قصيدة إلى الله أشكو الذي نحن فيه للشاعر الأعمى التطيلي

البيت العربي

إلى الله أشكو الذي نحن فيه


عدد ابيات القصيدة:29


إلى الله أشكو الذي نحن فيه
إلى الله أشكو الذي نحن فيه
أســىً لا يُــنَهـنِهُ مـنـهُ الأسـى
عـلى مـثـلهـا فـلتـشـقَّ القـلوبُ
مـــكـــانَ الجــيــوبِ وإلا فــلا
فــشـا الظـلمَ واغـتـرَّ أشـيـاعُهُ
ولا مُــسْــتَــغــاثٌ ولا مُـشْـتَـكـى
وســاد الطَّغــَامُ بــتــمـويـهـهـمْ
وهــل يَــفْــدَحُ الرزءُ إلا كــذا
وطــالت خُـطَـاهُـم إلى التُّرَّهـاتِ
ألا قــصّــرَ الله تــلك الخـطـا
وأعْــجَــبُ كــيـفَ نـضـلُّ السـبـيـلَ
ولم نــأتِهِ واهــتـدتـه القـطـا
وكــيــف تَــضـاحَـكُ هـذي الريـاضُ
وكـيـف يـصـوبُ الغـمـامُ الحـصـى
وهـيـهـات لم يـعـتـمدْ أن يجودَ
ولكــن لمــا نــحــن فـيـه بـكـى
ومـاذا بـحـمـصٍ مـن المـضـحـكاتِ
ولكـــنَّهـــ ضـــحـــكٌ كـــالبـــكــا
وذا اليــومُ حَــمَّلــنــا فـادحـاً
خَــضَـعْـنـا له وانـتـظـرنـا غـدا
وَنُـغْـضِـي عـلى حُكْم صَرْفِ الزمان
وبـيـن الجـوانـح جَـمْـرُ الغَـضَـا
ويـا رُبَّ إلبٍ عـلى المـسـلمـيـن
زَوَى الحــقَّ عـن أهـله فـانْـزَوى
هــــــو الكـــــلبُ أَسَّدَهُ جَهْـــــلُهُ
وطـــال فـــخــالُوْهُ ليــثَ الثَّرى
وراعــــهــــمُ زأرُهُ فــــيــــهــــمُ
ولو كـانَ فـي غـيـرهـمْ مـا عوى
كـفـاهُ الهوانُ احتقارَ الهوان
فـسـنَّ الأذَى بـاحْـتِـمـالِ الأذى
تــهــاونَ بــاللهِ والمـسـلمـيـن
وقــد كـان فـي واحـدٍ مـا كـفـى
وقـد خـلعَ الديـنَ خَـلْعَ النَجادِ
وقــد أكـل الدِّيـنَ أكـلَ الرِّبـا
فــمــرآه فــي كــلِّ عــيــنٍ قــذى
وذكــراهُ فــي كــلِّ حــلقٍ شَــجَــا
إذا سُـئِلَ العَـسْـفَ بـالمـسـلمين
فــأَجْــوَدُ مــن حــاتــمٍ بـالقـرى
وإن أمــكــنــتْ مــنــهــمُ فُـرْصَـةٌ
فــأَفْــتَــكُ مــن خــالدٍ بـالعـدا
ولا بـــــدَّ للحـــــقِّ مِــــنْ دُوْلةٍ
تُـمـيـتُ الضَّلـالَ وتُـحْـيي الهُدى
فـيـا سـحـرَ فـرعـونَ ماذا تقول
إذا جـاءَ مـوسـى وأَلقـى العصا
وقــد عــزَّ فــي مَــنْـعِ سـلطـانـه
كُــلَيْــبٌ فــكــيـفَ رأيـتَ الحِـمَـى
وإنَّ أمـــامـــك لو قــد عــلمــتَ
أشــــيـــاءَ أَيـــســـرهـــنَّ الرَّدَى
فَـــمَـــا غَــفَــلَ اللهُ عــن أُمّــةٍ
ولا تَـــرَكَ اللهُ شـــيــئاَ سُــدى
وعـاقِـبـةُ الظـلمِ مـا قـد سَمِعْتَ
وعَــايَـنْـتَ لو نَهْـنَهَـتْـكَ النُّهـَى
أيــا أهـلَ حـمـصٍ وقِـدْمـاً دعـوتُ
وهــل تــسْــمـعـونَ إلى مـن دعـا
يَــقــلُّ لأقــداركــمْ كــلُّ شــيــءٍ
فــكــيـفَ رضـيـتـمْ بـدون الرِّضـى
أَلا قـد لحـنـتُ لكـم فـاسـمعوا
وحـاجَـيْـتُ إن كـان يُغني الحجا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:


ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:
له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.