البيت العربي

أَعِنّي عَلى بَرقٍ أَراهُ وَميضِ
عدد ابيات القصيدة:22

أَعِـــنّـــي عَـــلى بَـــرقٍ أَراهُ وَمـــيـــضِ
يُــضــيــءُ حَــبِـيّـاً فـي شَـمـاريـخَ بـيـضِ
وَيَهــــدَأُ تــــاراتٍ سَــــنـــاهُ وَتـــارَةً
يَــنـوءُ كَـتَـعـتـابِ الكَـسـيـرِ المَهـيـضِ
وَتَـــخـــرُجُ مِــنــهُ لامِــعــاتٌ كَــأَنَّهــا
أَكُــفٌّ تَــلَقّــى الفَـوزَ عِـنـدَ المَـفـيـضِ
قَــعَــدتُ لَهُ وَصُــحــبَــتــي بَــيـنَ ضـارِجٍ
وَبَـــيـــنَ تِــلاعِ يَــثــلُثٍ فَــالعَــريــضِ
أَصــابَ قَــطــاتَــيــنِ فَــســالَ لِواهُـمـا
فَــوادي البَــدِيِّ فَــاِنــتَــحـي لِلأَريـضِ
بِــــلادٌ عَــــريـــضَـــةٌ وَأَرضٌ أَريـــضَـــةٌ
مَــدافِــعُ غَــيــثٍ فــي فَــضــاءٍ عَــريــضِ
فَـأَضـحـى يَـسُـحُّ المـاءَ عَـن كُـلِّ فَـيـقَةٍ
يَــحــوزُ الضِــبــابَ فـي صَـفـاصِـفَ بـيـضِ
فَـأَسـقـي بِهِ أُخـتـي ضَـعـيـفَـةَ إِذ نَـأَت
وَإِذ بَــعُــدَ المَــزارُ غَــيــرَ القَـريـضِ
وَمُــرقَــبَــةٌ كَــالزِجِّ أَشــرَفــتُ فَـوقَهـا
أُقَـــلِّبُ طَـــرفــي فــي فَــضــاءٍ عَــريــضِ
فَــظِــلتُ وَظَــلَّ الجَــونُ عِـنـدي بِـلَبـدِهِ
كَـــأَنّـــي أُعَــدّي عَــن جَــنــاحٍ مَهــيــضِ
فَــلَمّــا أَجَـنَّ الشَـمـسَ عَـنّـي غِـيـارُهـا
نَــزَلتُ إِلَيــهِ قــائِمــاً بِــالحَــضــيــضِ
يُــبــاري شَــبــاةَ الرُمــحِ خَــدٌّ مُــذَلَّقٌ
كَــصَــفـحِ السِـنـانِ الصُـلَّبِـيِّ النَـحـيـضِ
أُخَـــفِّضـــُهُ بِـــالنَـــقــرِ لَمّــا عَــلَوتُهُ
وَيَــرفَــعُ طَــرفــاً غَــيــرَ جـافٍ غَـضـيـضِ
وَقَـد أَغـتَـدي وَالطَـيـرُ فـي وُكُـنـاتِها
بِــمُــنــجَــرِدٍ عَــبــلِ اليَــدَيـنِ قَـبـيـضِ
لَهُ قَــصــرَيــا عــيـرٍ وَسـاقـا نَـعـامَـةٍ
كَــفَــحـلِ الهَـجـانِ يَـنـتَـحـي لِلعَـضـيـضِ
يَــجِــمُّ عَــلى السـاقَـيـنِ بَـعـدَ كَـلالِهِ
جُـمـومَ عُـيـونِ الحِـسـيِ بَـعـدَ المَـخـيضِ
ذَعَــرتُ بِهــا سِــربــاً نَــقِــيّـاً جُـلودُهُ
كَــمـا ذَعَـرَ السَـرحـانُ جَـنـبَ الرَبـيـضِ
وَوالى ثَــلاثــاً وَاِثـنَـتَـيـنِ وَأَربَـعـاً
وَغــادَرَ أُخــرى فــي قَــنــاةِ الرَفـيـضِ
فَــآبَ إِيــابــاً غَــيــرَ نَــكــدٍ مُـواكِـلٍ
وَأَخـــلَفَ مـــاءً بَــعــدَ مــاءٍ فَــضــيــضِ
وَسِـــنٍّ كَـــسُـــنَّيـــقٍ سَـــنـــاءً وَسُــنَّمــا
ذَعَـــرتُ بِـــمِــدلاجِ الهَــجــيــرِ نَهــوضِ
أَرى المَرءَ ذا الأَذوادِ يُصبِحُ مُحرَضاً
كَــإِحــراضِ بَــكــرٍ فـي الدِيـارِ مَـريـضِ
كَـأَنَّ الفَـتى لَم يَغنَ في الناسِ ساعَةً
إِذا اِخـتَـلَفَ اللَحـيـانِ عِـنـدَ الجَريضِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: امرؤ القَيس
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.