البيت العربي
أَلا إِنَّ رَبّي قَوِيٌّ مَجيدُ
عدد ابيات القصيدة:19
أَلا إِنَّ رَبّـــي قَـــوِيٌّ مَـــجـــيــدُ
لَطــيــفٌ جَــليــلٌ غَــنِــيٌّ حَــمـيـدُ
رَأَيـــتُ المُـــلَوكَ وَإِن عَــظُــمَــت
فَــإِنَّ المُــلوكَ لِرَبّــي عَــبــيــدُ
تُـنـافِـسُ فـي جَـمـعِ هَذا الحُطامِ
وَكُـــلٌّ يَـــزولُ وَكُـــلٌّ يَـــبـــيـــدُ
وَكَـــم بـــادَ جَـــمـــعٌ أُلو قُــوَّةٍ
وَحِــصــنٌ حَــصــيـنٌ وَقَـصـرٌ مَـشـيـدُ
وَلَيــسَ بِــبـاقٍ عَـلى الحـادِثـاتِ
لَشَــيـءٍ مِـنَ الخَـلقِ رُكـنٌ شَـديـدُ
وَأَيُّ مَــنــيــعِ يَــفــوتُ الفَــنــا
إِذا كانَ يَفنى الصَفا وَالحَديدُ
أَلا إِنَّ رَأيـاً دَعـا العَـبـدَ أَن
يُــنــيــبَ إِلى اللَهِ رَأيٌ رَشـيـدُ
فَــلا تَــتَــكَــثَّر بِــدارِ البِــلى
فَــإِنَّكــَ فــيــهــا وَحـيـدٌ فَـريـدُ
أَرى المَـــوتَ دَيـــنــاً لَهُ عِــلَّةٌ
فَـتِـلكَ الَّتـي كُـنـتَ مِـنها تَحيدُ
تَـــيَـــقَّظــ فَــإِنَّكــَ فــي غَــفــلَةٍ
يَـمـيـدُ بِـكَ السُـكـرُ فيمَن يَميدُ
كَــأَنَّكــَ لَم تَــرَ كَــيــفَ الفَـنـا
وَكـيَـفَ يَـمـوتُ الغُـلامُ الجَـليدُ
وَكَـيـفَ يَـمـوتُ المُـسِـنُّ الكَـبـيرُ
وَكـيـفَ يَـمـوتُ الصَـغـيرُ الوَليدُ
وَمَــن يَــأمَـنُ الدَهـرَ فـي وَعـدِهِ
وَلِلدَهــرِ فــي كُــلِّ وَعــدٍ وَعـيـدُ
أَراكَ تُـــؤَمِّلـــُ وَالشَـــيـــبُ قَــد
أَتــاكَ بِــنَــعــيِــكَ مِـنـهُ بَـريـدُ
وَتَــنــقُــصُ فــي كُــلِّ تَــنـفـيـسَـةٍ
وَأَنــتَ بِــظَــنِّكــَ فــيـهـا تَـزيـدُ
وَإِحــســانُ مَــولاكَ يــا عَــبــدُهُ
إِلَيــكَ مَــدى الدَهـرِ غَـضٌّ جَـديـدُ
تُـــريـــدُ مِـــنَ اللَهِ إِحـــســانَهُ
فَــيُـعـطـيـكَ أَكـثَـرَ مِـمّـا تُـريـدُ
وَمَـــن شَـــكَــرَ اللَهَ لَم يَــنــسَهُ
وَلَم يَـنـقَـطِـع عَنهُ مِنهُ المَزيدُ
وَمــا يَـكـفُـرُ العُـرفَ إِلّا شَـقِـيٌّ
وَمــا يَـشـكُـرُ اللَهَ إِلّا سَـعـيـدُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو العَتاهِيَة
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.