البيت العربي

أفي طلعة ما حظنا من لقائها
عدد ابيات القصيدة:42

أفـي طـلعـة مـا حـظـنـا مـن لقائها
ســوى نــظــرة لا تــرعــوي غــلوائي
وأقــرف عــيــنـي بـالقـصـور لأنـهـا
تـجـود عـلى الدنـيـا بـفـضـل ضـيـاء
وقــد وســعـت مـلك السـمـوات كـلهـا
فــهــل وســعـت سـيـمـاك نـظـرة رائي
ألا ليت لي يا طلعة النور أعينا
عــداد نــجــوم فــي الســمـاء وضـاء
أراك بــهــا شــبـع الجـوانـح رؤيـة
وأوفــيــك حــق الحــســن كــل وفــاء
فـمـا تـظـفـر العـيـنـان منك بطائل
وحـسـنـك فـي الدنـيـا قـصـيـر بـقاء
ويـا ليـت لي عـمـر النجوم فأفتدي
رضــاك بــه لا مــســرفــا بــفــدائي
ومـا خـسر الدنيا ولا الدهر شاعر
تـــبـــدله طـــراً بـــيـــوم صـــفــاء
عـلى العـمـر فـليبك القضاء فإنما
له لا لنــا عــمــر أســيــر شــقــاء
ويــا ليـت لي سـحـر المـجـوس لعـله
مــعــيـن عـلى أسـر القـضـاء ذكـائي
وهـيـهـات لو تـعـدى عـليـه حـروفُهم
لمــا اتــخــذوا للنـار بـيـت دعـاء
فيا رحم الله الشباب الذي انطوى
ســريــعــاً كــأن لم يـسـتـرح لونـاء
وخــيــل لي أن المــقـاديـر أعـبـدي
وأن الســعــود الطــالعــات إمــائي
إذا راقـنـي وجـه السـمـاء حـسبتها
تـــدانـــي لأمــري تــارة وتــنــائي
ويـا قـاتـل الله الهـوى مـا أمـضه
وأبـــيـــنـــه عـــن حـــاجـــة وريــاء
أراني ولم أرجع إلى الناس أنهم
عــلى كــل حــال مــرجــعــي ومـبـائي
وعــلم قــلبــي كــيــف أن رغــيــبــة
عــلى خــطـوة تـعـيـي عـلى القـدراء
وكــيــف يـؤاتـيـنـا وهـذا طـلابـنـا
وذاك طـــلاب النـــاس غــيــر ســواء
عــلى أنـنـي أشـكـو نـواك وأشـتـهـي
رضـــــاك وأدري أن قـــــربــــك دائي
ولو كـافـأ البـغـض الضرار لأضمرت
عــداءك نــفــســي قــبــل كــل عــداء
تــبـطـنـت مـنـا الحـب لا مـن مـودة
ولكــن جــزاء الســهــد والبــرحــاء
تـسـنـم بـه عـرش القـلوب فـلن تـرى
ســوى مـلكـهـا مـلكـاً بـغـيـر عـنـاء
حـبـيـب كـود النـفـس لا مـن سـجـيـة
وعـــطـــف ولكـــن مـــن صــبــا ورواء
قـليـلاً لعـمـري مـا يـراني وما به
كـــلالة جـــفـــن أو ظـــلام غــشــاء
ولكــنــه مــن يــجــهــل النـاس سـره
خـــفـــى وإن أدلى لهـــم بـــذُكــاء
وأتــلف أعــيــاء ومــا جــزت خـطـوة
إليــه فــمــن لي بــعــدهــا بـذمـاء
حـشـاشـة نـفـسـي غير أن ليس بيننا
ســبــيــل وهــل مــن حــائل كــجـفـاء
بـي الويـل لا كـالويـل من جمحاته
ومـن طـبـعـه المـاضـي على الخيلاء
ومـن جـهـله مـا الحـب وهـو مـثـيره
ومــوحــي مــعــانـيـه إلى الشـعـراء
ومـن حـسنه الغض الفريد الذي جنى
تـــفـــرده لي كـــثـــرة الشـــركـــاء
أردنـا لهـذا الحـسـن نـفـسـاً مـحسة
ولم نــــدر أن الحـــســـن لون رداء
أأهــواه أم أهـوى خـيـالاً تـعـلقـت
بــه نــظـرتـي فـي صـفـحـة القـدمـاء
ولا كـان حـبـي اليـوم تمثال غابر
بــأعــجــب مــن حــبــيـه وهـو إزائي
أأهـواه مـيـت الروح فـي عـنـفوانه
وتــغــلى عــليــه بـالحـيـاة دمـائي
وأبـعـث فـيـه الشـعـر لو قد بعثته
عــــلى صـــخـــرة ردت عـــلى نـــدائي
إذا جــال فــي أذنــيــه قــر كـأنـه
شـــهـــاب تـــردّى فـــي قــرارة مــاء
وأطـــلبـــه ريـــا وأزعـــم أنـــنـــي
أفــرق بــيــن النــار وابــن سـمـاء
ولم أر قـــبـــلي قــط إلا مــدلَّهــاً
تـــخـــيــل مــاءً فــي لهــيــب صــلاء
أمـيـر الجمال التم والميسم الذي
وســمــت بــه الأعــنـاق بـعـد إبـاء
هـنـيـئاً لك المـلك الذي صاغ تاجه
ضـنـيـن عـلى التـيـجـان بـالنـصـراء
ومـا كـان إحـيـائي بـثـيـنـة للهوى
بـــأصـــعـــب مـــن إحــيــائه لولائي
وهـل تـمـلك الدنـيا لنا ما نريده
فــنــنــعــى عـليـهـا خـلة البـخـلاء
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: عباس محمود العقاد
قلت أنا بيان:
أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هي
يقظة الصباح 1916
وهج الظهيرة 1917
وأشباح الأصيل 1921
ضم إليها
ديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".
وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروان
وفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيل
وفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.
وبعد الأعاصير1950
وما بعد البعد عام 1967م
وفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:
يقظة الصباح 1916
ووهج الظهيرة 1917
وأشباح الأصيل 1921
وأشجان الليل1928
وعابر سبيل1937
ووحي الأربعين 1942
وهدية الكروان1933
وأعاصير المغرب1942
وبعد الأعاصير1950
وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967م
وجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا