البيت العربي
ألمّت سليمى والنسيمُ عليلُ
عدد ابيات القصيدة:81
ألمّــت ســليــمــى والنــســيــمُ عـليـلُ
فـــخـــيّـــل لي أن الشـــمــال شــمــولُ
كــبــدرٍ ويــا طـوبـى لبـدرٍ وأخـتـهـا
ويـــومُ حـــنــيــنٍ والكــمــاةُ تــصــول
وكـــلّ طـــويـــل بـــاعـــه وقـــنــاتــه
ومـــا كـــلُّ بـــاع للقـــنــاةِ طــويــل
رمــوا جـمـرات الجـاهـليّـة بـالقـنـا
خــفــافــاً ولكــنْ وقــعــهــنَّ ثــقــيــل
هـم القـوم أمّـا عـرضـهـم فـهـو وافر
مـــصـــون وأمّـــا وفـــرهــم فــهــزيــل
وفـضـل الذبـيـحـيـن الذي مـا لفـضله
نـــظـــيــرٌ وهــل للنــيّــريــن عــديــل
له شــرف البــيــت العــتــيـق وزمـزمٍ
ومـــا ســـاقـــهُ حـــادٍ إليــه عــجــول
صـفـا صـفـو مـاءِ المـزن يـبـسم دجنهُ
وقـــد قـــبّـــلتـــهُ شـــمـــألٌ وقــبــول
ولولا نــجــوم الســمـهـريـة أحـجـمـت
حــمــاةُ وغــى مــا شــأنــهــنَّ نــكــول
تـرى اليـوم طـلقـاً حـيـن يذكر جعفر
ويـــســـمــى إليــه حــمــزةٌ وعــقــيــل
فـروع إلى العـبَّاـس تـنـمـى أصـولهـا
ومــا خــيــر فــرع أســلمــتــه أصــول
ومـن كـان نـور الوحـي فـوق جـبـيـنه
ثــنــى كــلّ طــرف عــنــه وهــو كـليـل
كــبـت دونـه الأبـصـار وهـي حـسـيـرة
وخــابــت نــفــوس عــنــدهــا وعــقــول
صــقــور جــيــادٍ والمــواضــي مـخـالبٌ
لهــــا وأســــودٌ والذوابــــل غـــيـــل
تــجــود لهــا صــمُّ الصــخـور مـخـافـةً
وشـــمُّ الجـــبــال الراســيــات تــزول
إذا ســار سـدَّ الأفـق والأفـق واسـع
رمـــاحٌ وبـــيـــضٌ عـــصـــبـــةٌ وخــيــول
تــــذلُّ له الأيـــام وهـــي عـــزيـــزة
وتــصــغــر حــيـث الخـطـب وهـو جـليـل
هــو النــسـبُ الزاكـي أنـاف بـفـضـله
وصـــيٌّ حـــوى ســـبـــق العــلا ورســول
وكـان صـهـيـل الخـيـل شدواً فلم يزل
بــهـا الضـرب حـتـى عـاد وهـو عـويـل
بــهــم قـرَّ حـكـم الله فـي مـسـتـقـرّهِ
وآض عــــزيـــز الشـــرك وهـــو ذليـــل
فـيـا لك يـومـاً صـافـيـاً كـان غـيـمه
عــجــاجَ المــذاكــي والدمــاءُ وحــول
ومـا لبـنـات الفـكـر تـهـدى حـسانها
كــأفـهـامـكـم فـي العـالمـيـن بـعـول
لقـد صـدقـوا أنَّ اللهـى تفتح اللّها
مـــقـــاليَ جـــزل والنـــوال جـــزيـــل
فــفــي كــلّ يــوم للمــلائكـة العـلى
طـــوافٌ عـــلى أبـــيـــاتــكــم ونــزول
عــلاه عــلى الســبـع الشـداد مـحـلّه
ومـــجـــدٌ قـــديـــم لا يــرام أثــيــل
أعــدتَ شــعــاب الديــن وهــي أواهــل
كـــأن لم يـــكـــن دهـــرٌ وهــنَّ طــلول
أنــاصــرَ ديــن الله بـالسـيـف آخـراً
ونــــاصــــرهُ كــــالأوّليــــنَ قـــليـــل
عــزيــز التــشــكـي لا يـخـاف مـلالةً
وربَّ مـــــحـــــب عــــاد وهــــو مــــلول
مــحــبُّ النــدى يــمـضـي عـلى غـلوائه
ولو لجَّ فـــــــيـــــــه لائم وعــــــذول
وقـد يـتـداعـى الظـلم بـعد انتشاره
ويــعــظــم أمــر الحــقّ وهــو ضــئيــل
كــفــيــل بـردّ الحـق مـن مـسـتـعـيـره
له الله فــي كــلّ الأمــور كــفــيــل
جــديــر بــمــيــراث النــبــوّة قــائم
هـو السـيـف مـاضـي الشـفـرتـين صقيل
وأضــرم نــار المــشــرفــيـة بـعـدمـا
عــــلاهــــا خـــمـــود دائم وخـــمـــول
لقـد شـدَّ حـبـل المـجـد بعد انفصامه
وأبـــرم حـــبــل الله وهــو ســحــيــل
وبـالمـشـعـرات القود تُهدَى إلى منى
مـــقـــلّدة حـــيـــثُ الدمـــاء هـــمــول
ومــا حــمــلت مــن كــلّ أشـعـث وجـهـه
إلى الله يــرجــو أن يــكــون قـبـول
حــلفــتُ بــهـا هـوجـاً قـواطـع للمـدى
تـــجـــاوبُ أنـــســـاعٌ لهـــا وحـــمــول
لقــد كـان يـوم الفـتـح للدهـر غـرَّةً
ومـــنـــه شـــيـــاةٌ جـــمَّةـــ وحـــجـــول
لقــد خــلف المـبـعـوثَ خـيـرُ خـليـفـة
قـــؤولٌ لمـــا يــرضــي الإله فــعــول
عـليـكـم سـلام الله فـالشـعـر عـاجزٌ
عـــلى أنـــه فـــيـــمــن عــداك غــلول
ولا تـــنـــكــرنْ أنــي أمــامَ جــلالهِ
لعـــمـــر القـــوافـــي إنّهُ ليـــهـــول
أبــعــدَ مــقــامــي ذا مــقـام أنـالهُ
يـــقـــصـــر عـــنــهُ لو بــغــاه ذهــول
ومـــا كـــان ظــنّــي أن قــلبــي قُــلّبٌ
ولا أن حـــالي فـــي هـــواه يـــحــول
ولا مـثـل دمـع العـيـن أمّـا بوجنتي
فــمــاءٌ وأمّــا فــي الحــشـى فـغـليـل
ولم أر مـثـل العـام يـقـصـر إن دنا
ولا اليــوم يــنــأى شـخـصـه فـيـطـول
فــوجــدي وســلوانــي مــقـيـم وظـاعـن
وحـــزنـــي ولهـــوي جـــائد وبــخــيــل
بــيــلتُ بــعــطــف لا يــمـيـل لعـاشـق
كــئيــب وعــطــف كــالقــضــيـب يـمـيـل
ومــــن عــــجـــب أنـــي أروم بـــضـــمّه
شــفــاء نــحــولي مــنــه وهـو نـحـيـل
فـجـسـمـي عـلى الخـصر السقيم سقامه
ودمــعـي عـلى الخـد الأسـيـل يـسـيـل
فـــلي وله حـــزنٌ وحـــســـنٌ مـــمـــنّــع
ومـــنـــه ومـــنّـــي قــاتــل وقــتــيــل
أسـارت بـنـا عـنـه الحـمول ولم أمت
بــــه كــــمـــداً إنـــي إذاً لحـــمـــول
تــمـنـيـتـهُ والبـعـد بـيـنـي وبـيـنـهُ
وللعــيــس وخْــدٌ فــي الفــلا وزمـيـل
وبـي فـاتـرُ الألحـاظ نـشـوى جـفـونه
أحــمُّ ســقــيــم المــقــتــليـن كـحـيـل
نَــحُــلتُ ومــا قــولي نـحـلت تـعـجـبـاً
هــــل الحــــب إلاّ لوعــــة ونـــحـــول
مـــنـــازل أمــا مــاؤهــا فــمــصــفــقٌ
زلال وأمــــا ظــــلهــــا فــــظـــليـــل
شــديــد إلى بــاب البـريـد حـنـيـنـه
وليــس إلى بــاب البــريــد ســبــيــل
تــلاقــت جـفـون مـا تـلاقـى قـصـيـرةٌ
وليـــل مـــشـــوقٍ بـــالغــرام طــويــل
كـأنَّ الخـزامـى صـفـقـت مـنـهُ قـرقـفاً
فــللســكــر أعــنــاق المــطـيّ تـمـيـل
فـأخـفـيـت قـولاً كـاد يـبـدو لحـاسـد
فــيــا ليــت أنّــا نــلتــقــي فـأقـول
إليــكَ أمــيـر المـؤمـنـيـن رحـلتـهـا
نــواحــلَ فــي مــثــل النـطـاق تـجـول
تــطــلّبــنَ ورد الجـود حـتـى أصـبـنـهُ
وقــد ذاب مــنــهــا كــاهــلٌ وتــليــل
هــنـالك لا البـيـض الرقـاق كـليـلة
ولا أنــجــمُ الســمــرِ الدقـاقِ أفـول
أزلتُ عــمــاهـا مـن سـنـانـي بـأثـمـدٍ
له أكــعــب اللَّدنِ المــثــقَّفــِ مــيــل
إذا ما العيون الشّوس أخفى مكانتي
عــليــهــا حـقـودٌ فـي الحـثـى وذحـول
وأنــي عــانٍ كــنــت لا يـسـتـمـيـلنـي
دنـــيٌّ ولا يـــســـمـــو إليَّ مـــثـــيــل
فــمــن مــبـلغ الحـسّـاد عـنـي ألوكـة
بــأنَّ بــيــاض الصــبــح ليــس يــحــول
وكــل مــكــان أنــت ســاقــي دهــاســه
خـــصـــيـــبٌ له ريـــفٌ يـــزار ونـــيــل
فـلم يـغـنـهـا عـن ربـع بـغداد مربع
ولم يـــثـــنــهــا مــاءٌ بــه ونــزيــل
بـوجـنـاءَ يـكـبـو لاحـقٌ عـن لحـاقـها
ويــقــصــر عــنــهــا شــدقــمٌ وجــديــل
فــلم يــصــفُ لي إلاّ عــليـك مـديـحـه
ولم يـــصـــف لي إلاّ إليـــك رحـــيــل
لزدتُ بــه عــامــاً تــعــفّــى جــمــاله
ومـــا يـــتـــســـاوى عـــالمُ وجـــهــول
ونـــامـــت دراريــه وطــرفــيَ ســاهــر
رجــــاءَ كــــرىً عــــذبٍ إليـــه يـــؤول
تــدرّعــتــهُ فــي عــنــفــوان شــبـابـه
إلى أن عـــلاه للمـــشـــيـــب نــصــول
وليــل خــلعــت الجــنــح ثـم لبـسـتـهُ
وقــد جُــرَّ مــنــهُ فــي البـلاد ذيـول
تــهــبُّ بــهــا الأرواح وهـي مـريـضـة
ويــغــمــد ســيــف البـرق وهـو كـليـل
ومـا هـالنـي لمـا انـتـجـعـتـك سـبسبٌ
ودوّيــــة لا تـــمـــتـــطـــى وهـــجـــول
مـواضٍ تـخـوض النـقع والهامَ والطُّلا
وهــــنَّ صـــقـــالٌ مـــا بـــهـــنَّ فـــلول
إذا أوحـشـت خـوف الأعـادي قـلوبـها
دعــتــك فــلبــتــهــا قــنــاً ونــصــول
بـحـيـث مـنـيـعـات العـطـايـا مـبـاحة
وحــيــث حــزون المــكــرمــات ســهــول
وذادك عــنــي فــي الخــلائق مــوقــف
مـــخـــوفٌ كـــحـــدّ المــشــرفــيّ زليــل
وهـبـنـي نـظـمـت الأنجم الزهر مدحةً
وكــنــتُ مــطــيــعــاً مـا عـسـاي أقـول
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن الساعاتي
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.