قصيدة أيها العمال أفنوا ال للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

أَيُّها العُمّالُ أَفنوا ال


عدد ابيات القصيدة:36


أَيُّها العُمّالُ أَفنوا ال
أَيُّهـا العُـمّـالُ أَفـنوا ال
عُــمــرَ كَــدّاً وَاِكــتِــسـابـا
وَاِعــمُــروا الأَرضَ فَــلَولا
سَــعــيُــكُـم أَمـسَـت يَـبـابـا
إِنَّ لي نُـــصـــحــاً إِلَيــكُــم
إِن أَذِنـــتُـــم وَعِـــتـــابــا
فـــي زَمـــانٍ غَــبِــيَ النــا
صِـــحُ فـــيــهِ أَو تَــغــابــى
أَيـــنَ أَنـــتُــم مِــن جُــدودٍ
خَـــلَّدوا هَـــذا التُــرابــا
قَــــلَّدوهُ الأَثَــــرَ المُــــع
جِـــزَ وَالفَـــنَّ العُــجــابــا
وَكَــــــسَـــــوهُ أَبَـــــدَ الدَه
رِ مِــنَ الفَــخــرِ ثِــيــابــا
أَتــقَــنـوا الصَـنـعَـةَ حَـتّـى
أَخَـذوا الخُـلدَ اِغـتِـصـابـا
إِنَّ لِلمُــــتــــقِــــنِ عِـــنـــدَ
اللَهِ وَالنــــاسِ ثَـــوابـــا
أَتــقِــنـوا يُـحـبِـبـكُـمُ اللَ
هُ وَيَــرفَــعــكُــم جَــنــابــا
أَرَضـــيـــتُــم أَن تُــرى مِــص
رُ مِــــنَ الفَــــنِّ خَـــرابـــا
بَــعــدَ مــا كــانَــت سَـمـاءً
لِلصِــــنـــاعـــاتِ وَغـــابـــا
أَيُّهــا الجَــمــعُ لَقَــد صِــر
تَ مِـــنَ المَـــجــلِسِ قــابــا
فَــكُــنِ الحُــرَّ اِخــتِــيــاراً
وَكُــنِ الحُــرَّ اِنــتِــخــابــا
إِنَّ لِلقَــــومِ لَعَــــيــــنــــاً
لَيــسَ تَــألوكَ اِرتِــقــابــا
فَـــتَـــوَقَّعـــ أَن يَـــقــولوا
مَــن عَــنِ العُــمّــالِ نـابـا
لَيـــسَ بِـــالأَمــرِ جَــديــراً
كُــلُّ مَــن أَلقــى خِــطــابــا
أَو سَــخـا بِـالمـالِ أَو قَـد
دَمَ جــاهــاً وَاِنــتِــســابــا
أَو رَأى أُمِّيـــــــَّةً فَـــــــاِخ
تَــلَب الجَهــلَ اِخــتِــلابــا
فَـــتَـــخَـــيَّر كُـــلَّ مَــن شَــب
بَ عَـــلى الصِـــدقِ وَشــابــا
وَاِذكُــرِ الأَنــصـارَ بِـالأَم
سِ وَلا تَــنــسَ الصِــحــابــا
أَيُّهــا الغــادونَ كَــالنَــح
لِ اِرتِـــيـــاداً وَطِـــلابـــا
فــي بُــكــورِ الطَـيـرِ لِلرِز
قِ مَــــجـــيـــئاً وَذَهـــابـــا
اِطـــلُبـــوا الحَــقَّ بِــرِفــقٍ
وَاِجــعَــلوا الواجِـبَ دابـا
وَاِسـتَـقـيـمـوا يَـفـتَـحِ اللَ
هُ لَكُــم بــابــاً فَــبــابــا
اِهجُروا الخَمرَ تُطيعوا ال
لَهَ أَو تُــرضـوا الكِـتـابـا
إِنَّهــــا رِجـــسٌ فَـــطـــوبـــى
لِاِمــــرِئٍ كَــــفَّ وَتــــابــــا
تُــرعِــشُ الأَيــدي وَمَـن يُـر
عِــش مِــنَ الصُــنّــاعِ خـابـا
إِنَّمــا العــاقِــلُ مَــن يَــج
عَــــلُ لِلدَهـــرِ حِـــســـابـــا
فَــاِذكُــروا يَــومَ مَــشــيــبٍ
فــيــهِ تَـبـكـونَ الشَـبـابـا
إِنَّ لِلسِـــــــنِّ لَهَـــــــمّــــــاً
حـــيـــنَ تَــعــلو وَعَــذابــا
فَــاِجــعَــلوا مِــن مــالِكُــم
لِلشَــيـبِ وَالضَـعـفِ نِـصـابـا
وَاِذكُـروا فـي الصَحَّةِ الدا
ءَ إِذا مــا السُـقـمُ نـابـا
وَاِجــمَــعــوا المـالَ لِيَـومٍ
فــيــهِ تَـلقَـونَ اِغـتِـصـابـا
قَــد دَعــاكُــم ذَنــبَ الهَــي
ئَةِ داعٍ فَــــــأَصــــــابــــــا
هِـــــيَ طـــــاووسٌ وَهَــــل أَح
سَـــــنُهُ إِلّا الذُنـــــابــــى
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة أَيُّها العُمّالُ أَفنوا ال