قصيدة إعجب لحال السرو كيف تحال للشاعر ابن زيدون

البيت العربي

إِعجَب لِحالِ السَروِ كَيفَ تُحالُ


عدد ابيات القصيدة:44


إِعجَب لِحالِ السَروِ كَيفَ تُحالُ
إِعـجَـب لِحـالِ السَـروِ كَـيـفَ تُـحـالُ
وَلِدَولَةِ العَــليــاءِ كَــيــفَ تُــدالُ
لا تَـفـسَحَن لِلنَفسِ في شَأوِ المُنى
إِنَّ اِغــتِــرارَكَ بِــالمُــنـى لَضَـلالُ
مــا أَمــتَــعَ الآمـالَ لَولا أَنَّهـا
تَــعــتــاقُ دونَ بُــلوغِهـا الآجـالُ
مَــن سُــرَّ لَمّــا عــاشَ قَــلَّ مَـتـاعُهُ
فَــالعَــيــشُ نَـومٌ وَالسُـرورُ خَـيـالُ
فــي كُــلِّ يَــمٍ نُــنــتَــحــى بِــرَزِيَّةٍ
لِلأَرضِ مِـــن بُـــرحـــائِهـــا زِلزالُ
إِن يَـنـكَـدِر بِـالأَمـسِ نَـجـمٌ ثـاقِبٌ
فَـــاليَـــومَ أَقــلَعَ عــارِضٌ هَــطّــالُ
إِنَّ النَــــعِـــيَّ لَجَهـــوَرٍ وَمُـــحَـــمَّدٍ
أَبــكـى الغَـمـامَ فَـدَمـعُهُ مُـنـثـالُ
شَـكـلانِ إِن حُـمَّ الحَـمـامُ تَـجاذَبا
لا غَــروَ أَن تَــتَـجـاذَبَ الأَشـكـالُ
وَلّى أَبــو بَــكـرٍ فَـراعَ لَهُ الوَرى
هَـــولٌ تَـــقــاصَــرَ دونَهُ الأَهــوالُ
قَـمَـرٌ هَـوى فـي التُربِ تُحثى فَوقَهُ
لِلَّهِ مــا حــازَ الثَـرى المُـنـهـالُ
قَـد قُـلتُ إِذ قـيـلَ السَـريـرُ يُقِلُّهُ
هَــل لِلسَــريـرِ بِـقَـدرِهِ اِسـتِـقـلالُ
الآنَ بَــــيَّنــــَ لِلعُـــقـــولِ زَوالُهُ
أَنَّ الجِـــبـــالُ قُـــصـــارُهُــنَّ زَوالُ
مــا أَقـبَـحَ الدُنـيـا خِـلافَ مُـوَدَّعٍ
غَــنِــيَـت بِهِ فـي حُـسـنِهـا تَـخـتـالُ
يا قَبرَهُ العَطِرَ الثَرى لا يَبعَدَن
حُــلوٌ مِــنَ الفِـتـيـانِ فـيـكَ حَـلالُ
مـا أَنـتَ إِلّا الجَـفـنُ أَصـبَـحَ طَيَّهُ
نَــصـلٌ عَـلَيـهِ مِـنَ الشَـبـابِ صِـقـالُ
فَهُـنـاكَ نَـفّـاحُ الشَـمـائِلِ مِـثـلَما
طَــرَقَــت بِـأَنـفـاسِ الرِيـاضِ شَـمـالُ
دانٍ مِــنَ الخُــلُقِ المُــزَيّـنِ نـازِحٌ
عَــن كُــلِّ مــا فـيـهِ عَـلَيـهِ مَـقـالُ
شِـيَـمٌ يُـنـافِـسُ حُـسـنَهـا إِحـسـانُها
كَـالراحِ نـافَـسَ طَـعـمَهـا الجِريالُ
يـا مَـن شَـأى الأَمـثالُ مِنهُ واحِدٌ
ضُـرِبَـت بِهِ فـي السَـودَدِ الأَمـثـالُ
نَـقَـصَـت حَـيـاتُـكَ حـيـنَ فَضلُكَ كامِلٌ
هَـلا اِسـتُـضـيفَ إِلى الكَمالِ كَمالُ
وُدِّعــتَ عَــن عُــمُـرٍ عَـمَـرتَ قَـصـيـرَهُ
بِـــمَـــكـــارِمٍ أَعـــمــارُهُــنَّ طِــوالُ
مَــن لِلنَــدِيِّ إِذا تَــنــازَعَ أَهــلُهُ
فَــاِســتَــجــهَـلَت حُـلَمـاءَهُ الجُهّـالُ
لَو كُـنـتَ شـاهِـدَهُـم لَقَـلَّ مِـراؤُهُـم
لِأَغَــرَّ فــيــهِ مَـعَ الفَـتـاءِ جَـلالُ
مَن لِلعُلومِ فَقَد هَوى العَلَمُ الَّذي
وُسِــمَــت بِهِ أَنــواعُهــا الأَغـفـالُ
مَــن لِلقَــضـاءِ يَـعِـزُّ فـي أَثـنـائِهِ
إيــضــاحُ مُــظــلِمَــةٍ لَهــا إِشـكـالُ
مَــن لِليَــتـيـمِ تَـتـابَـعَـت أَرزاؤُهُ
هَـلَكَ الأَبُ الحـانـي وَضـاعَ المالُ
أَعـزِز بِـأَن يَـنـعـاكَ نَـعـيَ شَـماتَةٍ
لِلأَولِيــاءِ المَــعــشَــرُ الأَقـتـالُ
فُـجِـعَت رَحى الإِسلامِ مِنكَ بِقُطبِها
لَيــتَ الحَـسـودَ فِـداكَ فَهُـوَ ثِـفـالُ
زُرنــاكَ لَم تَــأذَن كَــأَنَّكــَ غـافِـلٌ
مــا كــانَ مِــنــكَ لِواجِــبٍ إِغـفـالُ
أَيـنَ الحَـفـاوَةُ رَوضُهـا غَضُّ الجَنى
أَيــنَ الطَــلاقَـةُ بِـشـرُهـا سَـلسـالُ
أَيّــامَ مَــن يَــعــرِض عَـلَيـكَ وِدادَهُ
يَـكُـنِ القَـبـولُ بَـشـيـرُهُ الإِقـبالُ
مَهـمـا نُـغِـبُّكـَ لا نُـرِبكَ وَإِن نَزُر
رِفـــهـــاً فَــمــا لِزِيــارَةٍ إِمــلالُ
هَــيــهــاتَ لا عَهـدٌ كَـعَهـدِكَ عـائِدٌ
إِذ أَنـتَ فـي وَجـهِ الزَمـانِ جَـمـالُ
فَاِذهَب ذَهابَ البُرءِ أَعقَبَهُ الضَنى
وَالأَمــنِ وافَــت بَــعــدَهُ الآجــالُ
لَكَ صـالِحُ الأَعـمـالِ إِذ شَـيَّعـتَهـا
بِــالبِــرِّ سـاعَـةَ تُـعـرَضُ الأَعـمـالُ
حَـيّـا الحَـيـا مَثواكَ وَاِمتَدَّت عَلى
ضـاحـي ثَـراكَ مِـنَ النَـعـيـمِ ظِـلالُ
وَإِذا النَـسـيمُ اِعتَلَّ فَاِعتامَت بِهِ
ســـاحـــاتِــكَ الغَــدَواتُ وَالآصــالُ
وَلَئِن أَذالَكَ بَــعــدَ طـولِ صِـيـانَـةٍ
قَـــدَرٌ فَـــكُـــلُّ مَـــصــونِهِ سَــيُــذالُ
سَــيَــحــوطُ مَـن خَـلَّفـتَهُ مُـسـتَـبـصِـرٌ
فـي حِـفـظِ مـا اِستَحفَظتَهُ لا يالو
كَفَلَ الوَزيرُ أَبو الوَليدَ بِجَبرِهِم
إِنَّ الوَزيـــرَ لِمِـــثــلِهــا فَــعّــالُ
مَــلِكٌ سَــجِــيَّتـُهُ الوَفـاءُ فَـمـا لَهُ
بِـــالعَهـــدِ فــي ذي خُــلَّةٍ إِخــلالُ
حَـتَـمٌ عَـلَيـهِ لَعـاً لِعَـثـرَةِ حـالِهِم
قَــد تَــعـثُـرُ الحـالاتُ ثُـمَّ تُـقـالُ
إيـهـاً بَني ذَكوانَ إِن غَلَبَ الأَسى
فَـلَكُـم إِلى الصَـبـرِ الجَـمـيلِ مَآلُ
إِن كـانَ غـابَ البَـدرُ عَـن ساهورِهِ
مِــنــكُــم وَفــارَقَ غـابَهُ الرِئبـالُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
تصنيفات قصيدة إِعجَب لِحالِ السَروِ كَيفَ تُحالُ