البيت العربي
أَرى جارَتي خَفَّت وَخَفَّ نَصيحُها
عدد ابيات القصيدة:28
أَرى جــارَتــي خَــفَّتــ وَخَــفَّ نَـصـيـحُهـا
وَحُــبَّ بِهــا لَولا النَــوى وَطُــمـوحُهـا
فَــبــيـنـي عـلى نَـجـمٍ شَـخـيـسٍ نُـحـوسُهُ
وَأَشــأَمُ طَــيــرِ الزاجِـريـنَ سَـنـيـحُهـا
فَـإِن تَـشـغَـبـي فَـالشَـغَـبُ مِـنّـي سَـجِـيَّةٌ
إِذا شـيـمَـتـي لَم يُـؤتَ مِـنها سَجيحُها
أُقــارِضُ أَقــوامــاً فَــأوفــي قُـروضَهُـم
وَعَــفٌّ إِذا أَردى النُــفــوسَ شَـحـيـحُهـا
عَـلى أَنَّ قَـومـي أَشَـقَـذونـي فَـأَصـبَـحَـت
دِيــاري بِــأَرضٍ غَــيــرِ دانٍ نُــبـوحُهـا
تَــنَــفَّذَ مِــنــهُــم نـافِـذاتٌ فَـسُـؤنَـنـي
وَأَضــمَــرَ أَضــغــانــاً عَــلَيَّ كُــشـوحُهـا
فَــقُـلتُ فِـراقُ الدارِ أَجـمَـلُ بَـيـنَـنـا
وَقَـد يَـنـتَـئي عَـن دارِ سَـوءٍ نَـزيـحُها
عَــلى أَنَّنــي قَــد أَدَّعــي بِــأَبــيــهِــمِ
إِذا عَــمَّتــِ الدَعــوى وَثـابَ صَـريـحُهـا
وَأَنّــي أَرى ديــنــي يُــوافِــقُ ديـنَهُـم
إِذا نَــسَــكــوا أَفــراعُهـا وَذَبـيـحُهـا
وَمَــنــزِلَةٍ بِــالحَــجِّ أُخــرى عَــرَفـتُهـا
لَهــا بُــقَـعَـةٌ لا يُـسـتَـطـاعُ بُـروحُهـا
بِــوُدِّكِ مــا قَـومـي عَـلى أَن تَـرَكـتِهِـم
سُــلَيــمــى إِذا هَـبَّتـ شَـمـالٌ وَريـحُهـا
إِذا النَجمُ أَمسى مَغرِبَ الشَمسِ رائِباً
وَلَم يَـكُ بَـرقٌ فـي السَـمـاءِ يُـليـحُهـا
وَغـابَ شُـعـاعُ الشَـمـسِ فـي غَـيـرِ جُلبَةٍ
وَلا غَــمــرَةٍ إِلّا وَشــيــكـاً مُـصـوحُهـا
وَهـــاجَ عَـــمـــاءٌ مُـــقـــشَـــعِــرٌ كَــأَنَّهُ
نَـقـيـلَةُ نَـعـلٍ بـانَ مِـنـهـا سَـريـحُهـا
إِذا عُــدِمَ المَــحــلوبُ عـادَت عَـلَيـهِـمُ
قُـدورٌ كَـثـيـرٌ فـي القِـصـاعِ قَـديـحُهـا
يَــثــوبُ إِلَيــهــا كُــلُّ ضَــيــفٍ وَجـانِـبٍ
كَــمــا رَدَّ دَهـداهَ القِـلاصِ نَـضـيـحُهـا
بِـــأَيـــديــهِــمُ مَــقــرومَــةٌ وَمَــغــالِقٌ
يَــعــودُ بِــأَرزاقِ العِـيـالِ مَـنـيـحُهـا
وَمَـلمـومَـةٍ لا يَـخـرِقُ الطَـرفُ عَـرضَهـا
لَهــا كَــوكَــبٌ فَــخــمٌ شَـديـدٌ وُضـوحُهـا
تَـسـيـرُ وَتُـزجـي السَـمَّ تَـحـتَ نُـحـورِها
كَــريــهٌ إِلى مَــن فـاجَـأَتـهُ صَـبـوحُهـا
عَـــلى مُـــقـــذَحِـــرّاتٍ وَهُـــنُّ عَـــوابِــسٌ
ضَــبــائِرُ مَــوتٍ لا يُــراحُ مُــريــحُهــا
نَــبَــذنــا إِلَيــهِـم دَعـوَةً يـالَ مـالِكٍ
لَهـا إِربَـةٌ إِن لَم تَـجِـد مَـن يُـريحُها
فَــسُــرنــا عَــلَيــهِــم سَـورَةً ثَـعـلَبِـيَّةً
وَأَسـيـافُـنـا يَـجـري عَـلَيـهِـم نُـضوحُها
وَأَرمــاحُــنــا يَــنــهَـزنَهُـم نَهـزَ جُـمَّةٍ
يَــعــودُ عَــلَيـهِـم وِردُنـا فَـنَـمـيـحُهـا
فَـــدارَت رَحـــانــا ســاعَــةً وَرَحــاهُــمُ
وَدَرَّت طِــبــاقــاً بَـعـدَ بَـكُـءٍ لُقـوحُهـا
فَـمـا أَتـلَفَـت أَيـديـهُـمُ مِـن نُـفـوسِنا
وَإِن كَــرُمَــت فَــإِنَّنــا لا نَــنــوحُهــا
فَــقُـلنـا هِـيَ النُهـبـى وَحَـلَّ حَـرامُهـا
وَكـانَـت حِـمـى مـا قَـبـلَنـا فَـنُـبيحُها
فَــأُبــنــا وَآبــوا كُــلَّنـا بِـمَـضـيـضَـةٍ
مُهَـــمَّلـــَةٍ أَجـــراحُـــنـــا وَجُـــروحُهــا
وَكُــنّــا إِذا أَحــلامُ قَــومٍ تَــغَــيَّبــَت
نَــشِــحُّ عَــلى أَحــلامِــنــا فَـنُـريـحُهـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: عمرو بنِ قُمَيئَة
شاعر جاهلي مقدم، نشأ يتيماً وأقام في الحيرة مدة وصحب حجراً أبا امرئ القيس الشاعر، وخرج مع امرئ القيس في توجهه إلى قيصر فمات في الطريق فكان يقال له (الضائع).
وهو المراد بقول امرئ القيس
(بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه)، إلى آخر الأبيات.