البيت العربي

أَنزَفَ دَمعي طولُ تَسكابِهِ
عدد ابيات القصيدة:17

أَنــزَفَ دَمـعـي طـولُ تَـسـكـابِهِ
وَاخــتَـصَّنـي الحُـبُّ بِـأَتـعـابِهِ
وَأَغـرَقَـت قَـلبـي بِحارُ الهَوى
مِــمّــا بِهِ مِــن طـولِ أَوصـابِهِ
وَاخـتَـصَّنـي الحُـبُّ حَـليـفاً لَهُ
بــورِكَ فــي الحُــبِّ وَأَسـبـابِهِ
مَـن صَـدَقَـت نِـيَّتـُهُ فـي الهَوى
أَعــانَهُ الحُــبُّ عَــلى مــا بِهِ
يُـــعـــيــنُهُ اللُهُ عَــلى حُــبِّهِ
إِن صَــحَّحــَ الحُــبُّ لِأَصــحــابِهِ
وَزائِرٍ زارَ بُــعَــيــدَ الكَــرى
ذَكَّرَ قَــلبــي كُــنــهُ أَطــرابِهِ
أَقبَلَ يَسعى في الدُجى مُقبِلاً
كَـالبَـدرِ يَـمـشي بَينَ أَترابِهِ
فَـقُـلتُ لَمّـا أَن بَـدا مُـعـلِناً
شَـمـسـاً تَـجَـلَّت بَـيـنَ أَثـوابِهِ
فَـبـاتَ يَـسـقـيـنـي جَـنى ريقِهِ
يَــمــزُجُهُ لي بَــردُ أَنــيــابِهِ
وَصــاحِــبٍ عَــفِّ الذُرى مــاجِــدٍ
بِهَــــديِهِ زَيــــنٍ لِأَحـــبـــابِهِ
قُــلتُ لَهُ خُـذهـا أَبـا جَـعـفَـرٍ
فَـقَـد تَـدَلّى الصُـبحَ في بابِهِ
وَقَـد مَـضـى عَـنكَ ظَلامُ الدُجى
وَانــكَـشَـفَـت أَسـتـارُ أَثـوابِهِ
فَــسَــلسَـلَ الكَـأسَ عَـلى كُـرهِهِ
وَمَــرَّ فـيـهـا بَـعـدَ تَـقـطـابِهِ
كَــأَنَّمــا الكَــأسُ إِذا صُـفِّقـَت
قِــنــديــلُ قَـسٍّ وَسـطَ مِـحـرابِهِ
وَأَصـــبَـــحَــت أَلسُــنُ أَوتــارِهِ
إِذ حَـرَّكَ المَـثـنـى بِـمِـضرابِهِ
ثُــمَّ شَــدا لَمّــا جَــرَت كَــأسُهُ
صِــرفــاً وَمَـرَّت بَـيـنَ أَتـرابِهِ
عــاوَدَ قَــلبـي كُـنـهُ أَطـرابِهِ
مِـن حُـبِّ مَـن أَصـبَحتُ أَغنى بِهِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو نُوّاس
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.