البيت العربي
ألبرقٍ لائحٍ من أندرين
عدد ابيات القصيدة:32
ألبــــــرقٍ لائحٍ مــــــن أنــــــدريــــــن
ذرفــت عــيــنــاك بــالمــاء المــعـيـن
نـــزل الوحـــي عـــليـــه فـــاحـــتـــبـــى
فــي الدجــى فــوقــهــم الروح الأمـيـن
يــا بــنــي أحــمــد يــا خــيــر الورى
لأبــيــكــم كــان رفــد المــســلمــيــن
وإذا راهـــــن فـــــي الســــبــــق أتــــى
وبـــيـــمـــنـــاه لواء الســـابـــقـــيـــن
وإذا أشــــكــــل خــــطــــب مــــعــــضــــل
صــدع الشــك بــمــصــبــاح اليــقــيــن
وإذا مــــــا رفـــــعـــــت رايـــــتـــــه
خــفــقــت بــيــن جــنــاحــي جــبــرئيــن
مــــــلك ذو هــــــيـــــبـــــةٍ لكـــــنـــــه
خـــــاشـــــع لله رب العـــــالمـــــيــــن
ويــــنــــادي الجــــود فــــي آفـــاقـــه
يــمــمــوا قــصــر أمــيــر المـسـلمـيـن
خــــط بــــالمــــســـك عـــلى أبـــوابـــه
ادخــــلوهــــا بــــســــلام آمــــنـــيـــن
وجــه إدريــس بــن يــحــيــى بــن عــلي
بـــن حـــمـــود أمـــيـــر المـــؤمــنــيــن
وكـــــأن الشـــــمــــس لمــــا أشــــرقــــت
فــانــثــنــت عــنــهـا عـيـون النـاظـريـن
وانـــبـــرى جــنــح الدجــى عــن أفــقــه
كـــغـــراب طـــار عـــن بـــيـــض كــنــيــن
والثـــريـــا قـــد عـــلت فــي أفــقــهــا
كـــقـــضـــيـــب زاهـــر مـــن يــاســمــيــن
والنــــدى يــــقـــطـــر مـــن نـــرجـــســـه
كـــدمـــوعٍ أســـبـــلتـــهـــن الجـــفـــون
وكــــأن الطــــل مـــســـك فـــي الثـــرى
وكــــأن النــــور در فــــي الغــــصــــون
ومـــصـــابـــيـــح الدجـــى قـــد أطــفــئت
فــي بــقــايــا مـن سـواد الليـل جـون
ويـــــســـــقّــــون إذا مــــا شــــربــــوا
بـــأبـــاريـــق وكـــأسٍ مـــن مـــعـــيـــن
فـــتـــرى غـــصـــنـــاً عـــلى دعــص نــقــاً
وتـــرى ليـــلاً عـــلى صـــبــح مــبــيــن
لوت الصــــــدغ عـــــلى حـــــاجـــــبـــــه
ضــــمـــة اللام عـــلى عـــطـــفـــة نـــون
رجـــــــلت دايـــــــتــــــه عــــــامــــــدةً
ســبــج الشــعــر عــلى عــاج الجــبــيــن
شـــربـــوا الراح عـــلى خـــد فـــتـــىً
نــــور الورد بــــه واليـــاســـمـــيـــن
وعـــليـــهـــم زاجـــر مـــن حـــلمــهــم
ولديـــهـــم قـــاصـــرات الطـــرف عـــيــن
مـــــع فـــــتــــيــــان كــــرامٍ نــــجــــبٍ
يـــتـــهـــادون ريـــاحـــيـــن المــجــون
نـــثـــر المـــزج عـــلى مـــفـــرقـــهـــا
درراً عـــامـــت فـــعـــادت كـــالبـــريــن
ســــقــــيــــنــــهــــا مــــزةً صــــافـــيـــةً
عـــتـــقـــت فـــي دنــهــا بــضــع ســنــيــن
قــد بــدا لي وضـح الصـبـح المـبـيـن
فـاسـقـنـيـهـا قـبـل تـكـبـيـر الأذنـيـن
عــــيـــرتـــنـــي بـــســـقـــامٍ وضـــنـــىً
إن هــــذيـــن لزيـــن العـــاشـــقـــيـــن
وأنــــادي فــــي الدجــــى عــــاذلتــــي
ويـــك لا أســـمـــع قـــول العـــاذليـــن
ولصــــوت الرعــــد زجــــر وحــــنـــيـــن
ولقــــــلبــــــي زفــــــرات وأنـــــيـــــن
لعــــبــــت أســــيــــافــــه عــــاريــــةً
كـــمـــخـــاريـــق بــأيــدي اللاعــبــيــن
خــــلقـــوا مـــن مـــاء عـــدلٍ وتـــقـــىً
وجـــمـــيـــع النـــاس مــن مــاءٍ وطــيــن
انــظــرونــا نــقــتــبــس مــن نــوركــم
إنــــه مــــن نـــور رب العـــالمـــيـــن
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن مُقانا الأشبوني
وأشهر أخبار ابن مقانا قصيدته في مدح الملك العالي إدريس بن يحيى الحمودي العلوي (ت446هـ) صاحب مالقة وأولها:
وفيما يلي كلام ابن بسام في الذخيرة قال:
في ذكر الأديب أبي زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني
من شعراء عربنا المشاهير، وله شعر يعرب عن أدب عزير، تصرف فيه تصرف المطبوعين المجيدين، وفي عنفوان شبابه وابتداء حاله، ثم تراجع طبعه عند اكتهاله.
أخبرني الوزير الفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفهري المقتول بالأشبونة - رفع الله منزلته، وقتل قتلته - قال: كان أبو زيد بن مقانا قد انصرف شيخاً إلى وطنه عندنا. بعد أن جال أقطار الأندلس على رؤساء الجزيرة، قال: فمررت به يوماً بقريته التي تدعى بالقبذاق من ساحل شنترة، وبيده مزبرة، فلما رأيته ملت إليه ومال إليّ، وأخذ بيدي وجلسنا ننظر في حراث يحرث بين يديه، فاستنشدته فأنشدني ارتجالاً لوقته:
انظر القصيدة كاملة في الديوان وهي القصيدة الثانية فيه
والملك العالي المذكو بويع بالإمارة بعد مقتل والده الملك المعتلي سنة (434هـ) وخلع من الملك عام (438هـ) وتوفي عام (446هـ) وهو الجد الثاني للإدريسي (ت 560) صاحب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) كما يذكر الصفدي في ترجمة العالي وكان والد الإدريسي محمد بن عبد الله قد ادعى أنه المهدي المنتظر في صقلية بعدما تشتت شمل دولتهم على يد باديس بن حيوس الصنهاجي
(1) وقد نقلت هذه القصة كاملة في صفحة الديوان لأهميتها