ نَــيـزَكَ مَـعـقِـلٌ
مَــنــيــعٌ تَــســامــى غــابُهُ وَتَـأَشَّبـا
يَـرودُ مَـغـاراً بِـالظَـواهِـرِ مُـكـثِـبـا
وَيَـحـتَـلُّ رَوضـاً بِـالأَبـاطِـحِ مُـعـشِـبا
يُــلاعِــبُ فــيــهِ أُقـحُـوانـاً مُـفَـضَّضـاً
يَـبِـصُّ وَحَـوذانـاً عَـلى المـاءِ مُذهَبا
إِذا شـاءَ غـادى عـانَـةً أَو عَدا عَلى
عَــقــائِلِ سِــربٍ أَو تَــقَــنَّصــَ رَبـرَبـا
يَـــجُـــرُّ إِلى أَشـــبـــالِهِ كُــلَّ شــارِقٍ
عَـبـيـطـاً مُـدَمّـاً أَو رَمـيـلاً مُـخَـضَّبا
وَمَـن يَـبـغِ ظُـلمـاً فـي حَريمِكَ يَنصَرِف
إِلى تَـلَفٍ أَو يُـثـنَ خَـزيـانَ أَخـيَـبـا
شَهِــدتُ لَقَـد أَنـصَـفـتَهُ يَـومَ تَـنـبَـري
لَهُ مُـصـلِتـاً عَـضباً مِنَ البيضِ مِقضَبا
فَـلَم أَرَ ضِـرغـامَـيـنِ أَصـدَقَ مِـنـكُـمـا
عِـراكـاً إِذا الهَـيّـابَةُ النِكسُ كَذَّبا
هِـزَبـرٌ مَـشـى يَـبـغـي هِـزَبـراً وَأَغـلَبٌ
مِنَ القَومِ يَغشى باسِلَ الوَجهِ أَغلَبا
أَدَلَّ بِـــشَـــغــبٍ ثُــمَّ هــالَتــهُ صَــولَةٌ
رَآكَ لَهــا أَمـضـى جَـنـانـاً وَأَشـغَـبـا
فَـأَحـجَـمَ لَمّـا لَم يَـجِـد فـيـكَ مَطمَعاً
وَأَقـدَمَ لَمّـا لَم يَـجِـد عَـنـكَ مَهـرَبـا
فَــلَم يُـغـنِهِ أَن كَـرَّ نَـحـوَكَ مُـقـبِـلاً
وَلَم يُــنــجِهِ أَن حـادَ عَـنـكَ مُـنَـكِّبـا
حَـمَـلتَ عَلَيهِ السَيفَ لا عَزمُكَ اِنثَنى
وَلا يَــدُكَ اِرتَــدَّت وَلا حَــدُّهُ نَــبــا
وَكُـنـتَ مَـتـى تَجمَع يَمينَيكَ تَهتِكِ ال
ضَـريـبَـةَ أَو لا تُـبـقِ لِلسَـيفِ مَضرِبا
أَلَنــتَ لِيَ الأَيّـامَ مِـن بَـعـدِ قَـسـوَةٍ
وَعـاتَـبـتَ لي دَهـري المُسيءَ فَأَعتَبا
وَأَلبَـسـتَني النُعمى الَّتي غَيَّرَت أَخي
عَــلَيَّ فَــأَضـحـى نـازِحَ الوُدِّ أَجـنَـبـا
فَـلا فُـزتُ مِـن مَـرِّ اللَيـالي بِـراحَةٍ
إِذا أَنـا لَم أُصـبِـح بِـشُـكـرِكَ مُتعَبا
عَــلى أَنَّ أَفــوافَ القَـوافـي ضَـوامِـنٌ
لِشُـكـرِكَ ما أَبدى دُجى اللَيلِ كَوكَبا
ثَـنـاءٌ تَـقَـصّـى الأَرضَ نَـجداً وَغائِراً
وَسـارَت بِهِ الرُكـبـانُ شَـرقاً وَمَغرِبا