البيت العربي

أَعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعِبِ
عدد ابيات القصيدة:40

أَعـيـدوا صَـبـاحي فَهوَ عِندَ الكَواعِبِ
وَرُدّوا رُقــادي فَهـوَ لَحـظُ الحَـبـائِبِ
فَــــإِنَّ نَهــــاري لَيــــلَةٌ مُـــدلَهِـــمَّةٌ
عَـلى مُـقـلَةٍ مِـن بَـعـدِكُـم فـي غَياهِبِ
بَـعـيـدَةِ مـا بَـيـنَ الجُـفـونِ كَـأَنَّمـا
عَــقَــدتُــم أَعـالي كُـلِّ هُـدبٍ بِـحـاجِـبِ
وَأَحــسَــبُ أَنّــي لَو هَــويـتُ فِـراقَـكُـم
لَفــارَقــتُهُ وَالدَهــرُ أَخــبَــثُ صـاحِـبِ
فَـيـا لَيـتَ مـا بَـيـنـي وَبَـينَ أَحِبَّتي
مِـنَ البُـعدِ ما بَيني وَبَينَ المَصائِبِ
أَراكَ ظَـنَـنـتِ السِـلكَ جِـسـمـي فَـعُقتِهِ
عَــلَيــكِ بِــدُرٍّ عَــن لِقــاءِ التَــرائِبِ
وَلَو قَـــلَمٌ أُلقـــيــتُ فــي شَــقِّ رَأسِهِ
مِـنَ السُـقـمِ مـا غَـيَّرتُ مِـن خَطِّ كاتِبِ
تُـــخَـــوِّفُـــنـــي دونَ الَّذي أَمَــرَت بِهِ
وَلَم تَــدرِ أَنَّ العـارَ شَـرُّ العَـواقِـبِ
وَلا بُـــدَّ مِـــن يَـــومٍ أَغَـــرَّ مُــحَــجَّلٍ
يَــطـولُ اِسـتِـمـاعـي بَـعـدَهُ لِلنَـوادِبِ
يَهــونُ عَــلى مِـثـلي إِذا رامَ حـاجَـةً
وُقــوعُ العَـوالي دونَهـا وَالقَـواضِـبِ
كَـثـيـرُ حَـيـاةِ المَـرءِ مِـثـلُ قَليلِها
يَــزولُ وَبــاقــي عَــيـشِهِ مِـثـلُ ذاهِـبِ
إِلَيــكِ فَـإِنّـي لَسـتُ مِـمَّنـ إِذا اِتَّقـى
عِـضـاضَ الأَفـاعـي نامَ فَوقَ العَقارِبِ
أَتــانــي وَعــيـدُ الأَدعِـيـاءِ وَأَنَّهـُم
أَعَـدّوا لِيَ السـودانَ فـي كَـفرِ عاقِبِ
وَلَو صَــدَقــوا فــي جَـدِّهِـم لَحَـذِرتُهُـم
فَهَـل فـيَّ وَحـدي قَـولُهُـم غَـيـرُ كـاذِبِ
إِلَيَّ لَعَــمــري قَــصــدُ كُــلِّ عَــجــيـبَـةٍ
كَـأَنّـي عَـجـيـبٌ فـي عُـيـونِ العَـجـائِبِ
بِــــأَيِّ بِـــلادٍ لَم أَجُـــرَّ ذُؤابَـــتـــي
وَأَيُّ مَـــكـــانٍ لَم تَــطَــأهُ رَكــائِبــي
كَــأَنَّ رَحــيــلي كــانَ مِـن كَـفِّ طـاهِـرٍ
فَـأَثـبَـتَ كـوري فـي ظُهـورِ المَـواهِـبِ
فَــلَم يَــبــقَ خَـلقٌ لَم يَـرِدنَ فِـنـائَهُ
وَهُــــنَّ لَهُ شِــــربٌ وُرودَ المَـــشـــارِبِ
فَـــتـــىً عَــلَّمَــتــهُ نَــفــسُهُ وَجُــدودُهُ
قِـراعَ الأَعـادي وَاِبـتِـذالَ الرَغائِبِ
فَــقَـد غَـيَّبـَ الشُهّـادَ عَـن كُـلِّ مَـوطِـنٍ
وَرَدَّ إِلى أَوطــــــانِهِ كُـــــلَّ غـــــائِبِ
كَـذا الفـاطِمِيّونَ النَدى في بَنانِهِم
أَعَــزُّ اِمِّحــاءً مِــن خُــطـوطِ الرَواجِـبِ
أُنــاسٌ إِذا لاقَــوا عِــدىً فَــكَـأَنَّمـا
سِـلاحُ الَّذي لاقَـوا غُـبـارُ السَلاهِبِ
رَمَـوا بِـنَـواصـيـهـا القِـسِـيَّ فَجِئنَها
دَوامـي الهَـوادي سـالِمـاتِ الجَوانِبِ
أولَئِكَ أَحــلى مِــن حَــيــاةٍ مُــعــادَةٍ
وَأَكــثَـرُ ذِكـراً مِـن دُهـورِ الشَـبـائِبِ
نَــصَــرتَ عَــلِيّـاً يـا اِبـنَهُ بِـبَـواتِـرٍ
مِـنَ الفِـعلِ لا فَلٌّ لَها في المَضارِبِ
وَأَبــــهَـــرُ آيـــاتِ التِهـــامِـــيِّ أَنَّهُ
أَبــوكَ وَأَجــدى مـالَكُـم مِـن مَـنـاقِـبِ
إِذا لَم تَـكُـن نَـفـسُ النَـسـيبِ كَأَصلِهِ
فَـمـاذا الَّذي تُـغـني كِرامُ المَناصِبِ
وَمــا قَــرُبَــت أَشــبـاهُ قَـومٍ أَبـاعِـدٍ
وَلا بَــعُــدَت أَشــبــاهُ قَــومٍ أَقــارِبِ
إِذا عَــلَوِيٌّ لَم يَــكُــن مِــثــلَ طـاهِـرٍ
فَـــمـــا هُــوَ إِلّا حُــجَّةــٌ لِلنَــواصِــبِ
يَـقـولونَ تَأثيرُ الكَواكِبِ في الوَرى
فَـمـا بـالُهُ تَـأثـيـرُهُ فـي الكَـواكِبِ
عَـلا كَـتَـدَ الدُنـيـا إِلى كُـلِّ غـايَـةٍ
تَــســيــرُ بِهِ سَــيــرَ الذَلولِ بِـراكِـبِ
وَحُــقَّ لَهُ أَن يَـسـبِـقَ النـاسَ جـالِسـاً
وَيُــدرِكَ مـالَم يُـدرِكـوا غَـيـرَ طـالِبِ
وَيُــحــذى عَــرانـيـنَ المُـلوكِ وَإِنَّهـا
لِمَــن قَــدَمَــيــهِ فـي أَجَـلِّ المَـراتِـبِ
يَـدٌ لِلزَمـانِ الجَـمـعُ بَـيـنـي وَبَـينَهُ
لِتَــفـريـقِهِ بَـيـنـي وَبَـيـنَ النَـوائِبِ
هُــوَ اِبــنُ رَســولِ اللَهِ وَاِبـنُ وَصِـيِّهِ
وَشِــبــهُهُـمـا شَـبَّهـتُ بَـعـدَ التَـجـارِبِ
يَــرى أَنَّ مـا مـا بـانَ مِـنـكَ لِضـارِبٍ
بِــأَقــتَــلَ مِــمّــا بـانَ مِـنـكَ لِعـائِبِ
أَلا أَيُّهـا المـالُ الَّذي قَـد أَبـادَهُ
تَــعَــزَّ فَهَــذا فِــعـلُهُ فـي الكَـتـائِبِ
لَعَـــلَّكَ فـــي وَقـــتٍ شَـــغَــلتَ فُــؤادَهُ
عَــنِ الجـودِ أَو كَـثَّرتَ جَـيـشَ مُـحـارِبِ
حَــمَــلتُ إِلَيــهِ مِـن لِسـانـي حَـديـقَـةً
سَقاها الحِجى سَقيَ الرِياضَ السَحائِبِ
فَــحُـيِّيـتَ خَـيـرَ اِبـنٍ لِخَـيـرِ أَبٍ بِهـا
لِأَشــرَفِ بَــيــتٍ فــي لُؤَيِّ بــنِ غــالِبِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.