البيت العربي

إبِلاً ما أخَذْتَ بالنَّثْرَةِ الحَصْ
عدد ابيات القصيدة:27

إبِـلاً مـا أخَـذْتَ بـالنَّثْرَةِ الحَصْ
داءِ يــا خُــسْــرَ بــائِعٍ مَــحْــرُوبِ
وهْـيَ بـيـضـاءُ مثْلَما أوْدَعَ الصّيْ
فُ حِـمـى الوَهْـدِ نُـطْـفَـةَ الشّؤبوبِ
فــإذا مــا نَـبَـذْتَهـا فـي مَـكـانٍ
مُــسْــتَــوٍ هَـمَّ سَـرْدُهـا بـالدّبِـيـب
كــهِــلالِ الحَــيــاةِ أو كـقَـمـيـصٍ
لِهــلالِ الحَــيّــاتِ غــيــرِ مَـجُـوب
وإذا صــادَفَــتْ حَــدوراً جَـرَتْ فِـي
هِ إراقَ الشّــريــبِ مـاءَ الذَّنـوب
كَـفَّ ضَـرْبَ الكُـمـاةِ فـي كُـلّ هَـيْـجٍ
فَــضَــلاتٌ مِـنْ ذَيْـلِهـا المَـسْـحُـوب
نَـثْـرَةٌ مِـن ضَـمانِها للقَنا الخَطْ
طِـيّ عـنـدَ اللّقـاءِ نَـثْـرُ الكُعوب
مـثـلُ وَشْيِ الوَليدِ لانَتْ وإنْ كا
نَـتْ مِـنَ الصُّنـْعِ مِـثْـلَ وَشْـيِ حَبيب
تــلكَ مــاذِيّــةٌ ومـا لذُبـابِ الصْ
صَـيْـفِ والسّـيْـفِ عـنـدها من نَصِيب
ولِدَاتٌ لهـــــا تُـــــوَهِّمــــُ غِــــرًّا
أنّ حُـمْـرَ العِـيـابِ خُـضْـرُ الغُروب
وتَــراهـا كـأنّهـا فـي يَـدِ المُـعْ
طــشِ سَــجْــلٌ أتــى بـه مـن قَـليـب
وعـصَـتْ مـن عـواصِـفِ الحَـرْبِ أمْراً
قَـــبِـــلَتْهُ مِــنْ شَــمْــأَلٍ وجَــنــوب
تـــركَـــتْ بــالمُهَــنّــداتِ فُــلولاً
فـي خَـشِـيـبٍ مـنـهـا وغـيـرِ خَـشِيب
والسِّنــانِ الّذي يُـصـاغُ عـلى صِـنْ
فَـــيْ رَدى مِـــن تَــمَــوّجٍ ولَهــيــب
جارِياّ ماءُ الحَتْفِ مِنْ غِيَرِ الدّه
رِ إليـه كـالمـاءِ فـي الأنْـبـوب
راكِـبـاً يَـطْـلُبُ المَـنـونَ ذُرَى عِشْ
رِيـنَ لم يَـدْرِ كيْفَ مَعنى الرّكوب
كـنَـوَى القَسْبِ كِدْتَ تَسْمَعُ في الآ
خِـرِ مـنـهـا للمـوْتِ مِـثلَ القَسيب
خِـلْتَهـا شـاهَـدَتْ وقائعَ في السّا
لِفِ غَــشّــتْ سُــيــوفَهـا بـالعُـيـوب
غـادَرَتْ فـي سَـيْـفَيْ سَلامَةَ والصّمْ
صَــامِ والقُــرْطُــبَــى رِدافَ نُــدُوب
وحُـسـامِ ابـنِ ظـالِمٍ صـاحـبِ الحَيْ
يَــةِ سُــمّــيــهِ كــانَ بــالمَـعْـلوب
وعــلى المَــلْكِ يـومَ عَـيْـنِ أُبـاغٍ
نَـــكّـــلَتْ حَـــدّ مِـــخْـــذَمٍ ورَســـوب
ونَهَــتْ ذا الفَـقـارِ لولا قَـضـاءٌ
بُـــتَّ مِـــن غــالِبٍ عــلى مَــغْــلوب
زَبَــدٌ طـارَ عـن رُغـاءِ المَـنـايـا
فاحتَسَى البِيضُ كارْتِغاءِ الحَليب
غـيـرَ أنّ السّـوامَ أقْـرَى لمنْ جَا
ءَ بــليْــل مـن صـاحِـبٍ أو جَـنـيـب
إنْ أبَـى دَرُّهـا النّزُولَ مِنَ الخِلْ
فِ حَــلَبْــنــا لهـمْ مِـن العُـرْقـوب
مُــسْــتَـطِـيـراً كـأنّهُ بـارِقُ المُـزْ
نِ تَــجَــلّى مـن الغَـمـامِ السَّكـوب
حَــلَبـاً يـمْـلأ الجِـفـانَ سَـديـفـاً
يَــرْعَــبُ الغــالِيـاتِ بـالتَّرْعِـيـب
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).