البيت العربي
أَلَم يَأنِ أَن يَبكي الغَمامُ عَلى مِثلي
عدد ابيات القصيدة:48
أَلَم يَـأنِ أَن يَـبـكـي الغَمامُ عَلى مِثلي
وَيَــطـلُبَ ثَـأري البَـرقُ مُـنـصَـلَتَ النَـصـلِ
وَهَــلّا أَقــامَــت أَنـجُـمُ اللَيـلِ مَـأتَـمـاً
لِتَـنـدُبَ فـي الآفـاقِ مـاضـاعَ مِـن نَـثلي
وَلو أَنــصَــفَــتــنـي وَهـيَ أَشـكـالُ هِـمَّتـي
لَأَلقَـــت بِـــأَيــدي الذُلِّ لَمّــا رَأَت ذُلّي
وَلا افــتَـرَقَـت سَـبـعُ الثُـرَيّـا وَغـاضَهـا
بِــمَــطـلَعِهـا مـافَـرَّقَ الدَهـرُ مِـن شَـمـلي
لَعَـمـرُ اللَيـالي إِن يَـكُـن طـالَ نَـزعُهـا
لَقَـد قَـرطَـسَـت بِـالنَـبلِ في مَوضِعِ النَبلِ
تَــــحَــــلَّت بِــــآدابــــي وَإِنَّ مَــــآرِبــــي
لَســانِــحَــةٌ فــي عَــرضِ أُمــنِــيَــةٍ عُــطــلِ
أُخَـــصُّ لِفَهـــمـــي بِـــالقِـــلى وَكَـــأَنَّمــا
يَــبـيـتُ لِذي الفَهـمِ الزَمـانُ عَـلى ذَحـلِ
وَأَجـــفـــى عَــلى نَــظــمــي لِكُــلِّ قِــلادَةٍ
مُـفَـصَّلـَةِ السِـمـطَـيـنِ بِـالمَـنـطِـقِ الفَـصلِ
وَلو أَنَّنــي أَســطــيـعُ كَـي أُرضِـيَ العِـدا
شَـرَيـتُ بِـبَـعـضِ الحُـلمِ حَـظّـاً مِـنَ الجَهـلِ
أَمَــقــتــولَةَ الأَجــفــانِ مــالَكِ والِهــاً
أَلَم تُــرِكِ الأَيّــامُ نَـجـمـاً هَـوى قَـبـلي
أَقِـــــلّي بُـــــكـــــاءً لَســـــتِ أَوَّلَ حُــــرَّةٍ
طَـوَت بِـالأَسـى كَـشـحـاً عَـلى مَـضَضِ الثَكلِ
وَفـــي أُمِّ مـــوســى عِــبــرَةٌ أَن رَمَــت بِهِ
إِلى اليَمِّ في التابوتِ فَاِعتَبِري وَاِسلي
لَعَـلَّ المَـليـكَ المُـجـمِـلَ الصُـنـعِ قادِراً
لَهُ بَــعــدَ يَـأسٍ سَـوفَ يُـجـمِـلُ صُـنـعـاً لي
وَلِلَّهِ فــيــنــا عِــلمُ غَــيــبٍ وَحَــســبُـنـا
بِهِ عِــنــدَ جــورِ الدَهــرِ مِـن حَـكَـمٍ عَـدلِ
هُــمــامٌ عَــريــقٌ فــي الكِــرامِ وَقَــلَّمــا
تَـرى الفَـرعَ إِلّا مُـسـتَـمَـدّاً مِـنَ الأَصـلِ
نَهــوضٌ بِــأَعــبــاءِ المُــروءَةِ وَالتُــقــى
سَــحــوبٌ لِأَذيــالِ السِــيــادَةِ وَالفَــضــلِ
إِذا أَشـــكَـــلَ الخَـــطـــبُ المُــلِمُّ فَــإِنَّهُ
وَآراءَهُ كَـــالخَـــطِّ يـــوضَـــحُ بِــالشَــكــلِ
وَذو تُــــدرَإٍ لِلعَــــزمِ تَــــحـــتَ أَنـــاتِهِ
كُـمـونُ الرَدى فـي فَـترَةِ الأَعيُنِ النُجلِ
يَــرِفُّ عَــلى التَــأمــيــلِ لَألاءُ بِــشــرِهِ
كَــمـا رَفَّ لَألاءُ الحُـسـامِ عَـلى الصَـقـلِ
مَــحــاسِــنُ مــالِلحُــسـنِ فـي البَـدرِ عِـلَّةٌ
سِــوى أَنَّهــا بــاتَــت تُــمِـلُّ فَـيَـسـتَـمـلي
تُــغِــصُّ ثَــنــائي مِــثــلَمــا غَــصَّ جـاهِـداً
سِـوارُ الفَـتـاةِ الرادِ بِـالمِعصَمِ الخَدلِ
وَتَـغـنـى عَـنِ المَـدحِ اكـتِـفـاءً بِـسَـروِها
غِـنـى المُقلَةِ الكَحلاءِ عَن زينَةِ الكُحلِ
أَبــا الحَــزمِ إِنّــي فــي عِـتـابِـكَ مـائِلٌ
عَــلى جــانِــبٍ تَـأوي إِلَيـهِ العُـلا سَهـلِ
حَـــمـــائِمُ شَـــكـــوى صَــبَّحــَتــكَ هَــوادِلاً
تُــنــاديــكَ مِــن أَفـنـانِ آدابِـيَ الهُـدلِ
جَــوادٌ إِذا اســتَــنَّ الجِــيـادُ إِلى مَـدىً
تَــمَــطَّرَ فَــاســتَــولى عَـلى أَمَـدِ الخَـصـلِ
ثَـوى صـافِـنـاً فـي مَـربِـطِ الهـونِ يَشتَكي
بِــتَــصــهـالِهِ مـانـالَهُ مِـن أَذى الشَـكـلِ
أَفـي العَـدلِ أَن وافَـتـكَ تَـتـرى رَسائِلي
فَـلَم تَـتـرُكَـن وَضـعـاً لَهـا فـي يَدي عَدلِ
أُعِــــــــدُّكَ لِلجُـــــــلّى وَآمُـــــــلُ أَن أُرى
بِـنُـعـمـاكَ مَـوسـومـاً وَمـا أَنـا بِـالغُفلِ
وَمـازالَ وَعـدُ النَـفـسِ لي مِـنـكَ بِالمُنى
كَــأَنّــي بِهِ قَــد شِــمــتُ بـارِقَـةَ المَـحـلِ
أَأَن زَعَــمَ الواشــونَ مــالَيــسَ مَــزعَـمـاً
تُــعَــذِّرُ فــي نَــصــري وَتُـعـذِرُ فـي خَـذلي
وَأَصــدى إِلى إِسـعـافِـكَ السـائِغِ الجَـنـى
وَأَضــحــى إِلى إِنـصـافِـكَ السـابِـغِ الظِـلِّ
وَلو أَنَّنـــي وَقَـــعــتُ عَــمــداً خَــطــيــئَةً
لَمـا كـانَ بِـدعـاً مِـن سَـجاياكَ أَن تُملي
فَــلَم أَســتَـتِـر حَـربَ الفِـجـارِ وَلَم أُطِـع
مُــسَــيــلَمَــةً إِذ قــالَ إِنّــي مِـنَ الرُسـلِ
وَمِــثــلِيَ قَــد تَهـفـو بِهِ نَـشـوَةُ الصِـبـا
وَمِــثــلُكَ قَــد يَــعـفـو وَمـالَكَ مِـن مِـثـلِ
وَإِنّــي لَتَــنــهــانــي نُهــايَ عَــنِ الَّتــي
أَشــادَ بِهـا الواشـي وَيَـعـقِـلُنـي عَـقـلي
أَأَنــكُــثُ فــيــكَ المَــدحَ مِـن بَـعـدِ قُـوَّةٍ
وَلا أَقــتَــدي إِلّا بِــنــاقِــضَــةِ الغَــزلِ
ذَمَــمــتُ إِذاً عَهــدَ الحَــيــاةِ وَلَم يَــزَل
مُـمِـرّاً عَـلى الأَيّـامِ طَـعـمُهُـمـا المَـحـلِ
وَمـا كُـنتُ بِالمُهدي إِلى السَودَدِ الخَنا
وَلا بِـالمُـسيءِ القَولِ في الحَسَنِ الفِعلِ
وَمـــالِيَ لا أُثـــنـــي بِـــآلاءِ مُــنــعِــمٍ
إِذا الرَوضُ أَثـنـى بِـالنَـسيمِ عَلى الطَلِّ
هِــيَ النَــعـلُ زَلَّت بـي فَهَـل أَنـتَ مُـكـذِبٌ
لِقــيــلِ الأَعــادي إِنَّهــا زَلَّةُ الحِــســلِ
وَهَـل لَكَ فـي أَن تَـشـفَـعَ الطَـولَ شـافِـعاً
فَـتُـنـجِـحَ مَـيـمـونَ النَـقـيـبَـةِ أَو تُـتلي
أَجِـر أَعـدِ آمِـن أَحـسِنِ اِبدَأ عُدِ اِكفِ حُط
تـحَـفّ اِبسِطِ اِستَألِف صُنِ اِحمِ اِصطَنِع أَعلِ
مُــنـىً لَو تَـسَـنّـى عَـقـدُهـا بِـيَـدِ الرِضـا
تَــيَــسَّرَ مِــنــهــا كُــلُّ مُـسـتَـصـعَـبِ الحَـلِّ
أَلا إِنَّ ظَــنّــي بَــيــنَ فِــعــلَيــكَ واقِــفٌ
وُقـوفَ الهَـوى بَـيـنَ القَـطـيـعَـةِ وَالوَصلِ
فَـإِن تُـمـنَ لي مِـنـكَ الأَمـانـي فَـشـيـمَةٌ
لِذاكَ الفَـعـالِ القَـصـدِ وَالخُـلُقِ الرَسـلِ
وَإِلّا جَـنَـيـتُ الأُنـسَ مِـن وَحـشَـةِ النَـوى
وَهَــولِ السُــرى بَـيـنَ المَـطِـيَّةـِ وَالرَحـلِ
سَــيُــعــنــى بِــمــا ضَــيَّعــتَ مِـنِّيـَ حـافِـظٌ
وَيُـلفـى لِمـا أَرخَـصـتَ مِـن خَـطَـري مُـغـلي
وَأَيــنَ جَــوابٌ عَــنــكَ تَــرضـى بِهِ العُـلا
إِذا سَــأَلَتــنــي بَــعــدُ أَلسِـنَـةُ الحَـفـلِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن زيدون
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.