البيت العربي

إِنَّ بُكاءً في الدارِ مِن أَرَبِه
عدد ابيات القصيدة:42

إِنَّ بُـــكـــاءً فـــي الدارِ مِـــن أَرَبِه
فَــشــايِــعــا مُــغــرَمــاً عَــلى طَــرَبِه
مــا سَــجــسَــجُ الشَــوقِ مِـثـلَ جـاحِـمِهِ
وَلا صَـــريـــحُ الهَــوى كَــمُــؤتَــشِــبِه
جــيـدَت بِـدانـي الأَكـنـافِ سـاحَـتُهـا
نــائي المَــدى واكِــفِ الجَـدى سَـرِبِه
مُـــزنٌ إِذا مـــا اِســتَــطــارَ بــارِقُهُ
أَعــطــى البِـلادَ الأَمـانَ مِـن كَـذِبِه
يُـــرجِـــعُ حَـــرّى التِـــلاعِ مُــتــرَعَــةً
رِيّــاً وَيَــثــنــي الزَمــانَ عَـن نُـوَبِه
مَــتــى يَــصِــف بَــلدَةً فَــقَــد قُــرِيَــت
بِــمُــســتَهِــلِّ الشُــؤبــوبِ مُــنــسَـكِـبِه
لا تُـــســـلَبُ الأَرضُ بَــعــدَ فُــرقَــتِهِ
عَهــــدَ مَــــتـــابـــيـــعِهِ وَلا سُـــلُبِه
مُــزَمــجِــرُ المِــنــكَــبَــيــنِ صَهــصَــلِقٌ
يُـــطـــرِقُ أَزلُ الزَمــانِ مِــن صَــخَــبِه
عــــاذَت صُــــدوعُ الفَـــلا بِهِ وَلَقَـــد
صَـــحَّ أَديـــمُ الفَـــضـــاءِ مِــن جُــلَبِه
قَــد سَـلَبَـتـهُ الجَـنـوبُ وَالديـنُ وَال
دُنــيــا وَصـافـي الحَـيـاةِ فـي سَـلَبِه
وَحَـــرَّشَـــتــهُ الدَبــورُ وَاِجــتَــنَــبَــت
ريــحُ القَــبــولِ الهُـبـوبَ مِـن رَهَـبِه
وَغـــادَرَت وَجـــهَهُ الشَـــمـــالُ فَــقُــل
لا فــي نَــزورِ النَــدى وَلا حَــقِــبِه
دَع عَنكَ دَع ذا إِذا اِنتَقَلتَ إِلى ال
مَـــدحِ وَشُـــب سَهـــلَهُ بِـــمُــقــتَــضَــبِه
إِنّـــي لَذو مَـــيـــسَـــمٍ يَـــلوحُ عَـــلى
صَـــعـــودِ هَــذا الكَــلامِ أَو صَــبَــبِه
لَســـتُ مِـــنَ العـــيـــسِ أَو أُكَــلِّفَهــا
وَخــداً يُــداوي المَــريــضَ مِـن وَصَـبِه
إِلى المُـصَـفّـى مَـجداً أَبي الحَسَنِ اِن
صَــعــنَ اِنـصِـيـاعَ الكُـدرِيِّ فـي قَـرَبِه
تَـــرمـــي بِــأَشــبــاحِــنــا إِلى مَــلِكٍ
نَــــأخُــــذُ مِــــن مـــالِهِ وَمِـــن أَدَبِه
نَــجــمُ بَــنــي صـالِحٍ وَهُـم أَنـجُـمُ ال
عـــالَمِ مِـــن عُـــجـــمِهِ وَمِـــن عَـــرَبِه
رَهـــطُ الرَســـولِ الَّذي تَـــقَـــطَّعــُ أَس
بــابُ البَــرايــا غَــداً سِــوى سَـبَـبِه
مُهَــــــذَّبٌ قُــــــدَّتِ النُـــــبُـــــوَّةُ وَال
إِســـلامُ قَـــدَّ الشِــراكِ مِــن نَــسَــبِه
لَهُ جَــــــلالٌ إِذا تَــــــسَــــــربَــــــلَهُ
أَكــسَــبَهُ البَــأوَ غَــيــرَ مُــكــتَـسِـبِه
وَالحَـــظُّ يُـــعـــطـــاهُ غَــيــرُ طــالِبِهِ
وَيُـــحـــرِزُ الدَرَّ غَـــيـــرُ مُــحــتَــلِبِه
كَــم أَعــطَــبَــت راحَــتــاهُ مِــن نَـشَـبٍ
سَــلامَــةُ المُــعــتَــفــيـنَ فـي عَـطَـبِه
أَيُّ مُــــــداوٍ لِلمَــــــحـــــلِ نـــــائِلُهُ
وَهــــانِــــئٍ لِلزَمــــانِ مِــــن جَــــرَبِه
مُـــشَـــمِّرٌ مـــا يَـــكِــلُّ فــي طَــلَبِ ال
عَـــليـــاءِ وَالحــاسِــدونَ فــي طَــلَبِه
أَعـــــلاهُـــــمُ دونَهُ وَأَســــبَــــقُهُــــم
إِلى العُـــلى واطِـــئٌ عَـــلى عَـــقِــبِه
يُــريــحُ قَــومٌ وَالجــودُ وَالحَــقُّ وَال
حـــاجـــاتُ مَـــشـــدودَةٌ إِلى طُـــنُـــبِه
وَهَـــل يُـــبــالي إِقــضــاضَ مَــضــجَــعِهِ
مَــن راحَــةُ المَــكــرُمـاتِ فـي تَـعَـبِه
تِـــلكَ بَـــنـــاتُ المَـــخــاضِ راتِــعَــةً
وَالعَـــودُ فـــي كــورِهِ وَفــي قَــتَــبِه
مَــن ذا كَــعَــبّـاسِهِ إِذا اِصـطَـكَّتـِ ال
أَحــســابُ أَم مَــن كَــعَــبــدِ مُــطَّلــِبِه
هَــيــهــاتَ أَبــدى اليَـقـيـنُ صَـفـحَـتَهُ
وَبــانَ نَــبــعُ الفَــخــارِ مِــن غَــرَبِه
عَــبــدُ المَـليـكِ بـنِ صـالِحِ بـنِ عَـلِي
يِ بــنِ قَــســيــمِ النَــبِـيِّ فـي نَـسَـبِه
أَلبَــــسَهُ المَـــجـــدَ لا يُـــريـــدُ بِهِ
بُــرداً وَصــاغَ السَــمــاحَ مِــنــهُ وَبِه
لُقــمــانُ صَــمــتــاً وَحِــكــمَــةً فَــإِذا
قــالَ لَقَـطـنـا المُـرجـانَ مِـن خُـطَـبِه
إِن جَـــدَّ رَدَّ الخُـــطــوبَ تَــدمــى وَإِن
يَــلعَــب فَــجِــدُّ العَــطــاءِ فـي لَعِـبِه
يَــتــلو رِضــاهُ الغِــنــى بِــأَجــمَــعِهِ
وَتُـــحـــذَرُ الحــادِثــاتُ فــي غَــضَــبِه
تَـــزِلُّ عَـــن عِـــرضِهِ العُـــيــوبُ وَقَــد
تَــنــشَــبُ كَــفُّ الغَــنِــيِّ فــي نَــشَــبِه
تَــأتــيــهِ فُــرّاطُــنــا فَــتَـحـكُـمُ فـي
لُجَـــــيـــــنِهِ تــــارَةً وَفــــي ذَهَــــبِه
بِــأَيِّ سَهــمٍ رَمَــيــتَ فــي نَــصــلِهِ ال
مـــاضـــي وَفــي ريــشِهِ وَفــي عَــقِــبِه
لا يُــكــمِــنُ الغَــدرَ لِلصَــديــقِ وَلا
يَـــخـــطــو اِســمَ ذي وُدِّهِ إِلى لَقَــبِه
يَــأبِــرُ غَــرسَ الكَــلامِ فــيــكَ فَـخُـذ
وَاِجـــتَـــنِ مِـــن زَهـــوِهِ وَمِــن رُطَــبِه
أَمـــا تَـــرى الشُــكــرَ مِــن رَبــائِطِهِ
جـــاءَ وَسَـــرحُ المَــديــحِ مِــن جَــلَبِه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو تَمّام
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.