قصيدة أسير هوى بين الكرى وجفونه للشاعر ابن القم اليمني

البيت العربي

أسير هوى بين الكرى وجفونه


عدد ابيات القصيدة:43


أسير هوى بين الكرى وجفونه
أســيــر هــوى بـيـن الكـرى وجـفـونـه
مـن البـعـد مـا بـيـن الحمى وقطينه
أخــو نــائل دانــي المـرام قـريـبـه
وذي شــرف نــائي المــحــل شــطــونــه
ســريــع نــوال الرفــد تـحـسـب رفـده
عـــذارى عـــطــايــاه طــرائد عــونــه
كـــأنـــهــم جــاؤوا يــفــادون مــاله
بـمـا رهـنـوا مـن حـمـدهـم في سجونه
إذا مـا المـلوك اسـتـعصمت بحصونها
فـإن العـوالي والظـبـا مـن حـصـونـه
له هــمّــة تــعــدي الوشــيــح بــهــزة
فــيــؤنــس طــولاً زائداً فـي مـتـونـه
فـيـا أيها الصادي الى مشرع الغنى
تــيــمـم نـداه تـغـتـرف مـن مـعـيـنـه
فـلولا اتـقاء المنع لم يعط منسياً
وفـــادتـــه لم يــأتــه بــضــمــيــنــه
أجـل الأمـانـي طـلعـة المـسـتـمـيـحه
و أحـلى الأمـانـي نـغمة المستعينه
هـو الأسـد الآوي الى قـصـد الغـنـى
اذا مــا أوى ليــث الشـرى لعـريـنـه
يرى العود و الأوتار عند اصطباحه
قـذى العـود ذي الإرغاء عند حنينه
ويــعــرض بــالإعــنــاق ع كــل مـعـرض
الى عــارض عــوديــة عــن يــمــيــنــه
إذا نــســخــت فـي لجّه الآل خـلتـهـا
غــوارب بــحــر تــرتــمــي بــسـفـيـنـه
وإن أقـسـمـت بـالليـل خـاضـت حـمامه
قـتـلت بـسـيـف الصـبـح مـن قبل حينه
يـــزجـــر بــزل ســاحــبــاً بــنــجــاده
ووخــد ســلّ نــاعــمــاً عــن وضــيــنــه
فــدى لكــم آل المــظــفـر بـاذلي ال
لهــى كــل مــنــاع العــطـاء مـصـونـه
فـلو كـان هـذا المـجـد شـخصا لكنتم
مــكــان ســويــداواتــه مــن عــيـونـه
فــدونــك مــن هـذا الثـنـاء قـلائداً
هــي الدرّ الا انــهــا مــن ثـمـيـنـه
و إن جــمــان الأرض حــصــبـاء أرضـه
ومــســك ذكــي المــسـك حـمـأة طـيـنـه
يـــلذ بـــورد الأجـــن إبـــل وفــوده
كـأن لجـيـنـاً مـا ارتـوت مـن لجـينه
ومـا الشـعـر الا كـالسـوام سـديـسـه
و بــازله يــرعــى مــع ابــن لبـونـه
إذا رمــت مـوجـودا فـسـل عـن نـواله
وإن رمـت مـفـقـودا فـسـل عن قرينه
كــريــم مــتـى تـحـلل بـكـعـبـة جـوده
تــنـخ بـيـن أعـلام النّـدى وحـجـونـه
بــكــى شــجـوه ثـم اسـتـفـاق فـهـاجـه
بــكــاء حــمـام الأيـك فـوق غـصـونـه
وهـبـت صـبـا فـاشـتـاق نـجـداً وأهـله
وحـــب بـــنـــجـــد ســـهـــله وحــزونــه
شـــجـــا قــلبــه واش بــه قــال انــه
ســلا عــنـكـم لولا بـقـايـا شـجـونـه
الى أن سـرى طـيـف الأحـبـة وانـثنى
فــخــبــرهــم عــن وجــده و فــتــونــه
وقــرح مــنــه البـيـن أجـفـان مـقـلة
أرتــه أمــانــي قــلبــه فـي مـنـونـه
ولم تـجـن نـار الوجـد بـيـن ضـلوعـه
جــنــايـة مـاء الدمـع بـيـن جـفـونـه
وأحــور مــا عــللت قــلبــي بــذكــره
ليـــســـلو إلا زاده فـــي جـــنــونــه
أصـــخـــت الى قـــول العـــذول لعــله
يــطــول فــيــجـري ذكـره فـي غـصـونـه
جــديــر بــإعــلاء البــنــاء ورفـعـه
مــليّ بــارخــاص الثّـرى مـن مـعـيـنـه
فــظــن ســلوّا بــي فــضــنَّ بــطــيــفــه
فـــواحـــزنـــاً مـــن ضــنّه وظــنــونــه
عــليــه مــن الســلوان ثـوب تـقـلصـت
مــيــاسـره وانـذال مـن عـن يـمـيـنـه
أراد العـدى بـي مـا أبـى طولُ جيده
و إشــراق هــدبــيــه ورحــب جـبـيـنـه
أفــاتــهــم لحــظــي وشـيـك ارتـحـاله
شـآبـيـب أعـمـت مـقـلتـي مـسـتـبـيـنـه
فــإن نــســيـم الريـح يـمـسـح مـتـنـه
فــيــبـهـت عـجـبـاً فـي صـفـاه وليـنـه
ومـزن سـرى حـتـى إذا ما هوى انسرى
مــرت رعــده الرجّــاس أخــلافُ جـونـه
هـمـى ودقـه حـتـى إذا قـيـل أتـخـمـت
ســحــائب مــنــه أثــجــمــت بـهـتـونـه
نـشـدنـاه هـل تـدلي بـقرب ابن أحمد
فــإنــك قــد أشــبــهـت بـعـض فـنـونـه
فــقــال أنــا شــقّ النــهــار وفـضـله
عــلى المــاء لكــنــي أديـن بـديـنـه
وقـد اغـتدى والنّسر في الوكر حائم
لدى كــل نــســر طــائر فــي وكــونــه
فـدم مـا دعـت فـي الايك ورق حمامه
ومـا بـغـمـتْ فـي القـفر أطلاء عينه
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الحسين بن علي بن محمد بن حَمَويْه أبو عبد الله الشهير بابن القم: شاعر من شعراء الخريدة قسم اليمن، نقل العماد ترجمته عن كتاب المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد لعمارة اليمني، وسماه "كتاب عمارة في شعراء اليمن" قال:
أبو عبد الله المعروف بابن القم من أهل اليمن، مولده بزبيد، من شعراء العصر الأقرب عصره متقدم، وكان معاصر ابن سنان الخفاجي أو بعده بقريب، وكان الأمير المفضل نجم الدين أبو محمد ابن مصال ينشدني شعره ونحن على الخيل سائرون إلى بعلبك تحت رايات الملك الناصر صلاح الدين يوسف في آخر شعبان سنة سبعين... إلخ.
وفي موسوعة أعلام اليمن ترجمة موسعة له وهي عمدتي في ذكر تاريخ وفاته وميلاده، وفيها:
أبو عبد الله، المعروف بابن قُمٍّ؛ من أهل زبيد. ولد، ونشأ، وتوفي فيها.
أديب، شاعر، تولى رئاسة الإنشاء عند (الصليحيين)، وكان أبوه صاحب ديوان الخراج في تهامة.
قال عنه المؤرخ (ياقوت الحموي) في كتابه (معجم الأدباء): "كان أديباً، كاتباً، شاعراً، من أفاضل أهل اليمن، المبرّزِينَ في النَّظْم، والنثر، والكتابة".
وقال عنه (بامخرمة): "كان أهل اليمن يعدون (الحسين)، كـ (المتنبي) في الشام والعراق".
من مؤلفاته: 1 - مجموع رسائل-خ، ومنه رسالة كتبها إلى (سبأ ابن أبي السعود الصليحي)، بعد انفصاله عن اليمن، رواها عنه الحافظ (أبو طاهر السِّلَفي). 2 - ديوان شعر. منه أوراق منتزعة في المتحف البريطاني، وشعره في الطبقة الأولى من الجودة، رقيق، عذبٌ، من السهل الممتنع.
وشعره في الطبقة الأولى من الجودة، رقيق عذبٌ، من السهل الممتنع.
المراجع: الأعلام (ج2، ص246، ط6.)
تاريخ اليمن الفكري (ج2، ص89، ط1.)
المفيد لعمارة (ص147، 257، ط2.)
تحفة الزمن (ص203، ط1.)
طراز أعلام الزمن (ج1، ص453 - خ.)
فوات الوفيات (ج1، ص381.)
المصادر للحبشي (ص315.)
معجم الأدباء (ج10، ص130، ط3.)