البيت العربي
أَمَّا الغَرامُ بِها فعادَ كَمَا بَدا
عدد ابيات القصيدة:44
أَمَّاــ الغَــرامُ بِهـا فـعـادَ كَـمَـا بَـدا
وهِــلاَلُ وَجْــنَــتِهــا أَضَــلَّ كَــمــا هَــدى
عِــشــقٌ يُــجَــدِّدُه الزَّمــانُ كَــحُــسْــنِهــا
فـــكِـــلاَهُــمــا أَبَــداً تَــراهُ مُــجَــدَّداً
يــا طــولَ عِــشْــقِــي لِلْحَـبـيـبِ مُـقَـنَّعـاً
إِذْ لاَ يـــزالُ يَـــراهُ طَــرفِــي أَمْــرَدَا
وحـــبـــيــبــةٍ رقَّ العَــدُوُّ وَقَــد قَــســتْ
ظُــلْمــاً فــأَيُّهــمَــا يُــعَــدُّ مِـن الْعِـدَى
نــادت مــلاحَــتُهــا عــليــهــا جــهــرَةً
فــأَجــاب قَـلْبـي قَـبْـلَ أَنْ سَـمِـع النِّدَا
كــحْــلاءُ مـا كَـحَـلَتْ جُـفُـونِـي بـالْكَـرَى
فَــعَــلامَ تُــبْــصِــرُهَــا جُـفـونِـي مِـرْوَدَا
كُــحْــلٌ عَــلى كَــحَــلٍ ومَـا احْـتَـاجَـتْ لَهُ
إِلاَّ لِتَـــسْـــقِــيــنــيَ السُّلــافَ مُــوَلَّدَا
لم تــصــدئ الأَيَّاــمُ ســيــفَ لِحَــاظِهــا
لكِــنْ عَــلَى الشَّفــَتَـيـن أَبْـصَـرْتُ الصَّدا
مــــا لِلنِّســــَاءِ وللسِّلــــاحِ وَحَـــمْـــلِهِ
أَوَمَــا جُــفــونُــكِ قَــدْ حَــمَــلْنَ مُهَــنَّدَا
وإِذا حَـــمَـــلْنَ مُهَـــنَّداً فِـــي فِــتْــنَــةٍ
فَـــمِـــنَ الضَّرورَةِ أَنْ يَــكُــون مُــجَــرَّدا
عَهْــدِي بــطـيـفِـك بَـعْـدَ بُـعْـدِكِ قَـاضِـيـاً
حــقِّيــ عــليـكِ فَـمـا عَـدا فِـيـمـا بَـدا
رفــع الجــمــيــلُ وكــان مـبـتـدئاً بـه
أَوَ لَيْـسَ قَـدْ أَمَـرُوا بِـرَفْـعِ المُـبْـتَـدا
عَــلِمَ الزَّمــانُ عَــنِ الجِــنــاسِ تَـرَفُّعـِي
فَــلِذَاكَ مَــا جَــمـع الجِـدَايـةَ والجَـدَى
يــا عــاذِليــن وَكَــومْ يــبـيـتُ مـفـنِّدا
بِــكُــمُ ويُــبْــصِــرُهـا فَـيُـصْـبِـح مُـسـعِـدَا
قَــسَــم الغَــرَامُ بِهــا وَكُــنْـتُـم غُـيَّبـاً
فــي العَــذلِ والعــشَّاــقِ كَـانُـوا شُهَّداً
حـــبـــسٌ عـــليـــكــمُ عــدْلُكــم لكــنَّهــمْ
بَــاعُـوه واشْـتَـروُا الضَّلـالةَ بِـالْهُـدى
لا يَـرْجـعُ الكَـلِفُ المـشـوقُ عَـنِ الْهَوى
أَو يَـرْجـعُ المـلكُ العَـزِيـزُ عَـنِ النَّدَى
هــيــهَــاتَ يَــرْجــعُ عَــنْ سَــجِــيِّةـِ خَـلْقِه
أَعْــلَى المــلوكِ سَــمـاً وأَنْـداهُـم يَـداً
مَــلكُ المــلوكِ وإِن ســمــعــتَ بِــغَـيْـرِه
خُــــذْ مَــــا تَــــرَاهُ وعَــــدَّ قَـــدْ عَـــدا
وإِذا وصـــلْتَ إِلى السَّحـــائِب قَـــبْـــلَه
فــاعْــلَم بِـأَنَّكـ مـا نَـقَـعْـتَ بِهـا صَـدَى
تــعــنُــو المــلوكُ لِوجْهِهِ بــوجُــوهِهــا
وتَــــظَــــلُّ ســـادَتُهـــا لَديْه أَعْـــبُـــدا
وإِلَيْه تَــأْتِــي حِــيــن تَــأْتِــي خُــشَّعــاً
وعــلَيْه تَــدْخُــل حِــيــنَ تَــدْخُــل سُــجَّدا
فــتــرى مَــواهِــبَهــا بِــنَــائِلِه هَــبَــا
وَتَـــرى سِـــيَـــادَتَهـــا بِــســؤْدُدِه سُــدَى
يـــأْتـــونَه طَـــوْعـــاً وَكَـــرْهـــاً طــائعٌ
ورَدَ الغِــــنَـــى أَوْ كَـــارِهٌ وَرَدَ الرَّدَى
ويُــنــيــلُ طــائعَهــا البـلادَ تـكـرُّمـا
لَمَّاــ تــرفَّعــ أَنْ يُــنــيــلَ العَــسْـجَـدا
وَيُـــذيـــقُ عـــاصـــيَـــة العـــذابَ لأَنَّه
للخـلقِ عَـادَى أَو عَـلى الخـلقِ اعْـتَـدَى
ولرُبّ جـــان قـــد جَـــنَـــى مُـــتَـــعَــمِّداً
فَــتَــراهُ عَــنْهُ قــد عَــفَــا مُــتَــعَــمِّداً
مـــلكَ الأَعَـــادِي هـــيـــبـــةً ومـــحــبَّةً
حــتــى تــودَّ بــأَنْ تــكــونَ له الفِــدَا
نَــجْــمٌ عــلاَ بَــدْرٌ بــدا ســيــفٌ سَــطــا
بَــحْــر طَــمَــا غــيــثٌ هَــمَــى لَيْـثٌ عَـدَا
لِله عَــــزْمَــــتُه الَّتِــــي لاَ تَـــرْتَـــوِي
حَــتَّى تــكُــونَ لهــا المَــجَــرَّةُ مَــوْرِدَا
ولقــد أَقــام الديــنَ بَــعْــد قُــعــودِه
عَــزْمٌ أَقَــام الدَّهــرَ مــنــه واَقْــعَــدا
ضـــربَ الرِّقـــابَ وســيــفُه فــي غِــمْــدِه
بـــأْســـاً فــكَــيْــف تَــظُــنُّهــ لو جَــرَّدَا
إِيَّاــكَ فَــاحْــذَرْ مِـنْه إِمَّاـ فـي الحـدي
دِ إِذَا اجْتَبى أَوْ بِالْحُسام إِذَا ارْتَدى
شــهِــد الحــروبَ فـكـانَ أَشْـجَـع خَـاطِـراً
وأَشَــــدَّ عَــــارضَـــةً وأَكـــرَمَ مَـــشْهَـــدَا
يــهـوَى الحُـسَـامَ مـن الضـراب مـغـلجـاً
ويــــراه خــــداً بــــالدمـــاء مـــوردا
يــعــفــر الشــجــعـان فـي يـومِ الوَغَـى
بــــمُهَــــنَّدٍ يَـــذَرُ الشُّجـــَاعَ مُـــقَـــدَّدَا
ضــــربٌ يَــــقُــــدُّ بِه الكــــمــــيَّ ودِرْعَه
وبِـــــدَادَه وجَـــــوادَهُ وَالْجَـــــلْمَـــــدا
عــجــزَ المــلوكُ بـمـا نـهـضـتَ بـحـمْـلهِ
وســهــرتَ فــيــه حِــيــنَ بــاتُـوا هُـجَّدا
أَرضـــيـــتَ رَبَّكــَ فــي حِــرَاسَــةِ ديــنــهِ
وسَــرَرْتَ عِــيــســى إِذْ نَــصَــرْتَ مُــحَــمَّدا
مــا نـالَت الأَمـلاكُ مـا قـد نـلتَ فـي
عــصـرِ الشَّبـابِ وبَـعْـدمَـا بَـعُـد المَـدَى
كـــلٌّ يَـــغُـــضُّ الطـــرفَ عــنــكَ مَهــابَــةً
كــالشَّمــسِ يُــبـصـرهـا بِـعَـيْـنَـيْ أَرْمَـدا
آثــارُ عــدلِك فــي البَــرِيَّةــِ تُـقْـتَـفَـى
وَبِـدِيـن فَـضْـلِكَ فـي السـيـاسـة يـقـتدي
مــن رام شــأو عــلاك مــات مــفــصـصـاً
إن مـــات أَوْ إِنْ عَـــاشَ عَــاشَ مُــنَــكَّدَا
البـــحـــرُ أَنْـــتَ وأَنـــتَ أَنْــدى رَاحَــةً
والدَّهــرُ أَنْــتَ وأَنْــتَ أَشــرفُ مَــحَـتِـدَا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن سناء الملك
شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيه
له (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.
وترجم له الصفدي في الوافي قال:
قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):
وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":
وفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:
وهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخ
ولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:
ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد
سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.
وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:
وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".
ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:
ومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:
أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراري
وفيه قوله:
ثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:
وكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة
(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها: