البيت العربي

أَمالِكُ إِنَّ الحُزنَ أَحلامُ حالِمٍ
عدد ابيات القصيدة:19

أَمــالِكُ إِنَّ الحُــزنَ أَحــلامُ حــالِمٍ
وَمَهـمـا يَـدُم فَـالوَجـدُ لَيـسَ بِدائِمِ
أَمــالِكُ إِفــراطُ الصَــبــابَـةِ تـارِكٌ
جَـنـاً وَاِعوِجاجاً في قَناةِ المَكارِمِ
تَــأَمَّلــ رُوَيـداً هَـل تَـعُـدَّنَّ سـالِمـاً
إِلى آدَمٍ أَم هَــل تَـعُـدُّ اِبـنَ سـالِمِ
مَـتـى تَرعَ هَذا المَوتَ عَيناً بَصيرَةً
تَـجِـد عـادِلاً مِـنـهُ شَـبـيـهاً بِظالِمِ
وَإِن تَـكُ مَـفـجـوعـاً بِـأَبيَضَ لَم يَكُن
يَـشُـدُّ عَـلى جَـدواهُ عَـقـدَ التَـمـائِمِ
بِـــفـــارِسِ دُعــمِــيٍّ وَهَــضــبَــةِ وائِلٍ
وَكَــوكَــبِ عَــتّــابٍ وَجَــمــرَةِ هــاشِــمِ
شَجا الريحَ فَاِزدادَت حَنيناً لِفَقدِهِ
وَأَحـدَثَ شَـجـواً فـي بُـكـاءِ الحَمائِمِ
فَـمِـن قَـبـلِهِ مـا قَـد أُصـيـبَ نَبِيُّنا
أَبـوالقـاسِمِ النورُ المُبينُ بِقاسِمِ
وَقــالَ عَـلِيٌّ فـي التَـعـازي لِأَشـعَـثٍ
وَخــافَ عَــلَيـهِ بَـعـضَ تِـلكَ المَـآثِـمِ
أَتَــصــبِــرُ لِلبَــلوى عَـزاءً وَحِـسـبَـةً
فَــتُـؤجَـرَ أَم تَـسـلو سُـلُوَّ البَهـائِمِ
وَلِلطُــرَّفــاتِ يَـومَ صِـفّـيـنَ لَم يَـمُـت
خُـفـاتـاً وَلا حُـزنـاً عَـدِيُّ بنِ حاتِمِ
خُــلِقـنـا رِجـالاً لِلتَـصَـبُّرِ وَالأَسـى
وَتِـلكَ الغَـوانـي لِلبُـكـا وَالمَـآتِمِ
وَأَيُّ فَـتـىً في الناسِ أَحرَضُ مِن فَتىً
غَـدا فـي خِفاراتِ الدُموعِ السَواجِمِ
وَهَـل مِـن حَـكـيمٍ ضَيَّعَ الصَبرَ بَعدَما
رَأى الحُـكَـمـاءُ الصَـبرَ ضَربَةَ لازِمِ
وَلَم يَـحـمَـدوا مِـن عالِمٍ غَيرِ عامِلٍ
خِـلافـاً وَلا مِـن عـامِـلٍ غَـيرِ عالِمِ
رَأَوا طُـرُقـاتِ العَـجـزِ عوجاً قَطيعَةً
وَأَقـطَـعُ عَـجـزٍ عِـنـدَهُـم عَـجـزُ حـازِمِ
فَـلا بَـرِحَـت تَـسـطـو رَبـيـعَـةُ مِـنكُمُ
بِـــأَرقَـــمَ عَــطّــافٍ وَراءَ الأَراقِــمِ
فَـأَنـتَ وَصِـنـواكَ النَـصـيـرانِ إِخـوَةٌ
خُـلِقـتُـم سَـعـوطـاً لِلأُنوفِ الرَواغِمِ
ثَــلاثَـةُ أَركـانٍ وَمـا اِنـهَـدَّ سُـؤدُدٌ
إِذا ثَــبَــتَــت فــيــهِ ثَـلاثُ دَعـائِمِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو تَمّام
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.