البيت العربي

إليكَ أبا عَبْدِ الإلهِ على النَّوى
عدد ابيات القصيدة:15

إليـكَ أبـا عَـبْـدِ الإلهِ على النَّوى
مُــطَــالَعـةً كـادت تَـنـوبُ عـن القـرب
وطـــــيـــــبَ سَــــلامٍ ودَّتِ الرَّوْضُ أنَّهُ
شَذاها بما فيها من الماءِ والعشبِ
بـعـثـت بـه طـيـفَ الخـيـالِ ولم يكن
لِيَـسْـلُكَ بين الهُضْبِ والموجُ كالهضب
وَهَـبْهُ مـضـى قِـدْمـاً ولم يَـثْـنِ عَـزْمَهُ
غــواربُ خُــضْــرٌ تُــتَّقــَى بِــذُرى شـهـبِ
وبـيـدٌ كـأيـامِ الصـدودِ تـرى الضحى
بـهـا شـاحـبـاً لا مـن شكاةٍ ولا حُبِّ
فــأنَّى له ليــلٌ يــفــي طــولَ عـمـره
بـمـطـلبـه السـامـي وَمَـركَـبهِ الصّعْب
وَهـــبْهُ دنـــا حـــتَّى رآكَ وأفْـــرَجــتْ
له عَـنْـكَ أيَّاـمُ النَّوى ودُجـى الخطب
فَــكــيــفَ يُــؤدي مــا تــحــمَّلـهُ بـلا
لســانٍ ويَــحْــوي مـا تَـقُـولُ بـلا لبِّ
أمَـولايَ دَعْـوى لم أزلْ مـذْ نـويتها
أُخـاصِـمُ فـيـها أسْعُدَ الأنجمِ الشهب
لعــلَّك قــد أشــجـتْـكَ أُخْـرى شـكـايـةٍ
قـضـيـتُ بـأولاهـا نـحـيـبيَ أوْ نَحْبِي
رفـعـتُ بـهـا صـوتـاً إذا شئتُ أحرقت
بـلا بِـلُهُ ما انهلَّ من دمعيَ السكب
وبــيـن أمـيـر المـؤمـنـيـن وبـيـنـه
مُـضَـايَـقَـةُ الحُـجَّاـب أو هَيْبَةُ الحجب
وأنـــت قـــديــمــاً كــنــتَ أوَّلَ رائشٍ
لِذِكْـرِيَ حـتَّى طار في الشرق والغرب
ومـن لي بـأخـرى مِـثْلِها أنتحي بها
صُـرُوْفَ الليـالي وهـي آمـنـةُ السـرب
لعـلِّيَ أنْ أسْـطُـو عـلى الدَّهْـرِ سَـطْوَةً
بِــمُــنْـصَـلِتٍ مـمـا يُـحِـلُّ ومـا يَـسْـبـي
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الأعمى التطيلي
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:
له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.