البيت العربي
أكافح البرد في سراج
عدد ابيات القصيدة:25
أكــافــح البــرد فــي ســراج
يــكــاد مــن ضــعــفــه يـمـوت
كــــــأن ذاك التــــــراب رزق
بــه مــن الله قــد حــبـيـت
يــنــثــر مـن سـقـفـهـا تـراب
لولا غــطــائي بــه عــمــيــت
جــمــدت مــن بــردهــا ولكــن
فـي الصـيـف مـن حرها شويت
أبــيــت ليــلا بــهــا كـأنـي
للبـرد تـحـت السـمـا أبـيت
أم تـلك قـبـر الحـيـاة فـيه
عــذّبــت مــن قـبـلمـا أمـوت
أغــــرفـــة للمـــنـــام هـــذي
أم هــي مــنــفـى له نـفـيـت
ضــيـف ولا يـبـتـغـي طـعـامـا
إلا دمــاً مـنـه قـد خـبـيـت
عــليــه لا يـسـمـعـون شـكـوى
فــيــا لخــصــم بــه بــليــت
يــشـرب مـا راق مـن دمـائي
والســمّ فــي لذعــه ســقــيــت
والبــق بـالقـرص رام مـزحـي
لكــــنــــه مــــازح صـــمـــوت
أمــشـي بـهـا خـائفـاً لأنـي
أخـشـى انـخـسافا إذا مشيت
يـوقـظـنـي الفـار حـين أغفي
بالقرض إن طاب لي المبيت
يـنـسـج فـوق الثـقـوب بـيـتا
بــه مـن الشـمـس قـد وقـيـت
كـم صـاد في الصيف من بعوض
قــد كــنـت مـن لدغـه خـشـيـت
أنــعــم بــه صــائدا قـديـرا
ذبــابــة مــنــه مــا تــفــوت
فــكــم بــهـا صـاد مـن ذبـاب
قــد كــنـت فـي امـره عـيـيـت
مــشــتــغــل بـالنـسـيـج عـنـي
يـبـنـي شـبـاكـا بـهـا حميت
فــهــو مــعـي مـثـل فـيـلسـوف
مـــعـــتــزل دابــه الســكــوت
واعــتـزل العـنـكـبـوت أمـري
وفــي بــقــاه مــعــي رضـيـت
للفــار مــن مــأكــلي غــذاء
والبــق جــسـمـي لديـه قـوت
يــســكــن فــيـهـا بـلا كـراء
فـــار وبـــق وعـــنـــكــبــوت
فــي غــرفــة مــلؤهــا ثـقـوب
أوشــئت قــل مـلؤهـا بـيـوت
هـذي نـدامـاي فـي الديـاجـي
عــاد بــهـم شـمـلي الشـتـيـت
لهــا كــشــبــاكــهــا ثــقــوبٌ
أنــظــر مــنـهـن حـيـث شـيـت
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة