البيت العربي

أيا فاضلاً قد سما للسّماح
عدد ابيات القصيدة:35

أيــا فــاضــلاً قــد سـمـا للسّـمـاح
فــلم يــصــغِ أذنـاً إلى قـولِ لاح
وإن زدتَه الحــــــــذفَ مــــــــن أولٍ
فــحــرفٌ قــبــيــحٌ سـليـلُ القـبـاحِ
وإن زدتَ مــــحــــذوفــــهـــا أخـــراً
فــحــذف يــزيــنُ نــحــورَ المــلاح
وإن شـــئت تـــبـــيـــانُهُ فــأتــيــنْ
بــقــلبِ افـتـتـاحٍ تـفـزْ بـاقـتـراحِ
وأخــفــيــتــم اللّغــزَ فــي لفــظــةٍ
تــكــلّ الشّـبـا مـنْ رؤوسِ الرّمـاحِ
أشـــرتُـــمْ إليــهــا بــأوصــافــهــا
لمــن هــو مـن سـكْـرةِ الجـهـلِ صـاح
وقـــد ســـطّـــرتْ لفـــظــةً مــثــلهــا
ســواء فــزدهــا بــفــرطِ ارتـيـاح
ومــهــمــا حــذفْــتَ أخــيـر الحـروفِ
فــقـد فـهـتَ حـقـاً بـلفـظِ افـتـتـاحِ
وقـــلْ هـــي مـــقـــلوب مــا ســطّــرتْ
أنـــامـــلنــا مــا بــه مــن تــلاح
ولكــــنّهــــا فــــظّــــة جــــهــــمــــة
إذا أقــبــلتْ قُــوبــلتْ بــالصّـيـاحِ
وتــألفُ أشــكــالهـا فـي القـبـاحِ
ومــا عــرّجَــتْ بــالوجــوهِ الصّـبـاحِ
وإن صُـــحـــفَ اللّفــظُ مــن لغــزكــمْ
بــدتْ ســمــجــة حـقّهـا فـي اطـراحِ
وأخــرى عــلى شــرطــكــمْ قــد أتــتْ
تـــزادُ إليـــهُـــنّ وفـــقَ اقــتــراحِ
فــخــذْ مــن مــقــرّ بـفـرطِ القُـصـور
يــفـرُّ إلى العـجْـز خـوفَ النّـطـاحِ
صــــفــــيّ لعــــليــــاكــــمُ ذي ودادٍ
كــمــا قـدْ عـلمـتَ كـليـمَ النّـواحِ
وفـــي غـــربـــنـــا لفــظــةً صــرّفــت
مــشــهــرة كــاشــتــهــارِ الصّـبـاحِ
فـــســـامـــحْ مـــحـــبّـــاً صــفــا ودُّهُ
وصــنــهُ بــصــفــحــكَ عــن لحــوِ لاحِ
وســـاء المـــذاق ونــاء الشّــقــاقُ
وحــقّ الفــراقُ بــغــيــر انــفـسـاحِ
ومــــن عــــجــــب إنّهــــا إن تــــزدْ
بــحــرفٍ عـدتْ عـن طـريـقِ انـشـراحِ
هــنــيــئاً لك المــجــدُ مــن فـاضـلٍ
هــدى مــن نــحــاهُ طــريـقَ الفـلاحِ
ســمــا صــنــوكَ الفــذُّ فــي عــلمــه
إلى غــايــةٍ واثــقــاً بــالنّـجـاحِ
فـــأدركـــهـــا ســـامــيــاً عــاليــاً
وخُــصّــص فــيــهــا بــفـوزِ القـداح ِ
وأجـــريـــتَ مــن خــلفــهِ ثــانــيــاً
عـــنـــانَ جــوادٍ عــظــيــمِ المَــراحِ
فـــــأدركـــــتَه فـــــائزاً حـــــائزا
بـمـا قـدْ مـنـحـتَ كـريـمَ امـتـداحِ
فـــأوضـــحْـــتَ لغـــزاً دجـــا ليـــلهُ
ومــذْ لاحَ أزرى بــضــوءِ الصّـبـاحِ
وأولتــك فــي الحــيــن تــعـبـيـسـةً
تــريــك مــحــيّــاً بــغــيــر ســمــاحِ
وذلك لفـــــــــــــظ له أحـــــــــــــرف
غـــرائبُ فـــي خــفــيــةٍ واتّــضــاحِ
هـــمـــا يُــذكــران ولا يُــبــصــران
كــعــنــقـاء مـغـربـةٍ فـي النّـواحِ
وأعــــجــــبْ بــــشـــيـــء له صـــحّـــة
عــديــمِ الوجــود لعـيْـن التـمـاحِ
وثـــانـــي الحُــروف يُــرى ظــاهــراً
وعـــلّتـــهُ مـــالهـــا مـــنْ بَـــراح ِ
وكـــيـــف بـــذي صـــحّــة قــد خــفــي
ضــنــى وعــليــلٍ بــدا كــالصّــحــاحِ
ومـــن شـــاء إبـــرازهـــا لفـــظـــة
بــغــيــرِ ارتـيـاءٍ وغـيـر انـتـزاحِ
فـــشـــعـــر زهـــيـــرٍ لهـــا مَــسْــرحٌ
أنـاخَـتْ بـبـعـضِ القـوافي الملاحِ
فـــــأوّلهـــــا لا يُــــرى شــــكــــله
وثــالثــهــا وهــمـا فـي الصّـحـاحِ
وأقــرأ مــنــي عــليــكُــمْ ســلامــاً
كـــريـــمَ الغـــدوّ كـــريــمَ الرّواحِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: العبدري صاحب الرحلة
خرج في رحلته لأداء فريضة الحج مع ابنه يوم 25 ذي القعدة سنة 668 هجرية الموافق 11 كانون الأول ديسمبر 1289م. وبعد قضائه فريضة الحج وبعد أداء فريضة الحج عرّج على فلسطين وزار بعض مدنها وأقام فيها بعض الوقت "كما أقام في القاهرة والإسكندرية والتقى هناك شرف الدين الدمياطي وابن دقيق العيد وغيرهما ثم قفل راجعا إلى بلده عن طريق الجزائر وتلمسان وفاس ومكناس حتى بلغ أزمور التي تقع على شاطئ المحيط الأطلسي حيث لحقت به أسرته".
وتوفي نحو سنة 725هجرية 1325م.
واعتبر كلامه عن بونة مجانبا للصواب فتصدى للرد عليه أحمد بن قاسم البوني بكتابه : (التعريف ببونة افريقية بلد أبي مروان الشريف)
وكان المستشرق الفرنسي فانسان أول من نوّه في العصر الحديث بقيمة رحلة العبدري: في مقالة نشره بالجريدة الآسيوية (سنة1845م)
ثم تحدث عنها بإعجاب المستشرق الفرنسي شربونو في مقالة نشره بالجريدة الآسيوية سنة1854م وأتبعه بترجمة بعض فصولها ووالى كبار المستشرقين الإشارة إليها والإشادة بها.
ويبدو أن الأمر قد التبس على الزركلي إذ جعل له ترجمتين متتاليتين على أنهما شخصان مختلفان ووقع في الوهم نفسه عمر رضا كحالة في "معجم المؤلفين"
عن : كتاب الرحلة المغربية من تحقيق الأستاذ الدكتور سعد بوفَلاَقة وكتاب الرحلة المغربية للمحقق الدكتور علي إبراهيم كردي. تقديم الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق. و(ديوان العبدري) سلسلة ذخائر التراث الأدبي المغربي