قصيدة أحتفظ بالرسائل الهاتفية التي للشاعر أحلام مستغانمي

البيت العربي

أحتفظ بالرسائل الهاتفيّةِ التي


عدد ابيات القصيدة:64


أحتفظ بالرسائل الهاتفيّةِ التي
أحتفظ بالرسائل الهاتفيّةِ التي
بما واصل الهاتف قوله
بعد أشهرٍ من صمتك
بعناد رجولتك
بما أخفيت من دمعك
لاحتمال ظلمك لي
أحتفظ
بوجع أنَفَتِك
بأسئلةِ غَيْرتك
بشكوكك.. بنوبات غضبك
بقسمي.. بألمي..
بنومي على عتبات قلبك
عساك تصدّقني
أحتفظ بمرارة كبريائك
أحتفظ
بقهر حسرتك
بسبب كلمةٍ تأبى أن تقولها
أحتفظ بدموع اللحظات
التي لم نعشها
بحداد الأماكن
بتنهّدات المطارات
أحتفظ بحقيبة أهديتها لي
مشابهة تماما لحقيبتك
جاهزة كما كانت
لرحلة أخلفنا طائرتها إلى الأبد
أحتفظ بذاكرة ما لم يحدث
بتفاصيل ما لن يكون
بالهدر الموجع للجمال
أحتفظ بكل ما ارتضيت أن تخسره
بندمٍ يواصل الفتكَ بك
وأنت تلقّمني طبق الفراق
وكلِّ ما كُنتَ تتناوله
في عشاءٍ أخلفناه
لم يُسعفْك الفراقُ لكتابتها
بتذاكرَ قطعْناها
في وكالةِ سفرٍ
لوجهاتٍ صيفيّة
لم نقصدها
أحتفظ بقطعٍ نقديّة
كنّا سنرميها في بركةِ روما
كي نعودَ إليها معاً
بقفلٍ مغلقٍ على وعدِنا
بنيّةِ إلقائهِ من جسر بونتي ميلينيو
مع أقفال العشّاق
الملقاة في عمق النهر
حيث لا يستطيع أحدٌ انتشالها
أحتفظ بصورةٍ التقطتها لك
في صيفٍ لم نلتقِ فيه
وأنت ترتدي بذلةً
كنت سأهديها لك
فما كانت تليقُ برجلٍ سواك
أحتفظ بكلماتٍ لم تقلها
في موعدٍ لم يكن
ذات عشاءٍ في المطعم نفسه
الذي كانت صاحبته الفرنسيّة
تُعاملنا كزوجين
السيّدةُ السخيّةُ الابتسام
المتواطئة مع كذب العشّاق
أحتفظ بلائحة طعام
وما تناولناه قبل يومَيْنِ من الآن
في مطعمٍ ما ارتدناه منذ عام..
حتّى بتفاصيل ما طلبت من أطباق
كي تحتفظ بكلمة
ففي أعرافك لا يعتذر الرجال
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحلام مستغانمي
كاتبة وروائية جزائرية، كان والدها محمد الشريف مشاركا في الثورة الجزائرية. 
عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945. 
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية
 ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) 
وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري.
 الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN. 
عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي،
 حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون.
 تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد 1993وتم تمثيلها
في مسلسل سمي بنفس اسم الرواية للمخرج السوري نجدة أنزور
وفوضى الحواس 1997 وهي الرواية الثانية في ثلاثيتها (ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير) تتحدث عن خالد الرسام جزائري وعلاقته 
بابنه رفيقه المناضل سي الشريف
وعابر سبيل 2003
نسيان 2013
قلوبهم معنا وقنابلهم علينا أصدرته أحلام تزامنا مع نسيان
الأسود يليق بك 2012
ديوان عليك اللهفة 2014 بمشاركة مع الملحن مروان خوري
كتاب شهيقا كفراق2018
ديوان عليك اللهفة صدر عام 2015 عن نوفل دمغة الناشر هاشيت أنطوان
تصنيفات قصيدة أحتفظ بالرسائل الهاتفيّةِ التي