البيت العربي

إِذا شِئتَ أَن تَحيا سَعيداً مَدى العُمرِ
عدد ابيات القصيدة:43

إِذا شِـئتَ أَن تَـحـيـا سَـعـيداً مَدى العُمرِ
وَتَـجـعَـلُ بَـعـدَ المَـوتِ فـي رَوضَـةِ القَـبـرِ
وَتُـبـعَـثُ عِـنـدَ النَـفـخِ فـي الصـورِ آمِـناً
مِـنَ الخَـوفِ وَالتَهـديـدِ وَالطَـردِ وَالخُـسرِ
وَتُــعــرَضُ مَــرفــوعــاً كَــريــمــاً مُــبَـجَّلـاً
تُـــبَـــشِّرُكَ الأَمــلاكُ بِــالفَــوزِ وَالأَجــرِ
وَتُــرَجَّحــُ عِــنــدَ الوَزنِ أَعــمــالَكَ الَّتــي
تَــســرِبُهــا فــي مَـوقِـفِ الحَـشـرِ وَالنَـشـرِ
وَتَــمــضــي عَــلى مَــتــنِ الصِــراطِ كَـبـارِقٍ
وَتَـشـرَبُ مِـن حَـوضِ النَبِيِّ المُصطَفى الطَهرِ
وَتَــخــلُدُ فــي أَعــلى الجِــنــانِ مُــنَـعَّمـاً
حَــظِــيــاً بِــقُـربِ الواحِـدِ الأَحَـدِ الوَتـرِ
وَتَـــنـــظُـــرُهُ بِـــالعَـــيـــنِ وَهــوَ مُــقَــدَّسٌ
عَـنِ الأَيـنِ وَالتَـكـيـيـفِ وَالحَدوِ وَالحَصرِ
عَــلَيــكَ بِــتَــحــســيــنِ اليَــقــيــنِ فَــإِنَّهُ
إِذا تَـمَّ صـارَ الغَـيـبُ عَـيـنـاً بِـلا نَـكـرِ
وَكُــن أَشــعَــرِيّــاً فــي اِعــتِــقــادٍ فَــإِنَّهُ
هُـوَ المَـنـهَـلُ الصافي عَن الزيغِ وَالكُفرِ
وَقَــد حَــرَّرَ القُــطــبَ الإِمــامَ مَــلاذَنــا
عَـــقـــيــدَتَهُ فَهــيَ الشِــفــاءُ مِــنَ الضَــرِّ
وَأَعــنــى بِهِ مَــن لَيــسَ يَــنــعَــتُ غَــيــرَهُ
بِـــحَـــجَّةــِ إِســلامٍ فَــيــا لَكَ مِــن فَــخــرِ
وَخُــذ مِــن عُــلومِ الديــنِ حَــظّــاً مُــوَفِّراً
فَـبـالعِلمش تَسمو في الحَياةِ وَفي الحَشرِ
وَواظِـــب عَـــلى دَرسِ القُـــرآنِ فَـــإِنَّ فــي
تِـــلاوَتِهِ الإِكـــســيــرُ وَالشَــرحُ لِلصَــدرِ
أَلا إِنَّهــُ البَــحــرُ المُــحــيــطُ وَغَــيــرَهُ
مِــنَ الكُــتُــبِ أَنــهـارٌ تَـمُـدُّ مِـنَ البَـحـرِ
تُـــدَبِّرِ مَـــعـــانـــيــهِ وَرَتــلِهِ خــاشِــعــاً
تَــفــوزُ مِـنَ الأَسـرارِ بِـالكَـنـزِ وَالذُخـرِ
وَكُــن راهِــبــاً عِــنــدَ الوَعـيـدِ وَراغِـبـاً
إِذا مـا تَـلَوَّثَ الوَعـدُ فـي غـايَـةِ البِشرِ
بَــعــيــداً عَــنِ المَــنــهـي مَـجـتَـنِـبـاً لَهُ
حَريصاً عَلى المَأمورِ في العُسرِ وَ اليُسرِ
وَإِن رُمـــتَ أَن تَـــحــظــى بِــقَــلبٍ مُــنَــوَّرٍ
نَـقِـيٍّ عَـنِ الأَغـيـارِ فَـاِعـكِـف عَلَيَّ الذِكرِ
وَثـابِـر عَـلَيـهِ فـي الظَـلامِ وَفـي الضِـيا
وَفـــي كُـــلِّ حـــالٍ بِـــاللِســانِ وَبِــالسِــرِّ
فَــــــإِنَّكــــــَ إِن لازَمــــــتَهُ بِـــــتَـــــوَجُّهٍ
بَــدا لَكَ نــورٌ لَيــسَ كَــالشَــمـسِ وَالبَـدرِ
وَلَكِــــــنَّهــــــُ نــــــورٌ مِــــــنَ اللَهِ وارِدٌ
أَتــى ذِكـرُهُ فـي سـورَةِ النـورِ فَـاِسـتَـقـرِ
وَصَــــــفٌ مِــــــنَ الأَكــــــدارِ سِــــــرَّكَ أَنَّهُ
إِذا مـا صَـفـا أولاكَ مَـعـنـى مِـنَ الفِـكرِ
تَـــطـــوفُ بِهِ غَـــيـــبُ العَـــوالِمِ كُـــلِّهــا
وَتَـسـري بِهِ فـي ظُـلمَـةِ اللَيـلِ إِذا يَسري
وَبِــالجِــدِّ وَالصَــبــرِ الجَـمـيـلِ تَـحُـل فـي
فَـسـيـحِ العُـلا فَـاِسـتَـوصِ بِـالجِدِّ وَالصَبرِ
وَكُـــن شـــاكِـــراً لِلَهِ قَـــلبــاً وَقــالِبــاً
عَــلى فَــضــلِهِ ِنَّ المَــزيــدَ مَــعَ الشــكــرِ
تَـــوَكَـــلَّ عَـــلى مَـــولاكَ وَاِرضَ بِــحُــكــمِهِ
وَكُــم مُــخــلِصــاً لِلَهِ فــي السِـرِّ وَالجَهـرِ
قَــنــوعــاً بِـمـا أَعـطـاكَ مُـسـتَـغـنِـيـاً بِهِ
لَهُ حــامِــداً فـي حـالي اليُـسـرِ وَالعُـسـرِ
وَكُــن بـاذِلاً لِلفَـضـلِ سَـمـاحـاً وَلا تَـخَـف
مِــنَ اللَهِ إِقــتـاراً وَلا تَـخـشَ مِـن فَـقـرِ
وَإِيّـــاكَ وَالدُنـــيـــا فَـــإشــنَّ جَــلالَهــا
حِــسـابٌ وَفـي مَـحـظـورِهـا الهَـتـكُ لِلسَـتـرِ
وَلا تَـــكُ عَـــيـــابـــاً وَلا تَــكُ حــاسِــداً
وَلا تَــــكُ ذا غِــــسٍّ وَلا تَــــكُ ذا غَــــدرِ
وَلا تَـــطـــلُبَـــنَّ الجـــاهَ يــا صــاحِ إِنَّهُ
شَهــى وَفــيــهِ السُــمّ مِـن حَـيـثُ لا تَـدري
وَإِيّــــاكَ وَالأَطــــمـــاعُ إِنَّ قَـــريـــنَهـــا
ذَليــلٌ خَــســيــسُ القَــصــدِ مُــتَّضـِعُ القَـدرِ
وَإِن رُمــــتَ أَمــــراً فَـــاِســـأَلِ اللَهَ إِنَّهُ
هُــوَ المُــفَـضَّلـُ الوَهّـابُ لِلخَـيـرِ وَالوَفـرِ
وَأوصــيــكَ بِــالخَـمـسِ الَّتـي هِـيَ يـا أَخـي
عِـــمـــادٌ لِديـــنِ اللَهِ واسِـــطَــةُ الأَمــرِ
وَحــافِــظ عَــلَيــهــا بِــالجَـمـاعَـةِ دائِمـاً
وَواظِـب عَـلَيـهـا فـي العِـشاءِ وَفي الفَجرِ
وَقُــم فــي ظَــلامِ اللَيــلِ لِلَهِ قــانِــتــاً
وَصَـــلِّ لَهُ وَاِخـــتِـــم صَـــلاتَــكَ بِــالوَتــرِ
وَكُـــن تـــائِبــاً مِــن كُــلِّ ذَنــبٍ أَتَــيــتَهُ
وَمُــســتَــغــفِـراً فـي كُـلَّ حـيـنٍ مِـنَ الوِزرِ
عَــســى الواهِـبُ المَـولى الكَـريـمُ بِـمَـنِّهِ
يَــجـودُ عَـلى ذَنـبِ المُـسـيـئيـنَ بِـالغُـفـرِ
فَــــإِحــــســــانُهُ عَــــمَّ الأَنـــامَ وَجـــودُهُ
عَـــلى كُـــلِّ مَــوجــودٍ وَإِفــضــالُهُ يَــجــري
وَصَـــلِّ عَـــلى خَـــيـــرِ البَـــرِيَّةـــِ كُــلَّهــا
مُــحَــمَّدُ المَــبــعــوثُ بِــالعُــذرِ وَالنُــذرِ
نَـــبِـــيُّ الهُــدى مِــن عَــظــمِ اللَهِ شَــأنُهُ
وَأَيَّدَهُ بِـــالفَـــتـــحِ مِـــنــهُ وَبِــالنَــصــرِ
عَـــــلَيـــــهِ صَــــلاةُ اللَهِ ثُــــمَّ سَــــلامُهُ
صَـــلاةً وَتَـــســليــمــاً إِلى آخِــرِ الدَهــرِ
مَــعَ الآلِ وَالأَصــحـابِ مـا هَـبَّتـِ الصِـبـا
وَمــا زَمـزَمَ الحـادي وَمـا غَـرَّدَ القَـمَـري
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن علوي الحداد
فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم.
كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي.
له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و(الدعوة التامة والتذكرة العامة -ط)، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي)، و(المسائل الصوفية).
وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد -ط).