البيت العربي

أَوهِ بَديلٌ مِن قَولَتي واهاً
عدد ابيات القصيدة:49

أَوهِ بَــديــلٌ مِــن قَــولَتـي واهـاً
لِمَــن نَــأَت وَالبَــديــلُ ذِكـراهـا
أَوهِ لِمَــن لا أَرى مَــحــاسِــنَهــا
وَأَصــــلُ واهــــاً وَأَوهِ مَـــرآهـــا
شــامِــيَّةــٌ طــالَمــا خَــلَوتُ بِهــا
تُــبــصِــرُ فــي نـاظِـري مُـحَـيّـاهـا
فَــقَــبَّلــَت نــاظِــري تُــغــالِطُـنـي
وَإِنَّمــــا قَــــبَّلــــَت بِهِ فـــاهـــا
فَــــلَيـــتَهـــا لا تَـــزالُ آوِيَـــةً
وَلَيــــتَهُ لا يَــــزالُ مَـــأواهـــا
كُـــلُّ جَـــريــحٍ تُــرجــى سَــلامَــتُهُ
إِلّا فُــؤاداً دَهَــتــهُ عَــيــنـاهـا
تَــبُــلُّ خَــدَّيَّ كُــلَّمــا اِبــتَــسَـمَـت
مِــن مَــطَــرٍ بَــرقُهُ ثَــنــايــاهــا
مــا نَــفَـضَـت فـي يَـدي غَـدائِرُهـا
جَــعَــلَتــهُ فـي المُـدامِ أَفـواهـا
فــي بَــلَدٍ تُــضــرَبُ الحِــجــالُ بِهِ
عَــلى حِــســانٍ وَلَســنَ أَشــبــاهــا
لَقِــيــنَــنــا وَالحُــمــولُ سـاتِـرَةٌ
وَهُــــنَّ دُرٌّ فَــــذُبــــنَ أَمـــواهـــا
كُـــلُّ مَهـــاةٍ كَـــأَنَّ مُـــقـــلَتَهـــا
تَــــقــــولُ إِيّـــاكُـــمُ وَإِيّـــاهـــا
فـيـهِـنَّ مَـن تَـقـطُـرُ السُـيوفُ دَماً
إِذا لِســـانُ المُـــحِــبِّ سَــمّــاهــا
أُحِـــبُّ حِـــمــصــاً إِلى خُــنــاصِــرَةٍ
وَكُــلُّ نَــفــسٍ تُــحِــبُّ مَــحــيــاهــا
حَـيـثُ اِلتَـقـى خَـدُّهـا وَتُـفّـاحَ لُب
نــانَ وَثَــغــري عَــلى حُــمَــيّـاهـا
وَصِــفــتُ فــيــهـا مَـصـيـفَ بـادِيَـةٍ
شَــتَـوتُ بِـالصَـحـصَـحـانِ مَـشـتـاهـا
إِن أَعــشَــبَــت رَوضَــةٌ رَعَـيـنـاهـا
أَو ذُكِــــرَت حِـــلَّةٌ غَـــزَونـــاهـــا
أَو عَـــرَضَـــت عـــانَـــةٌ مُــقَــزَّعَــةٌ
صِـدنـا بِـأُشـرى الجِـيـادِ أولاها
أَو عَــبَــرَت هَــجـمَـةٌ بِـنـا تُـرِكَـت
تَــكــوسُ بَـيـنَ الشُـروبِ عَـقـراهـا
وَالخَـــيـــلُ مَـــطـــرودَةٌ وَطــارِدَةٌ
تَــجُــرُّ طـولى القَـنـا وَقُـصـراهـا
يُـعـجِـبُهـا قَـتـلُهـا الكُـماةُ وَلا
يُـنـظِـرُهـا الدَهـرُ بَـعـدَ قَـتلاها
وَقَــد رَأَيــتُ المُــلوكَ قــاطِــبَــةً
وَسِـــرتُ حَـــتّــى رَأَيــتُ مَــولاهــا
وَمَـــن مَـــنـــايـــاهُــمُ بِــراحَــتِهِ
يَــأمُــرُهــا فــيــهِــمِ وَيَـنـهـاهـا
أَبــا شُــجــاعٍ بِــفــارِسٍ عَـضُـدَ ال
دَولَةِ فَــنّــاخُــســرو شَهَــنــشـاهـا
أَســامِــيــاً لَم تَــزِدهُ مَــعــرِفَــةً
وَإِنَّمـــــا لَذَّةً ذَكَـــــرنـــــاهـــــا
تَــقـودُ مُـسـتَـحـسَـنَ الكَـلامِ لَنـا
كَـمـا تَـقـودُ السَـحـابَ عُـظـمـاهـا
هُــوَ النَــفــيــسُ الَّذي مَــواهِــبُهُ
أَنـــفَـــسُ أَمـــوالِهِ وَأَســـنــاهــا
لَو فَـــطِـــنَـــت خَـــيــلُهُ لِنــائِلِهِ
لَم يُــرضِهــا أَن تَـراهُ يَـرضـاهـا
لا تَــجِــدُ الخَــمـرَ فـي مَـكـارِمِهِ
إِذا اِنــتَــشــى خَــلَّةً تَــلافـاهـا
تُـــصـــاحِـــبُ الراحُ أَريَـــحِــيَّتــَهُ
فَــتَــســقُــطُ الراحُ دونَ أَدنـاهـا
تَــــسُــــرُّ طَــــربــــاتُهُ كَــــرائِنَهُ
ثُــمَّ تُــزيــلُ السُــرورَ عُـقـبـاهـا
بِــــكُــــلِّ مَـــوهـــوبَـــةٍ مُـــوَلوَلَةٍ
قــاطِــعَــةٍ زيــرَهــا وَمَــثــنـاهـا
تَــعــومُ عَــومَ القَــذاةِ فـي زَبَـدٍ
مِـن جـودِ كَـفِّ الأَمـيـرِ يَـغـشـاها
تُـــشـــرِقُ تـــيـــجـــانُهُ بِـــغُــرَّتِهِ
إِشــراقَ أَلفــاظِهِ بِــمَــعــنــاهــا
دانَ لَهُ شَـــرقُهـــا وَمَـــغـــرِبُهــا
وَنَــفــسُهُ تَــســتَــقِــلُّ دُنــيــاهــا
تَـــجَـــمَّعـــَت فـــي فُــؤادِهِ هِــمَــمٌ
مِــلءُ فُــؤادِ الزَمــانِ إِحــداهــا
فَـــإِن أَتـــى حَــظُّهــا بِــأَزمِــنَــةٍ
أَوسَــعَ مِـن ذا الزَمـانِ أَبـداهـا
وَصـــارَتِ الفَـــيـــلَقـــانِ واحِــدَةٌ
تَــعــثُــرُ أَحــيـاؤُهـا بِـمَـوتـاهـا
وَدارَتِ النَـــــيِّراتُ فـــــي فَــــلَكٍ
تَــســجُــدُ أَقــمــارُهـا لِأَبـهـاهـا
الفـارِسُ المُـتَّقى السِلاحُ بِهِ ال
مُـثـنـي عَـلَيـهِ الوَغـى وَخَـيـلاها
لَو أَنــكَــرَت مِــن حَـيـائِهـا يَـدُهُ
فـي الحَـربِ آثـارُهـا عَـرَفـنـاهـا
وَكَــيــفَ تَـخـفـى الَّتـي زِيـادَتُهـا
وَنــاقِـعُ المَـوتِ بَـعـضُ سـيـمـاهـا
الواسِعُ العُذرِ أَن يَتيهَ عَلى ال
دُنــيــا وَأَبــنــائِهـا وَمـاتـاهـا
لَو كَــفَــرَ العــالَمــونَ نِــعـمَـتُهُ
لَمــا عَــدَت نَــفــسُهُ سَــجــايـاهـا
كَـالشَـمـسِ لا تَـبـتَـغي بِما صَنَعَت
مَــنــفَــعَــةً عِــنـدَهُـم وَلا جـاهـا
وَلِّ السَــلاطــيــنَ مَــن تَــوَلّاهــا
وَاِلجَــأ إِلَيــهِ تَــكُــن حُــدَيّـاهـا
وَلا تَـــغُـــرَّنَّكـــَ الإِمـــارَةُ فــي
غَــيــرِ أَمــيــرٍ وَإِن بِهــا بـاهـى
فَـــإِنَّمـــا المَــلكُ رَبُّ مَــمــلَكَــةٍ
قَـد فَـغَـمَ الخـافِـقَـيـنَ سَـرَيّـاهـا
مُــبــتَــسِــمٌ وَالوُجــوهُ عــابِــسَــةٌ
سِــلمُ العِــدى عِـنـدَهُ كَهَـيـجـاهـا
النـــاسُ كَـــالعــابِــديــنَ آلِهَــةً
وَعَـــــبـــــدُهُ كَــــالمُــــوَحِّدُ اللَهَ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.