البيت العربي
أفكِّر ماذنبي لديك فلا أرى
عدد ابيات القصيدة:2

أفكِّر ماذنبي لديك فلا أرى
عـليَّ سـبيلاً غير أنَّك حاسد
وإنـا لمـوسـومـان كـلٌ بـسيمةٍ
أقـرَّ مـقرٌ أو أبى ذاك جاحد
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ثُمامة بن أشرس النُميري
(وما علمتُ أنّه كان في زمانه قَرَويٌّ ولا بَلَديٌّ، كان بَلَغَ من حُسْن الإفهام مع قلّة عدد الحروف، ولا من سُهولةِ المَخرَج مع السلامة من التكلُّف، ما كان بلغَه، وكان لفْظُه في وزن إشارته، ومعناه في طَبَقة لفْظِه، ولم يكن لفظُه إلى سمعك بأسرَعَ مِن معناه إلى قلبك، قال بعضُ الكتّاب: معاني ثُمامةَ الظّاهرةُ في ألفاظه، الواضحةُ في مخارج كلامه، كما وصف الخُرَيميُّ شِعرَ نفسه في مديح أبي دُلَفَ، حيث يقول:
وفي كتب الجاحظ نوادر لا تحصى من أخباره، ومنها في كتاب البغال ما يسمج نقله، ومنها في كتاب البخلاء ما يفهم منه أنه أوقف دارا من دوره في عبادان للمنقطعين قال: (وجاء مرة أبو همام المسوط، يكلمه في مرمة داره التي تطوع ببنائها في رباط عبادان، فقال: "ذكرتني الطعن وكنت ناسياً." قد كنت عزمت على هدمها، حين بلغني أن الجبرية قد نزلتها. قال: سبحان الله! تهدم مكرمة وداراً قد وقفتها للسبيل؟
قال: فتعجب من ذا؟ قد أردت أن أهدم المسجد الذي كنت بنيته ليزيد بن هاشم، حين ترك أن يبنيه في الشارع، وبناه في الرائغ، وحين بلغني أنه يخلط في الكلام، ويعين البشرية على المعتزلة. ...وكان حين يسوي لك اللفظ، لا ينظر في صلاح المعاني من فسادها.
ومنها في كتاب الحجاب قول الجاجظ: (ركبت مع ثمامة بن أشرس إلى أبي عبّادٍ الكاتب، في حوائج كتب إليَ فيها أهل إرمينيّة من المعتزلة والشيعة، فأتيناه فأعظم ثمامة وأقعده في صدر المجلس وجلس قُبالته، وعنده جماعةٌ من الوجوه، فتحدثْنا ساعة ثم كلَّمة ثمامة في حاجتي، وأخرجت كتب القوم فقرأها، وقد كانوا كتبوا إلى أبي عبّادٍ كتبا، وكانوا أصدقاءه أيّام كونه بإرمينية، فقال لي: بكِّر إليّ غداً حتّى أكتب جواباتها إنْ شاء الله. ...إلخ)
قال الذهبي في لسان الميزان: (من كبار المعتزلة ومن رؤوس الضلالة كان له اتصال بالرشيد ثم بالمأمون وكان ذا نوادر وملح وقال ابن حزم: كان ثمامة يقول: إن العالم فعل الله بطباعه وإن المقلدين من أهل الكتاب وعباد الأصنام لا يدخلون النار بل يصيرون تراباً وإن من مات مصراً على كبيرة خلد في النار وإن أطفال المؤمنين يصيرون تراباً انتهى. وقال ابن قتيبة: كان ثمامة من رقة الدين وتنقيص الإسلام والاستهزاء به وإرساله لسانه على ما لا يكون على مثله رجل يعرف الله ولا يؤمن به قال: ومن المشهور عنه أنه رأى قوماً يتعادون إلى الجمعة لخوفهم فوت الصلاة فقال: انظروا إلى البقر انظروا إلى الحمر ثم قال لرجل من إخوانه: انظر ما صنع هذا العربي بالناس وقال البيهقي: غير قوي
وقال النديم: كان المأمون أراد أن يستوزره فاستعفاه .... وذكر ابن الجوزي في حوادث سنة ست وثمانين ومائة أن الرشيد حبسه لوقوفه على كذبه وكان مع المأمون بخراسان وشهد في كتاب العهد منه لعلي بن موسى
وذكر أبو منصور بن طاهر التميمي في كتاب "الفرق بين الفرق": أن الواثق لما قتل أحمد بن نصر الخزاعي وكان ثمامة ممن سعى في
قتله فاتفق أنه حج فقتله ناس من خزاعة بين الصفا والمروة وأورد ابن الجوزي هذه القصة في حوادث سنة ثلاث عشرة وترجم لثمامة فيمن مات فيها وفيها تناقض لان قتل أحمد بن نصر تأخر بعد ذلك بدهر طويل فإنه قتل في خلافة الواثق سنة بضع وعشرين وكيف يقتل قاتله سنة ثلاث عشرة والصواب أنه مات في سنة ثلاث عشرة ودلت هذه القصة على أن ابن الجوزي حاطب ليل لا ينقد ما يحدث به) ا.هـ
وذكره الحافظ السلفي في لاميته التي سمى فيها شيوخ السنة وختمها بتسمية رؤوس الضلال وأولها:
وفيها قوله: