البيت العربي
أحبّ صراحتى قولاً وفعلاً
عدد ابيات القصيدة:19
أحــبّ صــراحــتـى قـولاً وفـعـلاً
وأكـره أن أمـيـل إلى الريـاء
فــمــا خـادعـت مـن أحـدٍ بـأمـرٍ
ولا أضـمـرت حَـسـواً في ارتغاء
ولسـت مـن الذيـن يـرون خـيـراً
بـابـقـاء الحـقيقة في الخفاء
ولا مـمّـن يـرى الأديـان قامت
بـــوحـــيٍ مُــنــزلٍ للأنــبــيــاء
ولكـــن هـــنّ وضـــع واتـــبــداع
مــن العـقـلاء أربـاب الدهـاء
ولست من الألى وهموا وقالوا
بــأن الروح تــعــرج للســمــاء
لأن الأرض تــســبـح فـي فـضـاء
ومـا تـلك السماء سوى الفضاء
ولسـت مـن الذيـن يـرون فـخـراً
لمــفــتــخــرٍ بــاهـراق الدمـاء
ولا مـمّـن قـد ارتـبـطـوا بماضٍ
فـعـاشـوا يـنظرون إلى الوراء
ولا مــمّـن يـرى للنـاس حـكـمـاً
سـوى الحـكـام أربـاب القـضـاء
ولا مــمّــن تــودّد فــي حــضــور
وعـنـد الغـيـب جـاهـر بالعداء
ولا مـمّـن يـرى الأنـسـاب مـمّا
يـمـتّ بـه الأنـام إلى العلاء
ولا ممّن إذا وُبئوا استعاذوا
بـتـمـتـمـة الدعـاء من الوباء
ولا مـن مـعـشـر صَـلَّوْا وصـامُوا
لمـا وُعِـدوه مـن حـسـن الجـزاء
ولا مــمّــن يــرون الله يـجـزي
عـلى الصـلوات بالحور الوضاء
ولا مـمّـن يـرى الأشـياء تفَنَى
بــحــيـث تـكـون مـن عَـدَم هـواء
ولكـــن هـــنّ فــي جــمــعٍ وفــرقٍ
تــبـدّلُ مـنـهـمـا صـورَ البـقـاء
ولسـت مـن الذيـن يـرون فـضـلاً
كـبـيـراً للرجـال عـلى النـساء
ولكـــن دالت الأيـــام حـــتـــى
تــــهـــلون هـــؤلاء بـــهـــؤلاء
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: معروف الرصافي
شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.
ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.
وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.
ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.
وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.
وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.
له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)
(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.