قصيدة أقدم كما قدم الربيع الباكر للشاعر ابن زيدون

البيت العربي

أَقدِم كَما قَدِمَ الرَبيعُ الباكِرُ


عدد ابيات القصيدة:20


أَقدِم كَما قَدِمَ الرَبيعُ الباكِرُ
أَقـدِم كَـمـا قَـدِمَ الرَبـيـعُ الباكِرُ
وَاِطـلُع كَـمـا طَـلَعَ الصَباحُ الزاهِرُ
قَسَماً لَقَد وَفّى المُنى وَنَفى الأَسى
مَــن أَقــدَمَ البُــشـرى بِـأَنَّكـَ صـادِرُ
لِيُــسَــرَّ مُــكــتَــئِبٌ وَيُــغـفِـيَ سـاهِـرٌ
وَيَــراحَ مُــرتَــقِــبٌ وَيــوفِــيَ نــاذِرُ
قَــفَــلٌ وَإِبــلالٌ عَــقــيــبَ مُـطـيـفَـةٍ
غَـشِـيَـت كَـمـا غَـشِيَ السَبيلَ العابِرُ
إِن أَعـنَـتَ الجِـسـمَ المُـكَـرَّمَ وَعكُها
فَــلَرُبَّمــا وُعِــكَ الهِــزَبـرُ الخـادِرُ
مــا كــانَ إِلّا كَـاِنـجِـلاءِ غَـيـابَـةٍ
لَبِـسَ الفِـرَندَ بِها الحُسامُ الباتِرُ
فَــلتَـغـدُ أَلسِـنَـةُ الأَنـامِ وَدَأبُهـا
شُــكـرٌ يُـجـاذِبُهُ الخَـطـيـبَ الشـاعِـرُ
إِن كــانَ أَســعَـدَ مِـن وُصـولِكَ طـالِعٌ
فَــكَــذاكَ أَيـمَـنَ مِـن قُـفـولِكَ طـائِرُ
أَضــحــى الزَمــانُ نَهــارُهُ كـافـورَةٌ
وَاللَيــلُ مِــســكٌ مِـن خِـلالِكَ عـاطِـرُ
قَـد كـانَ هَـجـري الشِعرَ قَبلُ صَريمَةً
حَــذَري لِذاكَ النَـقـدُ فـيـهـا عـاذِرُ
حَــتّــى إِذا آنَــســتُ أَوبَــكَ بــارِئاً
صَـفَـتِ القَـريـحَـةُ وَاِسـتَنارَ الخاطِرُ
عَــيٌّ قَــلَبــتَ إِلى البَــلاغَــةِ عِــيَّهُ
لَولا تُــقــاكَ لَقُــلتُ إِنَّكــَ ســاحِــرُ
لَقَّحــتَ ذِهــنــي فَــاِجـنِ غَـضَّ ثِـمـارِهِ
فَـالنَـخـلُ يُـحـرِزُ مُـجـتَـنـاهُ الآبِـرُ
كَـم قَـد شَـكَـرتُـكَ غِـبَّ ذِكرِكَ فَاِنتَشى
مُـــتَـــذَكِّرٌ مِـــنّـــي وَغَـــرَّدَ شـــاكِــرُ
يــا أَيُّهــا المَــلِكُ الَّذي عَـليـاؤُهُ
مَــثَــلٌ تَــنــاقَــلُهُ اللَيـالي سـائِرُ
يـا مَـن لِبَـرقِ البِـشـرِ مِـنـهُ تَهَـلُّلٌ
مــا شــيـمَ إِلّا اِنـهَـلَّ جـودٌ هـامِـرُ
أَنتَ اِبنُ مَن مَجدَ المُلوكَ فَإِن يَكُن
لِلمَــجــدِ عَـيـنٌ فَهُـوَ مِـنـهـا نـاظِـرُ
مَــلِكٌ أَغَــرُّ اِزدانَــتِ الدُنــيــا بِهِ
وَأَعَـــزَّ ديـــنَ اللَهِ مِــنــهُ نــاصِــرُ
أَبــنــاكَ فــي ثَــبَـجِ المَـجَـرَّةِ قُـبَّةً
فَهَــنــاكَ أَنَّكــَ لِلنُــجــومِ مُــخـاصِـرُ
وَتَــلَقَّ مِـن سِـمَـتَـيـكَ صِـدقَ تَـفـاؤُلي
فَهُــمــا المُـؤَيَّدُ بِـالإِلَهِ الظـافِـرُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
تصنيفات قصيدة أَقدِم كَما قَدِمَ الرَبيعُ الباكِرُ