البيت العربي

إِن يَقرُبُ المَوتُ مِنّي
عدد ابيات القصيدة:27

إِن يَـقـرُبُ المَـوتُ مِـنّي
فَـــلَســـتُ أَكَــرَهُ قُــربَه
وَذاكَ أَمـــنَـــعُ حِـــصـــنٍ
يُــصَــبِّرُ القَــبــرَ دَربَه
مَــن يَــلقَهُ لا يُـراقَـب
خَـطـبـاً وَلا يَـخشَ كُربَه
كَـــــأَنَّنـــــي رَبُّ إِبــــلٍ
أَضــحــى يُــمـارِسُ جُـربَه
أَو نــاشِــطٌ يَــتَــبَــغّــى
فـي مُـقفَرِ الأَرضِ عِربَه
وَإِن رُدِدتُ لِأَصــــــــــلي
دُفِــنــتُ فــي شَـرِّ تُـربَه
وَالوَقـــتُ مـــامَــرَّ إِلّا
وَحَـلَّ فـي العُـمـرِ أُربَه
كُــلٌّ يُــحــاذِرُ حَــتــفــاً
وَلَيـــسَ يَـــعــدَمُ شُــربَه
وَيَـتَّقـي الصـارِمَ العَـض
بَ أَن يُــبــاشِــرَ غَــربَه
وَالنَـــزعُ فَـــوقَ فِــراشٍ
أَشَـــقُّ مِـــن أَلفَ ضَــربَه
وَاللُبُّ حــارَبَ فــيــنــا
طَــبـعـاً يُـكـابِـدُ حَـربَه
يـا سـاكِـنَ اللَحـدِ عَرّف
نِـــيَ الحِـــمــامَ وَإِربَه
وَلا تَــــضِــــنَّ فَـــإِنّـــي
مــــا لي بِــــذلِكَ دَربَه
يَـكُـرُّ في الناسِ كَالأَج
دَلِ المُـــعـــاوِدِ سِــربَه
أَو كَـالمُـعيرِ مِنَ العا
سِــــلاتِ يَـــطـــرُقُ زَربَه
لا ذاتَ سِربٍ يُعَرّي الرَ
دى وَلا ذاتُ سُــــــــربَه
وَمــا أَظُــنُّ المَــنـايـا
تَــخــطـو كَـواكِـبَ جَـربَه
سَـتَـأخُـذُ النَـسرَ وَالغَف
رَ وَالسِـــمـــاكَ وَتِــربَه
فَــتَّشــنَ عَــن كُــلِّ نَـفـسٍ
شَــرقَ الفَــضـاءِ وَغَـربَه
وَزُرنَ عَـــن غَـــيــرِ بِــرٍّ
عُــجــمَ الأَنـامِ وَعُـربَه
مــا وَمـضَـةٌ مِـن عَـقـيـقٍ
إِلّا تَهَــــيِّجـــُ طَـــربَه
هَــــوىً تَــــعَـــبَّدَ حُـــرّاً
فَــمــا يُــحــاوِلُ هَــربَه
مَـن رامَـنـي لَم يَـجِدني
إِنَّ المَـــنـــازِلَ غُــربَه
كــانَــت مَــفــارِقُ جــونٌ
كَـــأَنَّهـــا ريــشُ غِــربَه
ثُـمَّ اِنـجَـلَت فَـعَـجِـبـنـا
لِلقــــارِ بَـــدَّلَ صِـــربَه
إِذا خَــمِــصــتُ قَــليــلاً
عَــــــدَدتُ ذَلِكَ قُــــــربَه
وَلَيــسَ عِــنـدِيَ مِـن آلَةِ
السُـــرى غَـــيــرُ قِــربَه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).