قصيدة أمير المؤمنين رأيت جسرا للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

أَميرَ المُؤمِنينَ رَأَيتُ جِسراً


عدد ابيات القصيدة:14


أَميرَ المُؤمِنينَ رَأَيتُ جِسراً
أَمـيـرَ المُؤمِنينَ رَأَيتُ جِسراً
أَمُـرُّ عَـلى الصِراطِ وَلا عَلَيهِ
لَهُ خَـشَـبٌ يَـجـوعُ السـوسُ فـيهِ
وَتَمضي الفَأرُ لا تَأوي إِلَيهِ
وَلا يَـتَـكَـلَّفُ المِـنـشـارُ فيهِ
سِـوى مَـرِّ الفَـطـيـمِ بِـساعِدَيهِ
وَكَـم قَـد جاهَدَ الحَيوانُ فيهِ
وَخَـلَّفَ فـي الهَـزيـمَةِ حافِرَيهِ
وَأَسـمَـجُ مِـنـهُ في عَيني جُباةٌ
تَــراهُــم وَسـطَهُ وَبِـجـانِـبَـيـهِ
إِذا لاقَـيـتَ واحِـدَهُـم تَـصَـدّى
كَـعِـفـريـتٍ يُـشـيـرُ بِـراحَـتَـيهِ
وَيَـمـشـي الصَـدرُ فيهِ كُلَّ يَومٍ
بِـمَـوكِـبِهِ السَـنِـيِّ وَحـارِسَـيـهِ
وَلَكِــن لا يَــمُــرُّ عَـلَيـهِ إِلّا
كَـمـا مَـرَّت يَـداهُ بِـعـارِضَـيـهِ
وَمِـن عَـجَبٍ هُوَ الجِسرُ المُعَلّى
عَـلى البُـسفورِ يَجمَعُ شاطِئَيهِ
يُـفـيدُ حُكومَةَ السُلطانِ مالاً
وَيُـعـطيها الغِنى مِن مَعدِنَيهِ
يَـجـودُ العـالَمـونَ عَلَيهِ هَذا
بِــعَــشـرَتِهِ وَذاكَ بِـعَـشـرَتَـيـهِ
وَغـايَـةُ أَمـرِهِ أَنّـا سَـمِـعـنـا
لِسـانَ الحـالِ يُـنـشِدُنا لَدَيهِ
أَلَيـسَ مِـنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثلي
يَـرى مـا قَـلَّ مُـمـتَـنِعاً عَلَيهِ
وَتُؤخَذُ بِاِسمِهِ الدُنيا جَميعاً
وَمـا مِـن ذاكَ شَـيـءٌ في يَدَيهِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة أَميرَ المُؤمِنينَ رَأَيتُ جِسراً