البيت العربي
إليك أخذت حبال الذّمام
عدد ابيات القصيدة:14
إليــك أخــذت حــبـال الذّمـام
وفــيــك تـعـلمـت نـظـم الكـلام
فــأرســلتـه جـائلاً كـالرمـاح
وصُــلت بــه ثــائراً كــالحـسـام
ومــا كــنــت مــنــه ولكــنــهــا
أيــاد تــفــجّــر صــمّ السّــلام
"تــروم الإ" صـارة فـي كـل "يـوم
فـنـلت" الإصـابـة مـن كـل رام
وتــثــنــى الغــصــون عـلى هـزة
كــأن بــهــا ســكــرات المــدام
وكــــلّ تــــهــــنّــــأ إقـــبـــاله
ولا كـإيـاب الأمـيـر الهمام
فــتــى المـكـرمـات تـصـدّى لهـا
بـحـكـم الكـهـول وسـنّ الغلام
"فـأغـنـى" لعـشـر مـضـت مـن سنيه
"وأبـلغ" فـي النـائبـات العقام
وســاق إلى المــسـلمـيـن التـي
أنارت لهم في اعتكار الظلام
وشــوّق أضــعــاف مــا اشــتـاقـه
ولولا التــصـبـر كـان الغـرام
وقــاســي ليــتّــدع المــسـلمـون
"وأنــكــى ليــهـلك" أهـل اللئام
ونـافـر مـنـهـم أفـاعـي الرجـا
ل تـبـعـث مـن ضـغـنها بالسّمام
وجــاراهــم طــلق المــكــرمــات
فـكـان على الرغم منهم إمام
وأعــشــاهــم فـي سـمـاء العـلا
بــنــور هــلال كـبـدر التـمـام
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أخيل بن إدريس الرندي
كتب في أول أمره للملثمين، ثم استكتبه أبو جعفر حمدين بن محمد بن حمدين في إمارته "ورعى له" صحبته إياه أيام قضائه، فلما دخل ابن غانية قرطبة وأخرج ابن حمدين، لحق أخيل برندة بلده واستبد بضبطها مديدة، فحسده أهلها وداخلوا أبا الغمر بن السائب بن غرّون في التمكين منها - وهو يومئذ قائم بدعوة ابن حمدين في شريش وأركش - فتم ذلك واستولى أبو الغمر على قصبة رندة الشهيرة المنعة دون قتال ولا نزال، لركون أخيل إليه وثقته به، فنجا بنفسه وما كاد. ونهب أبو الغمر ديار أصحابه، وخلع طاعة ابن حمدين، ودانت له المعاقل المتصلة به، فأمن أمره. وقيل: بل سجن أخيل ثم سرّحه، فكان عند أبي الحكم بن حسّون بمالقة، ومنها توجه إلى مراكش فأوطنها، واتصل بأبي جعفر بن عطية الوزير، وعلى يديه أعيد ماله. ولم يزل هناك مكرماً، وفي طبقته مقدماً، إلى أن ولى قضاء قرطبة، ثم قضاء إشبيلية. وكان سمحاً، جواداً، بليغاً، مدركاً.
وحكى لي أنه لما أراد الانفصال من مراكش لقى أبا جعفر بن عطية فأنشده:
فأجابه أخيل:
وتوفي بإشبيلية سنة ستين - أو إحدى وستين - وخمسمائة.