البيت العربي

أَيا مَولايَ مَجدَ الدينِ يا مَن
عدد ابيات القصيدة:22

أَيا مَولايَ مَجدَ الدينِ يا مَن
إِلَيـهِ وَمـنـهُ بَـثّـي وَاِشـتِكائي
دَعَـوتُـكَ مُـسـتَـجـيراً مِن زَماني
بِـجـودِ يدَيكَ فَاِصغُ إِلى دُعائي
أَتَـنـسـانـي وَأَنـتَ كَـفيلُ رِزقي
وَعِـنـدَكَ إِن مَـرِضـتُ شِفاءُ دائي
وَرَأيُــكَ عُــدَّتـي لِغَـدي وَيـومـي
وَذَخـري فـي الشَدائِدِ وَالرَخاءِ
فَـيـا مَـولايَ هَـل حُـدِّثـتَ عَـنّـي
بِــأَنّـي مِـن مَـلائِكَـةِ السَـمـاءِ
وَأَنَّ وَظـائِفَ التَـسـبـيـحِ قـوتي
وَمـا أَحـيـا عَـليهِ مِنَ الدُعاءِ
وَأَنّي قَد غَنيتُ عَنِ الطَعامِ ال
لَذي هُـوَ مِـن ضَـروراتِ البَـقاءِ
وَهَل في الناسِ لَو أَنصَفتَ خَلقٌ
يَـعـيـشُ كَـما أَعيشُ مِنَ الهَواءِ
فَـلا فـي جُملَةِ الأَحرارِ أُدعى
وَلا بَينَ العَبيدِ وَلا الإِماءِ
وَلا أُقصى كَما تُقصى الأَعادي
وَلا أُدنـــى دُنُـــوَّ الأَولِيــاءِ
فَلا يُجرونَ ذِكري في رُسومِ ال
صِـلاتِ وَلا دَسـاتـيـرِ العَـطـاءِ
فَـلا فـي هَـؤُلاءِ إِذا سَـمَـحـتُم
تَـــعُـــدُّنــي وَلا فــي هَــوئلاءِ
مَـتـى أَحـكَـمـتُ لي فـيكُم رَجاءً
حَـلَلتُـم بِـالإِيـاسِ عُرى رَجائي
أَلَم يَـمـلَأ بَسيطَ الأَرضِ مَدحي
وَأَقـطـارَ السَـمـاءِ لَكُـم دُعـاءِ
أَلَم أَنـظِـم لَكُم دُرَرَ المَعاني
أَلَم أَنـسُـج لَكُـم حُـلَلَ الثَناءِ
وَهَـل أَحَـدٌ يَـقـومُ لَكُـم مَـقامي
وَيُـغـنـي فـي مَـديـحِـكُـمُ غِـنـاءِ
مَـتـى تَـجـني يَدي ثَمَرَ إِمتِداحٍ
سَــقَــيــتُ غُـروسَهُ مـاءَ الوَلاءِ
وَلَولا خِــسَّةــُ الأَيّــامِ كـانَـت
تُـبـاعُ عُـلوقُ شِـعـري بِـالغَلاءِ
أَمــا لي فــيــكُــمُ إِلّا عَـنـاءٌ
مُــضــافٌ لِلشَــقــاءِ إِلى غَـنـاءِ
وَأَثـــقـــالٌ أَهُــدُّ بِهِــنَّ ظَهــري
لَقَــد عَــرَّضــتُ نَـفـسـي لِلبَـلاءِ
سَعيتُ إِلى الغِنى وَجَهَدتُ نَفسي
فَـلَم أَحـصُـل عَـلى غَيرِ العَناءِ
فَـزالَت راحَـةُ الفُـقَـراءِ عَـنّـي
وَلَم أَظـفَـر بِـعـيـشِ الأَغـنِياءِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: سِبطِ اِبنِ التَعاويذي
شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.