البيت العربي
أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ
عدد ابيات القصيدة:75
أَمِــن آلِ نُــعــمٍ أَنـتَ غـادٍ فَـمُـبـكِـرُ
غَـــــداةَ غَـــــدٍ أَم رائِحٌ فَــــمُهَــــجِّرُ
لِحـاجَـةِ نَـفـسٍ لَم تَـقُـل فـي جَـوابِها
فَــتُــبــلِغَ عُــذراً وَالمَـقـالَةُ تُـعـذِرُ
تَهـيـمُ إِلى نُـعـمٍ فَـلا الشَـملُ جامِعٌ
وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ
وَلا قُــــــربُ نُــــــعــــــمٍ إِن دَنَــــــت
وَلا نَـأيُهـا يُـسـلي وَلا أَنـتَ تَـصبِرُ
وَأُخـرى أَتَـت مِـن دونِ نُـعـمٍ وَمِـثلُها
نَهـى ذا النُهـى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
إِذا زُرتُ نُـعـمـاً لَم يَـزَل ذو قَرابَةٍ
لَهــا كُــلَّمــا لاقَــيــتُهــا يَــتَـنَـمَّرُ
عَــزيــزٌ عَــلَيــهِ أَن أُلِمَّ بِــبَــيـتِهـا
يُـسِـرُّ لِيَ الشَـحـنـاءَ وَالبُـغـضُ مُـظهَرُ
أَلِكــنــي إِلَيــهــا بِــالسَـلامِ فَـإِنَّهُ
يُـــشَهَّرُ إِلمـــامـــي بِهـــا وَيُـــنَـــكَّرُ
بِــآيَــةِ مــا قــالَت غَـداةَ لَقـيـتُهـا
بِــمَــدفَــعِ أَكــنــانٍ أَهَــذا المُــشَهَّرُ
قِـفـي فَـاِنـظُـري أَسـماءُ هَل تَعرِفينَهُ
أَهَــذا المُـغـيـريُّ الَّذي كـانَ يُـذكَـرُ
أَهَـذا الَّذي أَطـرَيـتِ نَـعتاً فَلَم أَكُن
وَعَــيــشِــكِ أَنــسـاهُ إِلى يَـومِ أُقـبَـرُ
فَــقــالَت نَــعَــم لا شَــكَّ غَــيَّرَ لَونَهُ
سُـرى اللَيـلِ يُـحـيِـي نَـصَّهـُ وَالتَهَـجُّرُ
لَئِن كــانَ إِيّـاهُ لَقَـد حـالَ بَـعـدَنـا
عَـنِ العَهـدِ وَالإِنـسـانُ قَـد يَـتَـغَـيَّرُ
رَأَت رَجُـلاً أَمّـا إِذا الشَـمـسُ عارَضَت
فَــيَــضـحـى وَأَمّـا بِـالعَـشـيِّ فَـيَـخـصَـرُ
أَخــا سَــفَــرٍ جَــوّابَ أَرضٍ تَــقــاذَفَــت
بِهِ فَـــلَواتٌ فَهـــوَ أَشـــعَـــثُ أَغــبَــرُ
قَــليــلاً عَــلى ظَهــرِ المَـطِـيَّةـِ ظِـلُّهُ
سِـوى مـا نَـفـى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ
وَأَعــجَــبَهـا مِـن عَـيـشِهـا ظِـلُّ غُـرفَـةٍ
وَرَيّـــانُ مُـــلتَــفُّ الحَــدائِقِ أَخــضَــرُ
وَوالٍ كَــفــاهــا كُــلَّ شَــيــءٍ يَهُـمُّهـا
فَـلَيـسَـت لِشَـيـءٍ آخِـرَ اللَيـلِ تَـسـهَـرُ
وَلَيـلَةَ ذي دَورانَ جَـشَّمـتِـنـي السُـرى
وَقَـد يَـجـشَـمُ الهَـولَ المُـحِبُّ المُغَرِّرُ
فَــبِــتُّ رَقــيـبـاً لِلرِفـاقِ عَـلى شَـفـا
أُحــاذِرُ مِــنــهُـم مَـن يَـطـوفُ وَأَنـظُـرُ
إِلَيـهِـم مَـتـى يَـسـتَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ
وَلى مَــجــلِسٌ لَولا اللُبــانَـةُ أَوعَـرُ
وَبـاتَـت قَـلوصـي بِـالعَـراءِ وَرَحـلُهـا
لِطــارِقِ لَيــلٍ أَو لِمَــن جــاءَ مُـعـوِرُ
وَبِـتُّ أُنـاجـي النَـفـسَ أَيـنَ خِـبـاؤُها
وَكَـيـفَ لِمـا آتـي مِـنَ الأَمـرِ مَـصـدَرُ
فَـدَلَّ عَـلَيـهـا القَـلبُ رَيّـا عَـرَفـتُها
لَهـا وَهَـوى النَـفـسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ
فَـلَمّـا فَـقَـدتُ الصَـوتَ مِـنهُم وَأُطفِئَت
مَـصـابـيـحُ شُـبَّتـ فـي العِـشاءِ وَأَنوُرُ
وَغــابَ قُــمَــيـرٌ كُـنـتُ أَرجـو غُـيـوبَهُ
وَرَوَّحَ رُعــــــيــــــانُ وَنَـــــوَّمَ سُـــــمَّرُ
وَخُـفِّضـَ عَـنّـي النَومُ أَقبَلتُ مِشيَةَ ال
حُــبــابِ وَرُكـنـي خَـشـيَـةَ الحَـيِّ أَزوَرُ
فَــحَــيَّيــتُ إِذ فــاجَــأتُهـا فَـتَـوَلَّهَـت
وَكــادَت بِـمَـخـفـوضِ التَـحِـيَّةـِ تَـجـهَـرُ
وَقـالَت وَعَـضَّتـ بِـالبَـنـانِ فَـضَـحـتَـني
وَأَنــتَ اِمــرُؤٌ مَـيـسـورُ أَمـرِكَ أَعـسَـرُ
أَرَيــتَــكَ إِذ هُـنّـا عَـلَيـكَ أَلَم تَـخَـف
وُقـــيـــتَ وَحَـــولي مِـــن عَــدُوِّكَ حُــضَّرُ
فَـوَ اللَهِ مـا أَدري أَتَـعـجـيـلُ حاجَةٍ
سَـرَت بِـكَ أَم قَـد نـامَ مَن كُنتَ تَحذَرُ
فَقُلتُ لَها بَل قادَني الشَوقُ وَالهَوى
إِلَيـكِ وَمـا عَـيـنٌ مِـنَ النـاسِ تَـنـظُرُ
فَــقــالَت وَقَـد لانَـت وَأَفـرَخَ رَوعُهـا
كَـــلاكَ بِـــحِــفــظٍ رَبُّكــَ المُــتَــكَــبِّرُ
فَــأَنـتَ أَبـا الخَـطّـابِ غَـيـرُ مُـدافَـعٍ
عَـــلَيَّ أَمـــيــرٌ مــا مَــكُــثــتُ مُــؤَمَّرُ
فَـبِـتُّ قَـريـرَ العَـيـنِ أُعـطـيتُ حاجَتي
أُقَــبِّلـُ فـاهـا فـي الخَـلاءِ فَـأُكـثِـرُ
فَــيــا لَكَ مِــن لَيــلٍ تَـقـاصَـرَ طـولُهُ
وَمــا كــانَ لَيـلى قَـبـلَ ذَلِكَ يَـقـصُـرُ
وَيــا لَكَ مِــن مَـلهـىً هُـنـاكَ وَمَـجـلِس
لَنــا لَم يُــكَــدِّرهُ عَــلَيــنــا مُـكَـدِّرُ
يَــمُــجُّ ذَكِــيَّ المِــسـكِ مِـنـهـا مُـفَـلَّجٌ
رَقــيــقُ الحَــواشــي ذو غُـروبٍ مُـؤَشَّرُ
تَـــراهُ إِذا تَـــفــتَــرُّ عَــنــهُ كَــأَنَّهُ
حَـــصـــى بَــرَدٍ أَو أُقــحُــوانٌ مُــنَــوِّرُ
وَتَـرنـو بِـعَـيـنَـيـهـا إِلَيَّ كَـمـا رَنا
إِلى رَبــرَبٍ وَســطَ الخَــمــيـلَةِ جُـؤذَرُ
فَــلَمّــا تَــقَــضّــى اللَيـلُ إِلّا أَقَـلَّهُ
وَكـــادَت تَـــوالي نَــجــمِهِ تَــتَــغَــوَّرُ
أَشـارَت بِـأَنَّ الحَـيَّ قَـد حـانَ مِـنـهُـمُ
هُــبــوبٌ وَلَكِــن مَــوعِــدٌ مِــنـكَ عَـزوَرُ
فَــمــا راعَـنـي إِلّا مُـنـادٍ تَـرَحَّلـوا
وَقَـد لاحَ مَـعـروفٌ مِـنَ الصُـبـحِ أَشقَرُ
فَــلَمّــا رَأَت مَـن قَـد تَـنَـبَّهـَ مِـنـهُـمُ
وَأَيـقـاظَهُـم قـالَت أَشِـر كَـيـفَ تَـأمُرُ
فَــقُــلتُ أُبــاديـهِـم فَـإِمّـا أَفـوتُهُـم
وَإِمّـا يَـنـالُ السَـيـفُ ثَـأراً فَـيَـثأَرُ
فَـقـالَت أَتَـحـقـيـقـاً لِمـا قالَ كاشِحٌ
عَـلَيـنـا وَتَـصـديـقـاً لِمـا كانَ يُؤثَرُ
فَـإِن كـانَ مـا لا بُـدَّ مِـنـهُ فَـغَـيرُهُ
مِــنَ الأَمـرِ أَدنـى لِلخَـفـاءِ وَأَسـتَـرُ
أَقُــصُّ عَــلى أُخــتَــيَّ بِــدءَ حَـديـثِـنـا
وَمــا لِيَ مِــن أَن تَــعــلَمــا مُـتَـأَخَّرُ
لَعَــلَّهُــمــا أَن تَـطـلُبـا لَكَ مَـخـرَجـاً
وَأَن تَـرحُـبـا صَـدراً بِـمـا كُنتُ أَحصُرُ
فَـقـامَـت كَـئيـبـاً لَيسَ في وَجهِها دَمٌ
مِــنَ الحُــزنِ تُــذري عَــبـرَةً تَـتَـحَـدَّرُ
فَــقـامَـت إِلَيـهـا حُـرَّتـانِ عَـلَيـهِـمـا
كِــســاءانِ مِــن خَــزٍّ دِمَــقــسٌ وَأَخـضَـرُ
فَـقـالَت لِأُخـتَـيـهـا أَعينا عَلى فَتىً
أَتــى زائِراً وَالأَمـرُ لِلأَمـرِ يُـقـدَرُ
فَـأَقـبَـلَتـا فَـاِرتـاعَـتـا ثُـمَّ قـالَتا
أَقِـلّي عَـلَيـكِ اللَومَ فَـالخَـطـبُ أَيسَرُ
فَـقـالَت لَها الصُغرى سَأُعطيهِ مِطرَفي
وَدَرعـي وَهَـذا البُـردُ إِن كـانَ يَحذَرِ
يَــقـومُ فَـيَـمـشـي بَـيـنَـنـا مُـتَـنَـكِّراً
فَـلا سِـرُّنـا يَـفـشـو وَلا هُـوَ يَـظـهَـرُ
فَــكـانَ مِـجَـنّـي دونَ مَـن كُـنـتُ أَتَّقـي
ثَــلاثُ شُــخــوصٍ كــاعِــبــانِ وَمُــعـصِـرُ
فَـلَمّـا أَجَـزنـا سـاحَـةَ الحَيِّ قُلنَ لي
أَلَم تَـتَّقـِ الأَعـداءَ وَاللَيـلُ مُـقـمِرُ
وَقُــلنَ أَهَــذا دَأبُــكَ الدَهـرَ سـادِراً
أَمـا تَـسـتَـحـي أَو تَـرعَـوي أَو تُـفَكِّرُ
إِذا جِـئتِ فَـاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا
لِكَـي يَـحـسِـبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ
فَــآخِــرُ عَهـدٍ لي بِهـا حـيـنَ أَعـرَضَـت
وَلاحَ لَهـــا خَـــدُّ نَـــقِـــيٌّ وَمَــحــجَــرُ
سِـوى أَنَّنـي قَـد قُـلتُ يـا نُـعمُ قَولَةً
لَهـا وَالعِـتـاقُ الأَرحَـبـيّـاتُ تُـزجَـرُ
هَـنـيـئاً لِأَهـلِ العامِرِيَّةِ نَشرُها ال
لَذيــــذُ وَرَيّــــاهــــا الَّذي أَتَــــذَكَّرُ
وَقُــمــتُ إِلى عَــنــسٍ تَــخَــوَّنَ نَــيَّهــا
سُــرى اللَيـلِ حَـتّـى لَحـمُهـا مُـتَـحَـسِّرُ
وَحَـبـسـي عَـلى الحـاجـاتِ حَتّى كَأَنَّها
بَـــقِـــيَّةـــُ لَوحٍ أَو شِـــجـــارٌ مُـــؤَسَّرُ
وَمــاءٍ بِــمَــومــاءٍ قَــليــلٍ أَنــيــسُهُ
بَـسـابِـسَ لَم يَـحـدُث بِهِ الصَـيفَ مَحضَرُ
بِهِ مُــبــتَــنــىً لِلعَــنــكَــبـوتِ كَـأَنَّهُ
عَــلى طَــرَفِ الأَرجــاءِ خــامٌ مُــنَــشَّرُ
وَرِدتُ وَمــا أَدري أَمـا بَـعـدَ مَـورِدي
مِنَ اللَيلِ أَم ما قَد مَضى مِنهُ أَكثَرُ
فَــقُــمــتُ إِلى مِــغــلاةِ أَرضٍ كَـأَنَّهـا
إِذا اِلتَـفَـتَـت مَـجـنـونَـةٌ حـينَ تَنظُرُ
تُـنـازِعُـنـي حِرصاً عَلى الماءِ رَأسَها
وَمِــن دونِ مــا تَهــوى قَـليـبٌ مُـعَـوَّرُ
مُـــحـــاوِلَةً لِلمــاءِ لَولا زِمــامُهــا
وَجَــذبــي لَهــا كـادَت مِـراراً تَـكَـسَّرُ
فَــلَمّــا رَأَيـتُ الضَـرَّ مِـنـهـا وَأَنَّنـي
بِــبَــلدَةِ أَرضٍ لَيــسَ فــيــهــا مُـعَـصَّرُ
قَـصَـرتُ لَهـا مِـن جـانِـبِ الحَوضِ مُنشَأً
جَـديـداً كَـقـابِ الشِـبـرِ أَو هُوَ أَصغَرُ
إِذا شَــرَعَــت فــيـهِ فَـلَيـسَ لِمُـلتَـقـى
مَـشـافِـرِهـا مِـنـهُ قِـدى الكَـفِّ مُـسـأَرُ
وَلا دَلوَ إِلّا القَــعــبُ كـانَ رِشـاءَهُ
إِلى المـاءِ نِـسـعٌ وَالأَديـمُ المُضَفَّرُ
فَـسـافَـت وَمـا عـافَـت وَما رَدَّ شُربَها
عَـنِ الرَيِّ مَـطـروقٌ مِـنَ المـاءِ أَكـدَرُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: عمر بن أبي ربيعة
أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب، فسمي باسمه. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه.
رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك، ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، فمات فيها غرقاً