قصيدة إذا كان علم الناس ليس بنافع للشاعر أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت العربي

إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ


عدد ابيات القصيدة:16


إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ
إِذا كـانَ عِـلمُ النـاسِ لَيـسَ بِنافِعٍ
وَلا دافِــعٍ فَــالخُــســرُ لِلعُــلَمــاءِ
قَـضـى اللَهُ فـيـنا بِالَّذي هُوَ كائِنٌ
فَــتَــمَّ وَضــاعَــت حِـكـمَـةُ الحُـكَـمـاءِ
وَهَـل يَـأبَـقُ الإِنـسانُ مِن مُلكِ رَبِّهِ
فَـــيَـــخـــرُجَ مِـــن أَرضٍ لَهُ وَسَــمــاءِ
سَــنَــتــبَـعُ آثـارَ الَّذيـنَ تَـحَـمَّلـوا
عَــلى ســاقَــةٍ مِــن أَعــبُــدٍ وَإِمــاءِ
لَقَـد طـالَ فـي هَـذا الأَنامُ تَعَجُّبي
فَــيــا لِرَواءٍ قــوبِــلوا بِــظِــمــاءِ
أُرامـي فَـتُـشـويَ مَن أُعاديهِ أَسهُمي
وَمــا صــافَ عَــنّــي سَهــمُهُ بِــرِمــاءِ
وَهَــل أَعــظُــمٌ إِلّا غُــصــونٌ وَريـقَـةٌ
وَهَـــل مـــاؤُهــا إِلّا جَــنِــيُّ دِمــاءِ
وَقَـد بـانَ أَنَّ النَـحـسَ لَيـسَ بِـغافِلٍ
لَهُ عَــمَــلٌ فــي أَنــجُــمِ الفُهَــمــاءِ
وَمَـن كـانَ ذا جـودٍ وَلَيـسَ بِـمُـكـثِـرٍ
فَــلَيــسَ بِــمَــحــسـوبٍ مِـنَ الكُـرَمـاءِ
نَهــابُ أُمــوراً ثُــمَّ نَـركَـبُ هَـولُهـا
عَــلى عَــنَــتٍ مِــن صــاغِـريـن قِـمـاءِ
أَفـيـقـوا أَفـيقوا يا غُواةُ فَإِنَّما
دِيــانَــتَــكُــم مَــكـرٌ مِـنَ القُـدَمـاءِ
أَرادوا بِها جَمعَ الحُطامِ فَأَدرَكوا
وَبــادوا وَمــاتَــت سُــنَّةـُ اللُؤَمـاءِ
يَـقـولونَ إِنَّ الدَهـرَ قَـد حانَ مَوتُهُ
وَلَم يَـبـقَ فـي الأَيّـامِ غَـيـرُ ذَماءِ
وَقَـد كَـذَبـوا مـا يَعرِفونَ اِنقِضاءَهُ
فَـلا تَـسـمَـعـوا مِـن كاذِبِ الزُعَماءِ
وَكَــيــفَ أُقَــضّــي ســاعَــةً بِــمَــسَــرَّةٍ
وَأَعــلَمُ أَنَّ المَــوتَ مِــن غُــرَمــائي
خُـذوا حَـذَراً مِـن أَقـرَبـيـنَ وَجـانِـبٍ
وَلا تَـذهَـلوا عَـن سـيـرَةِ الحُـزماءِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).
تصنيفات قصيدة إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ