قصيدة أهلا بدار سباك أغيدها للشاعر المُتَنَبّي

البيت العربي

أَهلاً بِدارٍ سَباكَ أَغيَدُها


عدد ابيات القصيدة:42


أَهلاً بِدارٍ سَباكَ أَغيَدُها
أَهــلاً بِــدارٍ سَــبـاكَ أَغـيَـدُهـا
أَبــعَــدُ مـا بـانَ عَـنـكَ خُـرَّدُهـا
ظَــلتَ بِهــا تَـنـطَـوي عَـلى كَـبِـدٍ
نَــضــيــجَـةٍ فَـوقَ خِـلبِهـا يَـدُهـا
يـا حـادِيَـي عـيـرِهـا وَأَحـسَـبُني
أَوجَـدُ مَـيـتـاً قُـبَـيـلَ أَفـقِـدُهـا
قِــفــا قَــليـلاً بِهـا عَـلَيَّ فَـلا
أَقَــــلَّ مِـــن نَـــظـــرَةٍ أُزَوِّدُهـــا
فَــفـي فُـؤادِ المُـحِـبِّ نـارُ جَـوىً
أَحَــرُّ نــارِ الجَــحـيـمِ أَبـرَدُهـا
شــابَ مِــنَ الهَــجــرِ فَـرقُ لِمَّتـِهِ
فَـصـارَ مِـثـلَ الدِمَـقـسِ أَسـوَدُهـا
بــانــو بِــخُـرعـوبَـةٍ لَهـا كَـفَـلٌ
يَـكـادُ عِـنـدَ القِـيـامِ يُـقـعِدُها
رِبَـــحـــلَةٍ أَســمَــرٍ مُــقَــبَّلــُهــا
سِـــبَـــحــلَةٍ أَبــيَــضٍ مُــجَــرَّدُهــا
يـا عـاذِلَ العـاشِـقـيـنَ دَع فِئَةً
أَضَــلَّهــا اللَهُ كَــيـفُ تُـرشِـدُهـا
لَيـسَ يُـحـيـكُ المَـلامُ فـي هِـمَـمٍ
أَقــرَبُهـا مِـنـكَ عَـنـكَ أَبـعَـدُهـا
بِـئسَ اللَيـالي سَهِـرتُ مِـن طَرَبي
شَـوقـاً إِلى مَـن يَـبـيـتُ يَرقُدُها
أَحـيَـيـتُهـا وَالدُمـوعُ تُـنـجِـدُني
شُــؤونَهــا وَالظَــلامُ يُـنـجِـدُهـا
لا نـاقَـتـي تَـقبَلُ الرَديفَ وَلا
بِـالسَـوطِ يَـومَ الرِهـانِ أُجهِدُها
شِــراكُهــا كــورُهــا وَمِـشـفَـرُهـا
زِمــامُهــا وَالشُــسـوعُ مِـقـوَدُهـا
أَشَــدُّ عَــصــفِ الرِيــاحِ يَــسـبِـقُهُ
تَــحــتِــيَ مِـن خَـطـوِهـا تَـأَيُّدُهـا
فــي مِــثـلَ ظَهـرِ المِـجَـنِّ مُـتَّصـِلٍ
بِــمِـثـلِ بَـطـنِ المِـجَـنِّ قَـردَدُهـا
مُـرتَـمِـيـاتٌ بِـنـا إِلى اِبنِ عُبَي
دِ اللَهِ غــيـطـانُهـا وَفَـدفَـدُهـا
إِلى فَـتـىً يُـصـدِرُ الرِمـاحَ وَقَـد
أَنـهَـلَهـا فـي القُـلوبِ مَـورِدُها
لَهُ أَيـــــادٍ إِلَيَّ ســـــابِــــقَــــةٌ
أُعَـــدُّ مِـــنــهــا وَلا أُعَــدِّدُهــا
يُــعــطــي فَـلا مَـطـلَةٌ يُـكَـدِّرُهـا
بِهـــا وَلا مَـــنَّةـــً يُـــنَــكِّدُهــا
خَــيــرُ قُــرَيــشٍ أَبـاً وَأَمـجَـدُهـا
أَكــثَــرُهــا نــائِلاً وَأَجــوَدُهــا
أَطــعَــنُهـا بِـالقَـنـاةِ أَصـرَبُهـا
بِـالسَـيـفِ جَـحـجـاحُهـا مُـسَـوَّدُهـا
أَفــرَسُهــا فــارِســاً وَأَطــوَلُهــا
بــاعــاً وَمِــغــوارُهــا وَسَـيِّدُهـا
تـــــاجُ لُؤَيِّ بـــــنِ غــــالِبٍ وَبِهِ
سَــمـا لَهـا فَـرعُهـا وَمَـحـتِـدُهـا
شَــمــسُ ضُـحـاهـا هِـلالُ لَيـلَتِهـا
دُرُّ تَــقــاصــيــرِهــا زَبَــرجَـدُهـا
يـا لَيـتَ بـي ضَـربَـةً أُتـيحَ لَها
كَــمــا أُتــيــحَــت لَهُ مُــحَـمَّدُهـا
أَثَّرَ فـيـهـا وَفـي الحَـديـدِ وَما
أَثَّرَ فــــي وَجــــهِهِ مُهَــــنَّدُهــــا
فَــاِغــتَـبَـطَـت إِذ رَأَت تَـزَيُّنـَهـا
بِــمِــثــلِهِ وَالجِــراحُ تَـحـسُـدُهـا
وَأَيـــقَـــنَ النــاسُ أَنَّ زارِعَهــا
بِـالمَـكـرِ فـي قَـلبِهِ سَـيَـحـصِدُها
أَصـــبَـــحَ حُــسّــادُهُ وَأَنــفُــسُهُــم
يُــحــدِرُهــا خَــوفُهُ وَيُــصــعِـدُهـا
تَبكي عَلى الأَنصُلِ الغُمودِ إِذا
أَنـــذَرَهـــا أَنَّهـــُ يُـــجَـــرِّدُهـــا
لِعِــلمِهــا أَنَّهــا تَــصــيـرُ دَمـاً
وَأَنَّهــُ فــي الرِقــابِ يُـغـمِـدُهـا
أَطــلَقَهــا فَــالعَــدُوُّ مِــن جَــزَعٍ
يَــذُمُّهــا وَالصَــديــقُ يَـحـمَـدُهـا
تَـنـقَـدِحُ النـارُ مِـن مَـضـارِبِهـا
وَصَــبُّ مــاءِ الرِقــابِ يُـخـمِـدُهـا
إِذا أَضَـــلَّ الهُـــمــامُ مُهــجَــتَهُ
يَــومــاً فَــأَطـرافُهُـنَّ تَـنـشُـدُهـا
قَـد أَجـمَـعَـت هَـذِهِ الخَـليقَةُ لي
أَنَّكـَ يـا اِبـنَ النَـبِـيِّ أَوحَـدُها
وَأَنـكَ بِـالأَمـسِ كُـنـتَ مُـحـتَـلِماً
شَــيــخَ مَــعَــدٍّ وَأَنــتَ أَمــرَدُهــا
فَــكَــم وَكَــم نِــعــمَــةٍ مُــجَــلِّلَةٍ
رَبَّيــتَهــا كــانَ مِـنـكَ مَـولِدُهـا
وَكَــم وَكَــم حـاجَـةٍ سَـمَـحـتَ بِهـا
أَقـــرَبُ مِـــنّــي إِلَيَّ مَــوعِــدُهــا
وَمَــكـرُمـاتٍ مَـشَـت عَـلى قَـدَمِ ال
بِـــرِّ إِلى مَـــنـــزِلي تُـــرَدِّدُهــا
أَقَـــرَّ جِـــلدي بِهــا عَــلَيَّ فَــلا
أَقـدِرُ حَـتّـى المَـمـاتِ أَجـحَـدُهـا
فَــعُـد بِهـا لا عَـدِمـتُهـا أَبَـداً
خَــيـرُ صِـلاتِ الكَـريـمِ أَعـوَدُهـا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
تصنيفات قصيدة أَهلاً بِدارٍ سَباكَ أَغيَدُها