البيت العربي
أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ
عدد ابيات القصيدة:20
أُلو الفَــضـلِ فـي أَوطـانِهِـم غُـرَبـاءُ
تَــشِــذُّ وَتَــنــأى عَــنــهُــمُ القُـرَبـاءُ
فَـمـا سَـبَـأوا الراحَ الكُـمَـيتَ لِلَذَّةٍ
وَلا كــانَ مِــنــهُــم لِلخِــرادِ سِـبـاءُ
وَحَــســبُ الفَــتــى مِــن ذِلَّةِ العَــيــشِ
أَنَّهـُ يَـروحُ بِأَدنى القَوتِ وَهوَ حِباءُ
إِذا مـا خَـبَـت نـارُ الشَبيبَةِ ساءَني
وَلَو نُــصَّ لي بَــيــنَ النُـجـومِ خِـبـاءُ
أُرابـيـكَ فـي الوِدِّ الَّذي قَـد بَذَلتَهُ
فَـــأُضـــعِــفُ إِن أَجــدى إِلَيــكَ رِبــاءُ
وَمـا بَـعـدَ مَـرَ الخَمسَ عَشرَةَ مِن صِباً
وَلا بَــعــدَ مَــرِّ الأَربَــعـيـنَ صَـبـاءُ
أَجِــدَّكَ لاتَــرضـى العَـبـاءَةَ مَـلبَـسـاً
وَلَو بــانَ مـا تُـسـديـهِ قـيـلَ عَـبـاءُ
وَفــي هَــذِهِ الأَرضِ الرَكـودِ مَـنـابِـتٌ
فَــمِــنــهــا عَــلَنــدى سـاطِـعٌ وَكِـبـاءُ
تَـواصَـلَ حَـبـلُ النَـسـلِ مـا بَـينَ آدَمٍ
وَبَــيــنــي وَلَم يــوصِـلَ بِـلامِـيَ بـاءُ
تَــثــاءَبَ عَــمــروٌ إِذ تَــثـاءَبَ خـالِدٌ
بِــعَــدوى فَــمـا أَعَـدَتـنِـيَ الثُـؤبـاءُ
وَزَهَّدَنـي فـي الخَـلقِ مَـعـرِفَـتـي بِهِـم
وَعِــلمــي بِــأَنَّ العــالَمــيــنَ هَـبـاءُ
وَكَــيــفَ تَـلافِـيَّ الَّذي فـاتَ بَـعـدَمـا
تَـــلَفَّعـــَ نــيــرانَ الحَــريــقِ أَبــاءُ
إِذا نَـزَلَ المِـقـدارُ لَم يَـكُ لِلقَـطـا
نُهــــوضٌ وَلا لِلمُــــخَــــدِراتِ إِبــــاءُ
وَقَـد نُـطِـحَـت بِالجَيشِ رَضوى فَلَم تُبَل
وَلُزَّ بِــرايــاتِ الخَــمــيــسِ قُــبــاءُ
عَـلى الوُلدِ يَـجـنـي والِدٌ وَلَو أَنَّهُم
وُلاةٌ عَـــلى أَمـــصــارِهِــم خُــطَــبــاءُ
وَزادَكَ بُــعــداً مِــن بَـنـيـكَ وَزادَهُـم
عَـــلَيـــكَ حُــقــوداً أَنَّهــُم نُــجَــبــاءُ
يَـــرَونَ أَبـــاً أَلقــاهُــمُ فــي مُــؤَرَّبٍ
مِــنَ العَــقــدِ ضَــلَّت حَــلَّهُ الأُرَبــاءُ
وَمــا أَدَبَ الأَقــوامِ فــي كُـلِّ بَـلدَةٍ
إِلى المَــيــنِ إِلّا مَــعــشَــرٌ أُدَبــاءُ
تَــتَــبُّعــُنــا فــي كُــلِّ نَـقـبٍ وَمَـخـرَمٍ
مَــنـايـا لَهـا مِـن جِـنـسِهـا نُـقَـبـاءُ
إِذا خافَت الأُسدُ الخِماصُ مِنَ الظُبى
فَــكَــيــفَ تَــعَــدّى حــوكــمَهُــنَّ ظِـبـاءُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).