البيت العربي

أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
عدد ابيات القصيدة:47

أُغــالِبُ فــيــكَ الشَــوقَ وَالشَــوقُ أَغــلَبُ
وَأَعـجَـبُ مِـن ذا الهَـجـرِ وَالوَصـلُ أَعـجَـبُ
أَمـــا تَـــغــلَطُ الأَيّــامُ فــيَّ بِــأَن أَرى
بَــغــيــضــاً تُـنـائي أَو حَـبـيـبـاً تُـقَـرِّبُ
وَلِلَّهِ سَـــــيـــــري مـــــا أَقَـــــلَّ تَــــإِيَّةً
عَــــشِـــيَّةـــَ شَـــرقِـــيَّ الحَـــدالَي وَغُـــرَّبُ
عَــشِــيَّةـَ أَحـفـى النـاسِ بـي مَـن جَـفَـوتُهُ
وَأَهــدى الطَــريــقَــيــنِ الَّتــي أَتَــجَــنَّبُ
وَكَــم لِظَــلامِ اللَيــلِ عِــنــدَكَ مِــن يَــدٍ
تُــــخَــــبِّرُ أَنَّ المــــانَـــوِيَّةـــَ تَـــكـــذِبُ
وَقــاكَ رَدى الأَعــداءِ تَــســري إِلَيــهِــمُ
وَزارَكَ فــــيــــهِ ذو الدَلالِ المُـــحَـــجَّبُ
وَيَــومٍ كَــلَيــلِ العــاشِــقــيــنَ كَــمَـنـتُهُ
أُراقِــبُ فــيــهِ الشَــمــسَ أَيّــانَ تَــغــرُبُ
وَعَــــيــــنـــي إِلى أُذنَـــي أَغَـــرَّ كَـــأَنَّهُ
مِــنَ اللَيـلِ بـاقٍ بَـيـنَ عَـيـنَـيـهِ كَـوكَـبُ
لَهُ فَـــضـــلَةٌ عَـــن جِـــســمِهِ فــي إِهــابِهِ
تَـــجـــيــءُ عَــلى صَــدرٍ رَحــيــبٍ وَتَــذهَــبُ
شَــقَــقــتُ بِهِ الظَــلمــاءَ أُدنــي عِـنـانَهُ
فَــيَــطــغــى وَأُرخــيــهِ مِــراراً فَــيَـلعَـبُ
وَأَصـــــرَعُ أَيَّ الوَحـــــشِ قَـــــفَّيـــــتُهُ بِهِ
وَأَنـــزِلُ عَـــنـــهُ مِـــثــلَهُ حــيــنَ أَركَــبُ
وَمــا الخَــيــلُ إِلّا كَــالصَـديـقِ قَـليـلَةٌ
وَإِن كَــثُــرَت فــي عَــيــنِ مَــن لا يُـجَـرِّبُ
إِذا لَم تُــشــاهِـد غَـيـرَ حُـسـنِ شِـيـاتِهـا
وَأَعــضــائِهــا فَــالحُــســنُ عَــنــكَ مُـغَـيَّبُ
لَحـا اللَهُ ذي الدُنـيـا مُـنـاخـاً لِراكِبٍ
فَــكُــلُّ بَــعــيــدِ الهَــمِّ فــيــهــا مُـعَـذَّبُ
أَلا لَيــتَ شِــعــري هَــل أَقــولُ قَــصـيـدَةً
فَــلا أَشــتَــكــي فــيــهــا وَلا أَتَــعَــتَّبُ
وَبــي مــا يَــذودُ الشِــعــرَ عَــنّـي أَقُـلُّهُ
وَلَكِــنَّ قَــلبــي يــا اِبـنَـةَ القَـومِ قُـلَّبُ
وَأَخــــلاقُ كـــافـــورٍ إِذا شِـــئتُ مَـــدحَهُ
وَإِن لَم أَشَـــء تُـــمـــلي عَـــلَيَّ وَأَكــتُــبُ
إِذا تَــــرَكَ الإِنــــســـانُ أَهـــلاً وَرائَهُ
وَيَـــمَّمـــَ كـــافـــوراً فَـــمـــا يَــتَــغَــرَّبُ
فَــتــىً يَـمـلَأُ الأَفـعـالَ رَأيـاً وَحِـكـمَـةً
وَنـــادِرَةً أَحـــيـــانَ يَـــرضــى وَيَــغــضَــبُ
إِذا ضَــرَبَــت فـي الحَـربِ بِـالسَـيـفِ كَـفُّهُ
تَــبَــيَّنــتَ أَنَّ السَــيــفَ بِــالكَــفِّ يَـضـرِبُ
تَــزيــدُ عَــطــايــاهُ عَـلى اللَبـثِ كَـثـرَةً
وَتَــلبَــثُ أَمــواهُ السَــحــابِ فَــتَــنــضَــبُ
أَبـا المِـسـكِ هَـل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ
فَــإِنّــي أُغَــنّــي مُــنــذُ حــيــنٍ وَتَــشــرَبُ
وَهَــبــتَ عَــلى مِــقــدارِ كَــفّـى زَمـانِـنـا
وَنَــفــســي عَــلى مِــقــدارِ كَـفَّيـكَ تَـطـلُبُ
إِذا لَم تَــنُــط بــي ضَــيــعَـةً أَو وِلايَـةً
فَــجــودُكَ يَــكــســونــي وَشُــغــلُكَ يَــســلُبُ
يُــضــاحِــكُ فــي ذا العـيـدِ كُـلٌّ حَـبـيـبَهُ
حِـــذائي وَأَبـــكـــي مَـــن أُحِـــبُّ وَأَنـــدُبُ
أَحِــــنُّ إِلى أَهـــلي وَأَهـــوى لِقـــاءَهُـــم
وَأَيــنَ مِــنَ المُــشــتـاقِ عَـنـقـاءُ مُـغـرِبُ
فَـإِن لَم يَـكُـن إِلّا أَبـو المِـسـكِ أَو هُمُ
فَـــإِنَّكـــَ أَحـــلى فـــي فُـــؤادي وَأَعـــذَبُ
وَكُــلُّ اِمــرِئٍ يــولي الجَــمــيــلَ مُــحَــبَّبٌ
وَكُـــلُّ مَـــكـــانٍ يُـــنـــبِـــتُ العِــزَّ طَــيِّبُ
يُــريــدُ بِــكَ الحُــسّــادُ مـا اللَهُ دافِـعٌ
وَسُــمــرُ العَــوالي وَالحَــديــدُ المُــذَرَّبُ
وَدونَ الَّذي يَــبــغــونَ مـا لَو تَـخَـلَّصـوا
إِلى المَـوتِ مِـنـهُ عِـشـتَ وَالطِـفـلُ أَشـيَبُ
إِذا طَــلَبــوا جَــدواكَ أَعـطـوا وَحُـكِّمـوا
وَإِن طَـلَبـوا الفَـضـلَ الَّذي فـيـكَ خُيِّبوا
وَلَو جــازَ أَن يَــحــوُوا عُـلاكَ وَهَـبـتَهـا
وَلَكِــن مِــنَ الأَشــيــاءِ مـا لَيـسَ يـوهَـبُ
وَأَظــلَمُ أَهــلِ الظُــلمِ مَـن بـاتَ حـاسِـداً
لِمَـــن بـــاتَ فــي نَــعــمــائِهِ يَــتَــقَــلَّبُ
وَأَنــتَ الَّذي رَبَّيــتَ ذا المُـلكِ مُـرضِـعـاً
وَلَيـــــــــــسَ لَهُ أُمٌّ سِـــــــــــواكَ وَلا أَبُ
وَكُـــنـــتَ لَهُ لَيـــثَ العَـــريــنِ لِشِــبــلِهِ
وَمـــا لَكَ إِلّا الهِـــنـــدُوانِـــيَّ مِــخــلَبُ
لَقــيــتَ القَــنــا عَـنـهُ بِـنَـفـسٍ كَـريـمَـةٍ
إِلى المَوتِ في الهَيجا مِنَ العارِ تَهرُبُ
وَقَــد يَــتــرَكُ النَـفـسَ الَّتـي لا تَهـابُهُ
وَيَـــخـــتَـــرِمُ النَـــفــسَ الَّتــي تَــتَهَــيَّبُ
وَمـــا عَـــدِمَ اللاقـــوكَ بَـــأســاً وَشِــدَّةً
وَلَكِــــنَّ مَــــن لاقَـــوا أَشَـــدُّ وَأَنـــجَـــبُ
ثَـنـاهُـم وَبَـرقُ البـيـضِ في البيضِ صادِقٌ
عَـلَيـهِـم وَبَـرقُ البَـيـضِ فـي البـيضِ خُلَّبُ
سَـــلَلتَ سُـــيــوفــاً عَــلَّمَــت كُــلَّ خــاطِــبٍ
عَــلى كُــلِّ عــودٍ كَــيــفَ يَــدعـو وَيَـخـطُـبُ
وَيُــغــنــيــكَ عَــمّــا يَـنـسُـبُ النـاسُ أَنَّهُ
إِلَيــكَ تَــنــاهــى المَــكــرُمـاتُ وَتُـنـسَـبُ
وَأَيُّ قَـــبـــيـــلٍ يَـــســـتَـــحِـــفُّكـــَ قَــدرُهُ
مَـــعَـــدُّ بـــنُ عَـــدنــانَ فِــداكَ وَيَــعــرُبُ
وَمـــا طَـــرَبـــي لَمّـــا رَأَيــتُــكَ بِــدعَــةً
لَقَـــد كُـــنــتُ أَرجــو أَن أَراكَ فَــأَطــرَبُ
وَتَــعــذِلُنــي فــيــكَ القَــوافــي وَهِـمَّتـي
كَــأَنّــي بِــمَــدحٍ قَــبــلَ مَــدحِــكَ مُــذنِــبُ
وَلَكِــــنَّهــــُ طــــالَ الطَـــريـــقُ وَلَم أَزَل
أُفَـــتَّشـــُ عَــن هَــذا الكَــلامِ وَيُــنــهَــبُ
فَـــشَـــرَّقَ حَـــتّـــى لَيــسَ لِلشَــرقِ مَــشــرِقٌ
وَغَـــرَّبَ حَـــتّـــى لَيـــسَ لِلغَـــربِ مَـــغــرِبُ
إِذا قُــلتُهُ لَم يَــمــتَــنِــع مِــن وُصــولِهِ
جِــــدارٌ مُـــعَـــلّى أَو خِـــبـــاءٌ مُـــطَـــنَّبُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.