البيت العربي
إِلى كَم أُداري أَلفَ واشٍ وَحاسِدِ
عدد ابيات القصيدة:18
إِلى كَــم أُداري أَلفَ واشٍ وَحــاسِــدِ
فَـمَـن مُرشِدي مَن مُنجِدي مَن مُساعِدي
وَلَو كانَ بَعضُ الناسِ لي مِنهُ جانِبٌ
وَعَــيــشِـكَ لَم أَحـفِـل بِـكُـلِّ مُـعـانِـدِ
إِذا كُـنـتَ يا روحي بِعَهدِيَ لا تَفي
فَـمَـن ذا الَّذي يَرجو وَفاءَ مَعاهِدي
أَظُـــنُّ فُـــؤادي شَــوقُهُ غَــيــرُ زائِدٍ
وَأَحــسَـبُ جَـفـنـي نَـومُهُ غَـيـرُ عـائِدِ
أَبـى اللَهُ إِلّا أَن أَهـيـمَ صَـبـابَـةً
بِــحِــفــظِ عُهـودٍ أَو بِـذِكـرِ مَـعـاهِـدِ
وَكَم مَورِدٍ لي في الهَوى قَد وَرَدتُهُ
وَضَـيَّعـتُ عُمري في اِزدِحامِ المَوارِدِ
وَمــا لِيَ مَـن أَشـتـاقُهُ غَـيـرُ واحِـدٍ
فَلا كانَتِ الدُنيا إِذا غابَ واحِدي
أَأَحـبـابَـنـا أَينَ الَّذي كانَ بَينَنا
وَأَيــنَ الَّذي أَسـلَفـتُـمُ مِـن مَـواعِـدِ
جَـعَـلتُـكُـمُ حَـظّـي مِـنَ النـاسِ كُـلُّهُـمُ
وَأَعــرَضــتُ عَــن زَيـدٍ وَعَـمـرٍ وَخـالِدِ
فَـلا تُـرضِـخـوا وُدّاً عَـلَيـكُم عَرَضتُهُ
فَــيــا رُبَّ مَــعــروضٍ وَلَيـسَ بِـكـاسِـدِ
وَحَـــقِّكـــُمُ عِـــنـــدي لَهُ أَلفُ طــالِبٍ
وَأَلفُ زَبـــونٍ يَـــشــتَــريــهِ بِــزائِدِ
يَـقـولونَ لي أَنـتَ الَّذي سـارَ ذِكرُهُ
فَــمِــن صـادِرٍ يُـثـنـي عَـلَيـهِ وَوارِدِ
هَـبـوني كَما قَد تَزعَمونَ أَنا الَّذي
فَــأَيــنَ صِــلاتــي مِـنـكُـمُ وَعَـوائِدي
وَقَـد كُـنـتُـمُ عَـونـي عَـلى كُـلِّ حادِثٍ
وَذُخـــري الَّذي أَعـــدَدتُهُ لِلشَــدائِدِ
رَجَــوتُــكُــمُ أَن تَـنـصُـروا فَـخَـذَلتُـمُ
عَـلى أَنَّكـُم سَـيـفـي وَكَـفّـي وَسـاعِدي
فَـعَـلتُـم وَقُـلتُـم وَاِسـتَطَلتُم وَجُرتُمُ
وَلَسـتُ عَـليـكُـم فـي الجَـميعِ بِواجِدِ
فَـجـازَيـتُـمُ تِـلكَ المَـوَدَّةِ بِـالقِـلى
وَذاكَ التَـدانـي مِـنـكُـمُ بِـالتَباعُدِ
إِذا كـانَ هَـذا في الأَقارِبِ فِعلَكُم
فَـمـاذا الَّذي أَبـقَـيـتُـمُ لِلأَبـاعِـدِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: بهاء الدين زهير
شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.