البيت العربي

أَيَأتي نَبِيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً
عدد ابيات القصيدة:15

أَيَـأتـي نَـبِـيٌّ يَـجـعَـلُ الخَـمـرَ طِـلقَةً
فَـتَـحـمِـلَ ثُـقـلاً مِن هُمومي وَأَحزاني
وَهَـيـهـاتَ لَو حَـلَّت لَمـا كُـنتُ شارِباً
مُـخَـفَّفـَةً فـي الحِـلمِ كِـفَّةـَ مـيـزانـي
إِذا خَـزَنـونـي فـي الثَـرى فَـمَقالِدي
مُـضَـيَّعـَةٌ لا يُـحـسـنُ الحِـفـظَ خُـزّانـي
كَـــأَنِّيـــَ نَـــبـــتٌ مَــرَّ يَــومٌ وَلَيــلَةٌ
عَــلَيَّ وَكــانــا مُــنـفَـضَّيـنِ فَـجَـزّانـي
هُــمــا بَــدَوَِيّــانِ الطَــريـقَ تَـعَـرَّضـا
وَبُـردَيَّ مِـن نَـسـجِ الشَـبـيـبَـةِ بَزّاني
قَــوِيّــانِ عَــزّانــي عَــلَيــهِ وَأَوقَـعـا
بِـغَـيـرِيَ مـا بـي أَوقَـعـاهُ فَـعَـزّانـي
وَمــا ضَــيَّقــا أَرضـي وَلَكِـن أَراهُـمـا
إِلى الضَنَكِ مِن وَجهِ البَسيطَةِ لَزّاني
وَمـــا أَكَـــلا زادي وَلَكِـــن أَكَـــلتُهُ
وَقَـد نَـبَّهـانـي لِلسُـرى وَاِسـتَـفَـزّاني
وَلَم يَـرضَـيـا إِلّا بِـنَفسي مِنَ القِرى
وَلَو صُــنــتُهُ عَــن طـارِقَـي لِأَحـزانـي
وَمــا هـاجَ ذِكـري بـارِقٌ نَـحـوَ بـارِقٍ
وَلا هَـــزَّنـــي شَـــوقٌ لِجـــارَةِ هَــزّانِ
بَـلِ الفَـتَـيـانِ اِعتادَ قَلبي أَذاهُما
يَــشــيــمـانِ أَسـيـافَ الرَدى وَيَهُـزّانِ
عَــزيــزانِ بِـاللَهِ الَّذي لَيـسَ مِـثـلُهُ
يُـــذِلّانِ فـــي مِـــقـــدارِهِ وَيُــعِــزّانِ
وَكَـم فَـتَـكـا وَالحِـسُّ قَـد بانَ عَنهُما
بِـــأَهـــلِ وُهــودٍ أَو جِــبــالٍ وَحِــزّانِ
وَمــا تَـرَكـا تُـركَ القِـبـابِ وَغـادَرا
بِـرُمـحَـيـنِ أَو جُـرزَيـنِ أُسـرَةَ جُـرزانِ
سَـلا غـابَ تَـرجٍ وَالأُنَـيـعِـمَ كَم ثَوى
بِـــذاكَ وَهَـــذا مِـــن أُســـودٍ وَخُــزّانِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).