قصيدة أقل عنائي أنني فيه هائم للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

أقلُّ عنائي أنّني فيه هائمُ


عدد ابيات القصيدة:25


أقلُّ عنائي أنّني فيه هائمُ
أقــلُّ عــنــائي أنّــنــي فــيـه هـائمُ
وأيـسـرُ مـا ألقـى الدموعُ السواجمُ
أتـبـغـضـنـي الأقـوام أنـي رجـحتهم
لدى الفـضـل إن الله للفـضـل قاسم
يــقــابــلنـي كـلٌّ عـبـوسـاً وقـبـلهـا
وقـفـت أمـام الليـث والليـث بـاسم
وكـم صـاحـب أوليـتـه الشـكر مقبلاً
فــأدبـر يـثـنـي عـطـفـه وهـو شـاتـم
لئن رجـعـتْ تـلك المـطـيُّ بـمـن مـضى
فـيـا حـبـذا أخـفـافـهـا والمـنـاسم
دعـانـي ولا تـسـتـطـلعـا مـا وجدتهُ
وشــأن شــؤونـي جـلُّ مـا أنـا كـاتـم
فــمــا كــان إلا مـثـلَ طـيـفِ مـسـلّم
لذذت بـــه خـــلســـاً كـــأنــيَ حــالم
وقــفــتُ ومـن عـيـنـي عـيـونٌ سـوافـحٌ
وإنـسـانـهـا فـي لجّـة الدمـع عـائم
سقا الله أيام الصبا واكف الحيا
وعـهـدي بـه عـهـدٌ مـن الغـيـث دائم
فـيـا مـقـلتـي مـا حدّث البرق عنهم
ويـا سـمـعُ مـاذا أودعـتـك اللوائم
يـضـاعـفُ وجـدي اللّومُ واللوم فيهمُ
ولوعٌ وتـبـكـيـنـي البـروق البواسم
وإنـي لمـنْ يـعـطـي الصـنـيـعةَ حقَّها
وإلا فــخــانــت أصــغــريَّ العــزائم
ولا خـطـرتْ فـيـهـا الريـاحُ سـقـيمةً
ولا اهـتـزَّ مـطـلول من البان ناعم
ديـار بـهـا يـصـبـو الحـليـم صبابة
ويــســلب فــيـهـا قـلبـه وهـو حـازم
خـليـليَّ هـل جـاوزتـمـا عـلم الحـمى
وهـل تـلك ظُـعْـنُ الحيّ أم أنا واهم
تـمـيـل لشـكـوانـا الغـصـون تـعـطفاً
وتــنــدبــنـا فـي دوحـهـنَّ الحـمـائم
فـكـم مـدنـف فـي الحـيّ ينشدُ معلماً
ألا شـدَّ مـا تـجـني علينا المعالم
فـيـا زمـنـي بـالجـزع هل أنت عائد
ويـا جـؤذرَ الوعـسـاء هل أنت راحم
أيــجــزع مــقــتــول ويــأمــن قـاتـل
ويــخــضــع مــظــلوم ويــشــمـخ ظـالم
وأعـجـبُ مـا فـي الحـب أنـي لبـيـنه
حــزيــن ســليــم وهــو جـذلان سـالم
ويــظــلم قــلبـي لحـظـهُ وهـو حـاكـم
فـمـن مـنـصـفٌ واللحـظ خـصـم وحـاكـم
أأغـدوا شـجـيـاً وهو خالٍ من الهوى
وأســهــر مــن وجــد بــه وهـو نـائم
أراقـب مـنـه العـفـو والذنـبُ ذنبهُ
ويــســأل عــنّــي قــومــهُ وهـو عـالم
مـتـى لم تـفـز عـيـناي منها بنظرة
فــلا شــام بـرقَ المـشـرفـيَّةـ شـائم
إذا حــازمُ القــوم اطَّبـتـهُ جـهـالةٌ
فـإنـي لداء الجـهـل بـالعـلم حاسم
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة أقلُّ عنائي أنّني فيه هائمُ