البيت العربي
أَيهَا الفُرْسَانُ رُوَّادَ السَّمَاءْ
عدد ابيات القصيدة:35
أَيـهَـا الفُـرْسَـانُ رُوَّادَ السَّمَاءْ
إِنَّنـَا قَـوْم إلى المَـجْـدِ ظِـمَـاءْ
خَــبِّرُونَــا وَانْــقَــعُـوا غُـلَّتَـنَـا
كَـيْـفَ جَـوُّ السَّاـئِدِيـنَ العُـظَمَاءْ
كَـيْـفَ جُـوُّ الفَـتْـحِ فِـيـمَـا سَخَّرَتْ
مِنْ قُرَى الدُّنْيَا عُقُولُ العُلَمَاءْ
كَــيْــفَ جَــوُّ العَــبْـقَـرِيَّاـتِ وَقَـدْ
شَـالَتِ الأَطْـوَادُ فِـيـهِ كَالْهَبَاءْ
خَـــفَـــقَــتْ أَلْوِيَــةُ الغَــرْبِ وَلَمْ
يَــكُ بِــالأَمْـسِ لَنَـا فِـيـهِ لِوَاءْ
فَـــلَنَـــا اليَــوْمَ بِهِ أَجْــنِــحَــةٌ
وَلَنَــا أَبْــطَــالُنَــا وَالشُّهــَدَاءْ
هَــبَــطَ النَّســْرُ بِــفَــرْخَـيْهِ وَمَـا
كَـانَ صَـيَّاـدُهُـمَـا غَـيْـرَ القَـضَاءْ
أَيَّ سَـطْـرٍ فِـي المَـعَـالِي كَـتَـبَـا
بِـالزَّكِـيِّ الحُرِّ مِنْ تِلكَ الدِّمَاءْ
قُــتِــلاَ فِــي حُــب مِــصْــرٍ وَلَهَــا
كُــلُّنَـا بِـالمَـالِ وَالرُّوحِ فِـدَاءْ
نَـحْـنُ فِـي دَارِ الأَسَـى نَبْكِيهِمَا
وَهُـمَـا فِـي الخَـالِدِينَ السُّعَدَاءْ
شَـــــرَفٌ لَوْ بَـــــذَلَ المَــــرْءُ بِهِ
عُـمْـرَهُ لَمْ يَـكْـنِ العُـمْـرُ كِـفَـاءْ
بـيْـنَ مَـنْ يَـرْثِـي وَمَـنْ يُرْثَى لهُ
أَكْـثَـرُ الأَحْيَاءِ أَوْلَى بِالرِّثَاءْ
أيُّهـــَا السِّرْبُ المُـــوَافِــي وَبِهِ
عَـن فَـقِـيـدَيْهِ العَـزِيـزَيْنِ عَزَاءْ
هَـاتِ نَـسِّمـْنَـا نَـسِـيـمـاً طَـاهِـراً
لَمْ يُـكّـدَّرْ بِـقَـذىً مِـنْهُ الصَّفـَاءْ
خَــالصِــاً مِــنْ أَثَـرِ السُّمـِّ الَّذِي
يُــفْـسِـدُ الذُّلُّ بِهِ طَـلْقَ الْهَـوَاءْ
مَا شَعُورُ المَرْءِ فِي تِلْكَ العُلَى
حِـيـنَ يَـرْقَـى وَلَهُ مُـلْكُ الفَـضَاءْ
أَيَـرَىَ فِـي الشَّامِخَ المُنْدَاحِ مِنْ
دُونِهِ كَــيْــفَ مَــآلُ الكِــبْـرِيَـاءْ
أَيَـــرَى وَالبَـــحْــرُ مَــرْدُودٌ إِلى
مُـلْتَـقَـى حَـدَّيْهِ مَـا حَـدُّ البَقَاءْ
أَيَــرَى الضِّدَّيْــنِ مِـنْ خَـفْـضٍ وَمِـنْ
رِفْــعَــةٍ صَـارَا إِلى شَـيْـءٍ سَـوَاءْ
جَــوْلَةٌ لِلْمَــرْءِ إِنْ يَــسْــمُ بِهَــا
فَـبِهَـا كُـلُّ الرِّضَـى قَبْلَ الفَنَاءْ
نَــزَلَ الأُسْــطُـولُ فِـي أَعْـيُـنِـنـا
مَـنـزِلَ القُـوَّةِ مِـنْهَـا وَالضِّيـَاءْ
وَتَــلَقَّتــْهُ الحَــنَــايَـا هَـابِـطـاً
مَهْـبِـطَ اليَـقْـظَةِ مِنْهَا وَالرَّجَاءْ
فَــرِحَ الأَحْــيَــاءُ فِــي مِـصْـرَ بِهِ
فَـرَحـاً لَمْ يَـنْـتَـقِـصْ مِـنْهُ مِـرِاءْ
وَاسْــتَــقَــرَّتْ مِـنْ مُـنـىً مَـقْـلِقَـةٍ
لَمَـثَـاوِيَهَـا بَـقَـايَـا القُـدَمـاءْ
شَـرَفـاً يَـا سِـرْبُ لاَ يَـكْـرُثْكَ فِي
عَــزَّةِ الفَـوْزِ نَـكِـيـرُ السُّفـَهَـاءْ
هَـلْ تَـنَـالُ الصَّاـئِلَ الجَائِلَ فِي
فَــلَكِ النَّســْرِ سِهَــامٌ مِـنْ هَـوَاءْ
قُــسِــمَ العَــيْــشُ وَأَدْنَـى قِـسْـمَـةٍ
فِـيـهِ لِلمُـسْـتَـسْـلِمِـيـنَ الضُّعَفَاءْ
مــنْــذ أَزْمَــعْــتَ مَــآبــاً وَعَــدَتْ
دُونَهُ الأَخْطَارُ فِي تِلْكَ الجِوَاءْ
كُــلُّ نَــفْــسٍ وَجَــمَــتْ مِـنْ خَـشْـيَـةٍ
وَأَحَـسَّتـْ مَـا تُـعَـانِـي مِـنْ بَـلاَءْ
إِنِّمـَا البُـعْـدُ عَـنِ القَـلْبِ نَـوىً
لَيْـسَ مِـنْ يَنْأَى عَنِ العَيْنِ بِنَاءْ
مَــنْ تَــرَاهُ يَــصِـفُ الوَجْـدَ الَّذِي
وَجَــدُوهُ إِنْ دَنَــا يَـوْمُ اللِّقَـاءْ
أَلْقَـوُا السَّمـْعَ إِلى الغَيْبِ وَقَدْ
حَـبَـسُوا الأًنْفَاسَ حَتَّى قِيلَ جَاءْ
فَـــتَـــمَــثَّلــتَ لَهُــمْ فِــي صُــورَةٍ
مَـا رَأَتْ أَرْوَعَ مِـنْهَـا عَـيْنُ رَاءْ
مِـصْـرُ فِـي الوَجْهَـيْنِ شَطْراً مُهْجَةٍ
خَــفَــقَــتْ لِلْعَـائِدِيـنَ البُـسَـلاَءْ
وَتَـــمَـــلَّتْ غِــبْــطَــةً ضَــاعَــفَهَــا
بَـاعِـثُ العُـجْـبِ وَدَاعِي الخُيَلاَءْ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: خليل مطران
شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.
ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.
ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.
وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.