البيت العربي

أنت وهل يجهلك العاشق أنت
عدد ابيات القصيدة:280

أنت وهل يجهلك العاشق أنت
تغسلين اللغة المزهوة اللون هنا لغم
وفي خديك أو في العطش الشمسي خيط
تنشرين اللغة المألوفة الغريبة
هل بيننا جسر من الخوف
استرح يا لهب الموت الذي يغزو غبار الوطن
الأول تأتين من الأزرق حتى آخر الأرض
لتدنو طفلة مستعرة
كخدود الشجرة
اطلعوا من خضرة اليأس
فهذا الوطن الأنثى وأنتم
أنت
هل يعرفك العاشق أم يجهلك العسكر
هل يلتقيان
بين جلد الجسد المسحوب من آخرة الماء
وبين الشهداء
وأنا أنتظر الوقت لكي يدخل في الوقت
وطير يحمل الأطفال في ريش من الطين هنا
جالس ليست يدي صارية تعلو ولا كفي شرار
انه الليل الذي حو لني غصنا من النوم إلى الماء
فصار الماء نار
كيف لا يطلع هذا الوهم من نافذتي
كيف لا نافذة ت فتح في النوم ولا ريح تجي
كيف لا أعرف لا أعرف
تجلس الصرخة الآن بين الحدائق
تستصرخ الموت أو تستغيث
من الجرح بالرمح
لا تتركوا الصوت يمضي بعيدا وأنتم هنا
انها الصرخة المستعارة من نكهة القتل
لا تتركوها
سيبقى الجنون لنا راية
وتقبين أنت
وأنت التي ود عتني كثيرا ولكنها لا ت سافر
وأنت التي حو لتني قصائد خوف
ولكنها علمتني أ غامر
وأنت
أنا أذكر الآن قلت
لم لا تبقى معي
لم لا أبقى معك
لم لا نبقى معا
ولكنها عذ بتني
خذيني إلى ضفتيك المحاصرتين
أخاصرك ثم نرقص
كي تمطر الأرض أسلحة
والحدائق نفتحها للمصابين بالعشق
هاتي خذيني هو الحب هذا السؤال
كما اللغم يصعقنا كل يوم جميل
وفي دهشة الخوف أجلس أستنطق الوقت
لا وقت للكلمات المعارة من جدول الصمت
لا وقت للكلمات
لكني خذوا قدمي سوف تمشي على كل لغم
وتنسف كل الخرائط لكن خذوني
حو لني العشق شيئا من النار
شيئا من الماء
هل تسأل النار عن مائي الأول
أم يسأل البرق عن معطف الخوف
ندخل كالماء في الأرض أو نتداخل
نستوطن القبلة الخائفة
عادة نلتقي في الحروب المستهامة
بالنوم
أو في نهاياتها العاصفة
إذا حولتك السجون انتقالا من اللون
قل هذه حربنا الخاطفة
ليس في الحب نصف
جنوني عصف وأنت اجتياح
وهذا الوطن
حو لوه إلى عسل خاثر بالجريمة والحب رمز
سأعرف كيف أحاصر صوت ك عشقا
أ حوله أغنيات لأطفالنا المقبلين
فمن حمرة البحر يأتي مناخ الشجر
ومن خضرة الأرض تطلع رائحة الرعب فينا
لنخلع خوفا ونصنع للعالم الخوف منا
تعالي هنا سيد العشق أسطورة للعذاب
تعالي سيعرفك العاشقون المعارون للنار
يعرفك الناهضون من النوم
يعرفك التائهون
أنا شهوة الهدم
كل السلاطين أحذية للغزاة
تساءلت
هذا مضيق يبرز خنا بين فخذيه
أم يستبينا
أنا أول البحر هل يبدأ البحر فيكم
وأنت
بلادي نوافذ ها للبكاء
وأبوابها للعساكر مفتوحة كالسماء
وأنت ي غازلك الشاعر الوهج
والشاعر الرهج
لكنك تجفلينز
قد قلت ولتحمل الريح صوتي
هنا المهرجانات قائمة
كي تسمي للون لونين
للقوس عائلة كالقزح
وتمسح في الجرح طعم الفرح
وقد قلت
مابين خط البياض وخط السواد
خصومة
نحن الطفولة للأرض أنت الأمومة
واللون سيدة مصطفاة من البحر
لا تتركوا العيد يأخذنكم غفلة
انه الحزن
هذا النبي الجديد
فلا العيد عيد ولا المهرجان الفجائي برق
ولا الصولجان
فقد علمتني البلاد الغريبة ايقاعها
أخذت من يدي مائي الأول المستريب
وأعطتني ماءا لأسرار ها
انها الآن تصغي لنا
علنا نستحيل النبوءة والانبياء
نصير خرابا يحول هذي الخرائب
حقلا وبيت
نحر ض هذا السواد على الأبيض النائم الآن في العين
نستصرخ المرأة كي تحضن اليوم عشاقها
والطقس كي نحضر العرس والمستحيل
ونستقبل الرعب في الصدر حبا
ولا نستقيل
أنت اذن
ترسلين الاشارات والرمز للغائبين عن الحلم
تستفردين بقلبي
فنمتد بين القصيدة والقبر فاكهة للبكاء
فكيف ألملم قافيتي من فناء البلاد الأليفة
أكتب كي يقرأ الهدم جذر السكون
وكيف أغادر تاريخك الدموي المسور
بالشجر الانثوي
إ نهم يعرفون
فالخبز لا يشبه الخبز والصوت لا يشبه الفم
وهذي اللغات التي أرهقوها ستخذل أطفالنا
في الصباح
فكل الدفاتر وحشية كالجنود المعارين
للعرس والمهرجان
ولكنهم يهرفون
وأنت ولست وحيدا
فجيش الهجوم معي
في الأصابع والكتف والقدمين اللتين تصيغان
للغم صوتا
وللصوت دم
تعالي
تعالوا هنا لغة لا تخاف
وأرض ست شهر نصلا رهيفا وتسكن في الغيم
قبل الشتاء
تحاوركم
إنه العنف قابلة للولاد ة
تسألكم نزهة في السؤال
توزع أسمالها ثرة في الدخول
وتغلق فخدين جنا بوقت الخروج
لتفتح دفتر عشاقها الضائعين
ولست وحيدا
وقفت بين شعرة الحب وأول القراءة
كانت يدي صديقة العشاق كنت الشجر الخجول
وكان مائي طفلة الحقول
تمشي ويمشي خلفها البكاء
وكلما قرأت في حب يصير سيدي
وكل شكل أول البراءة
وقفت عند الرأس كان نزهة وعرس
دخلت من يعرفني
إ سم من الأ سماء
أمتد من سورة ياسين إلى طفولة الأشياء
أبتكر الآية من أولها ياوطني المراق
كنت نهرا وشمس
تصعد فوق الهمس
كيف استحال صوتك الر اعد كالهجوم
بحيرة يغرقها الوجوم
ولست وحدي إنها النجوم
والكوكب الداخل في بكورة الهموم
والشجر الناعس فوق صدرها والعوسج المسموم
والوردة الضاحكة النهدين
والقلب في العينين
أنت وهذا الو له الشاهق والقصائد
بين حروف الرفض والقبول
تأصلي كأنني الأرض التي تجوع للحقول
كأنك الغرسة أو كأنك الأ صول
هل صعب
وهل ضاقت بنا الأرض
هنا في القلب متسع تعالي
ماؤك الدموي تاريخي
يجيء الحب من شفتين زاهبتين
هل صعب
وهل بوابة للعشق ما ضحكت سوى للبحر
تسمعنا
وقبلتك الأخيرة دهشة في الخوف
ها زنزانتي تسع الفضاء
وليس صعب أن نكون
فأنت في جهة ستأخذ شكلها السري من لغتي
وتدخل في قميص الكون كوكبة وتخرج في جنوني
راية للهجم
أو للهدم
لا تستعطف الجلاد لا يأخذها الشرطي
من مذبحة الشارع
أنت جهتي الأخرى
طوى راحتيه على الحزن
تعود أن يحفظ الحزن سرا تعو ده الحزن
تحسس جرحا على الصدر ي سمونه القلب
قال للماء
غير رداءك
خذ لون وجهي والبس قميصي
واصبح دمي
يا أيها الماء غاد ر فمي
واحتملني
قال للماء
ضيعت مني دما في الهواء
وقد كانت الأرض مشتاقة للدماء
وقد كانت الأرض مشتاقة
وقد كانت الأرض
قلت
من ينقذ الماء من لونه
يستحيل حريقا يحول هذي الحديقة حربا
فيا أيها الصمت يا أيها الخوف يا أنبياء الخصومة
مابين نهر الغزاة ونهر الغر ق
نزهة الأ صدقاء الذين يموتون حبا
ويستنجدون من الصوت بالصمت
لا يقرأون سوى الذاكرة
ويا أصدقاء الأنوثة هل تعرفون الغواية
بين البداية في الحلم والآخرة
انها المرأة المستقاة من الجرح محمولة كالرماح
وملجومة كالرياح
استفزوا الأقاليم كي تنهض الأرض من نومها
واستعيروا من البرق زو ادة للرحيل
وجيئوا من الصيف والسيف والقبلة الساهرة
هي الآن مرتاحة في ضميري
تراوح بين الدماء وبين المياه
تعالي دما آخرا سوف يقرأه الأنبياء
وينسجه الغيم بيتا لنا
انه الطقس يسرق أزياءه من بلادي
ويغوى
لنا الرمز يمشي على فوهة كي يفجر ما لا يقال
اذن هكذا تكتبون الطريق المؤدي إلى الظل
فوق الطريق المؤدي إلى الخاصرة
أيعرف هذا الشهيق المؤجل لوني
تداخلت في وله العنف جيئوا
إذا استوت الأرض كو رتها بغتة وانشطرت على صدرها
ليس غير الجنون الذي يلبس الحقل خوفا
وليس سوى شجر الغزو في الوجه
والشمس طاقية للعصافير
هل كل يوم يدوس علينا يؤجلنا للدخول
اذن سوف ندخل من حيث لا يدخل الآخرون
وأنت معي كوكب في الهجوم
سيقتلنا العصف
لكن سيغرق أعداؤنا في الوجوم
أحاول معرفة الجهة الواقفة
فأكتشف الوصل بيني وبين الرماد
وبيني وبين الفساد المؤسس في الدم
كيف أحول أعصابنا لهجة راعفة
وأسأل
هل جمرة القبر أنا أم ثلجة الحياة
هل أول الأرض أنا أم آخر المياه وهل إلهي
حاكم أم انني إله
فتدخل الغزالة المحاصرة
في الأفق الشمسي والدهشة والمغامرة
وتبحر المراكب المسو رة
بالحلم الوحشي حبا واللغات الكافرة
تعالوا إذن غيروا شكل أجسادكم
ثم صيغوا الخرائط كي تضحك الأرض
كي يدخل الرقم في الحرف والوطن الطفل
في الأصل
ينتشر الوعد كالرعد والحزن سيدنا
فيالذة الفضح لا شيء يفصل بين الوساوس
والصوت غير البكاء
ولا شيء يبكي سوى العورة النائمة
هو الخشب المر والرحلة الواقفة
ونافذتان على الكون
واحدة تعرفين اختياراتها الشائكة
وواحدة تعرفون السطوع الطفولي في الماء والسر
اخلعوني من القيد كي تنصبوني على القوس
لا يدخل الضوء إلا العصافير في الفجر
والمهرة الخائفة
هي الأرض لغم رهيف كحلم الطفولة
لو تستحيل الطفولة نافذة للكلام
لكنا قريبين كالفاجعة
وكنا علانية في الحدائق نستصرخ العشق
والحزن سيدنا
ثم أسمع رائحة الثورة الزاحفة
غيروا شكل أسمائكم
غيروا الشعر والخبز والعشب لكن
دعوني أغني دمي مرة قبل موتي
دعون أوقع تاريخي المستهام ارتعاشا
بصوتي
لكم صوتكم
وهي صوتي
أنت ورائحة الثورة الطفلة الوجه أنت
غيروا شكل أطفالكم
غير الصوت ايقاعه في دمائي تغيرت
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: قاسم حداد
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام من عام 1980.
شارك في تأسيس (أسرة الأدباء والكتاب في البحرين) عام 1969. وشغل عدداً من المراكز القيادية في إدارتها.
تولى رئاسة تحرير مجلة "كلمات" التي صدرت عن "أسرة لاأدباء" عام 1987
عضو مؤسس في فرقة (مسرح أوال) العام 1970.
كتب مقالاً أسبوعياً منذ بداية الثمانينات بعنوان (وقت للكتابة) ينشر في عدد من الصحف العربية.
شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الشعرية والثقافية العربية والعالمية.
كتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية، والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية.
ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية .
وضع كتاباً عن (المسرح البحرين، التجربة والأفق)، مسرح أوال -1981
حصل على إجازة التفرغ للعمل الأدبي من طرف وزارة الإعلام نهاية عام 1997-
تقاعد عن العمل الرسمي عام 2008
حصل على جائزة المنتدى الثقافي اللباني في باريس عام 2000
حصل على جائزة العويس عن حقل الشعر للعام 2002
ترجمت مختارات أساسية من أعماله الشعرية من "الجامعة الأمريكية" بالقاهرة.
حصل على منحة اقامة أدبية من الأكاديمية الألمانية للتبادل الثقافي (DAAD) ، لانجاز كتاب (طرفة بن الوردة). في برلين. 2008
حصل على زمالة "جاك جاك روسو" بمنحة من "أكاديمية العزلة" في شتوتغارت. 2012
حصل على منحة للاقامة الادبية في "بيت هينريش بول" في دوران - كولون. 2012
حصل على منحة وإقامة أدبية في ميونخ من (نادي القلم الألماني) عام 2014
من أهم أعماله
البشارة - البحرين - أبريل 1970
خروج رأس الحسين من المدن الخائنة - بيروت - أبريل 1972
الدم الثاني - البحرين - سبتمبر 1975
قلب الحب - بيروت - فبراير 1980
القيامة - بيروت - 1980
شظايا - بيروت – 1981
انتماءات - بيروت - 1982 النهروان - البحرين - 1988
الجواشن (نص مشترك مع أمين صالح) - المغرب – 1989
يمشي مخفوراً بالوعول - لندن - 1990
عزلة الملكات - البحرين - 1992
نقد الأمل - بيروت - 1995
أخبار مجنون ليلى ( بالاشتراك مع الفنان ضياء العزاوي ) - لندن / البحرين - 1996
ليس بهذا الشكل ، ولا بشكل آخر - دار قرطاس - الكويت –1997
قبر قاسم - دار الكلمة - البحرين – 1997