البيت العربي

اِخطُب فَمُلكُكَ يَفقِدُ الإِملاكا
عدد ابيات القصيدة:35

اِخـطُـب فَـمُـلكُـكَ يَـفـقِـدُ الإِملاكا
وَاِطـلُب فَـسَـعـدُكَ يَـضـمَنُ الإِدراكا
وَصِـلِ النُـجـومَ بِـحَظِّ مَن لَو رامَها
هَــجَـرَت إِلَيـهِ زُهـرُهـا الأَفـلاكـا
وَاِستَهدِ مِن أَحمى مَراتِعَها المَها
فَـالصَـعـبُ يَـسـمَـحُ في عِنانِ هَواكا
يـا أَيُّهـا المَـلِكُ الَّذي تَـدبـيـرُهُ
أَضـحـى لِمَـمـلَكَـةِ الزَمـانِ مِـلاكـا
هَـذي اللَيـالي بِـالأَمـانـي سَـمحَةٌ
فَـمَـتـى تَـقُـل هـاتي تَقُل لَكَ هاكا
فَـاِعـقِـل شَـوارِدَهـا إِزاءَ عَـقـيـلَةٍ
وافَــت مُــبَــشِّرَةً بِــنَــيـلِ مُـنـاكـا
أَهـدى الزَمـانُ إِلَيـكَ مِـنها تُحفَةً
لَم تَـعـدُ أَن قَـرَّت بِهـا عَـيـنـاكـا
شَــمـسٌ تَـوارَت فـي ظَـلامِ مَـضـيـعَـةٍ
ثُـمَّ اِسـتَـطـارَ لَها السَنا بِسَناكا
قُــرِنَــت بِــبَـدرِ التَـمِّ كـافِـلَةً لَهُ
أَن سَـوفَ تُـتـبَـعُ فَـرقَـدَيـنِ سِـماكا
هِـيَ وَالفَـقـيـدَةُ كَالأَديمِ اِختَرتَهُ
فَـقَـدَدتَ إِذ خَـلُقَ الشِـراكُ شِـراكـا
فَـاِصـفَح عَنِ الرُزءِ المُعاوِدِ ذِكرُهُ
وَاِسـتَـأنِـفِ النُـعـمـى فَذاكَ بِذاكا
لَم يَــبـقَ عُـذرٌ فـي تَـقَـسُّمـِ خـاطِـرٍ
إِلّا الصُـبـابَـةُ مِـن دِمـاءِ عِـداكا
كُــفّــارُ أَنـعُـمِـكَ الأُلى حَـلَّيـتَهُـم
أَطــواقَهُــم سَــيُــطَــوَّقـونَ ظُـبـاكـا
أَعـرِض عَـنِ الخَـطَـراتِ إِنَّكَ إِن تَشَأ
تَــكُــنِ النُــجـومُ أَسِـنَّةـً لِقَـنـاكـا
هُـصِـرَ النَعيمُ بِعَطفِ دَهرِكَ فَاِنثَنى
وَجَـرى الفِـرِنـدُ بِـصَـفـحَتَي دُنياكا
وَبَــدا زَمــانَـكَ لابِـسـاً ديـبـاجَـةً
تَـجـلو لِعَـيـنِ المُـجـتَـلي سـيماكا
دُنــيــا لِزَهــرَتِهــا شُـعـاعٌ مُـذهَـبٌ
لَو كـانَ وَصـفـاً كـانَ بَـعـضَ حُلاكا
فَـتَـمَـلَّ فـي فُـرشِ الكَـرامَةِ ناعِماً
وَاِعـقِـد بِـمَـرتَـبَـةِ السُرورِ حُباكا
وَأَطِـل إِلى شَـدوِ القِـيـانِ إِصـاخَـةً
وَتَــلَقَّ مُــتــرَعَــةَ الكُـؤوسِ دِراكـا
تَــحـتَـثُّهـا مَـثـنـى مَـثـانـي غـادَةٍ
شَـفَـعَـت بِـحَـثِّ غِـنـائِهـا الإِمساكا
ما العَيشُ إِلّا في الصَبوحِ بِسُحرَةٍ
قَـد جـاسَـدَت أَنـوارُهـا الأَحـلاكا
لَكَ أَريَــحِــيَّةـُ مـاجِـدٍ إِن تَـعـتَـرِض
فــي لَهــوِ راحِـكَ تَـسـتَهِـلَّ لُهـاكـا
مَـن كـانَ يَـعـلَقُ فـي خِـلالِ نِدامِهِ
ذَمٌّ بِـــبَـــعــضِ خِــلالِهِ فَــخَــلاكــا
أُســبــوعُ أُنــسٍ مُــحــدِثٌ لي وَحـشَـةً
عِــلمــاً بِـأَنّـي فـيـهِ لَسـتُ أَراكـا
فَـأَنـا المُـعَـذَّبُ غَـيـرَ أَنّـي مُـشعَرٌ
ثِــقَــةً بِــأَنَّكــَ نــاعِــمٌ فَهَــنـاكـا
إِنّـي أَقـومُ بِـشُـكـرِ طَـولِكَ بَـعـدَما
مَــلَأَت مِـنَ الدُنـيـا يَـدَيَّ يَـداكـا
بَـرَدَت ظِـلالُ ذُراكَ وَاِحـلَولى جَـنى
نُـعـمـاكَ لي وَصَـفَـت جِـمـامُ نَـداكا
وَأَمِنتُ عادِيَةَ العِدا الأَقتالِ مُذ
أُعـصَـمـتُ فـي أَعـلى يَـفـاعِ حِـماكا
جَهــدَ المُـقِـلُّ نَـصـيـحَـةً مَـمـحـوضَـةً
أَفــرَدتَ مُهــديــهـا فَـلا إِشـراكـا
وَثَــنــاءَ مُــحــتَــفِـلٍ كَـأَنَّ ثَـنـاءَهُ
مِــســكٌ بِـأَردانِ المَـحـافِـلِ صـاكـا
وَلِتَــدعُـنـي وَعَـدُوَّكَ الشـانـي فَـإِن
يَـرُمِ القِـراعَ يَـجِـد سِـلاحِـيَ شاكا
لا تَـعـدَمَـنَّ الحَـظَّ غَـرسـاً مُـطـلِعاً
ثَـمَـرَ الفَـوائِدِ دانِـيـاً لِجَـنـاكـا
وَالنَـصـرَ جـاراً لا يُـحـاوِلُ نُـقلَةً
وَالصُـنـعَ رَهـنـاً لا يُـريـدُ فِكاكا
وَإِذا غَـمـامُ السَـعـدِ أَصـبَـحَ صَوبُهُ
دَركَ المَـطـالِبِ فَـليَـصِـل سُـقـيـاكا
فَـالدَهـرُ مُـعـتَـرِفٌ بِـأَنّـا لَم نَـكُن
لِنُــسَــرَّ مِــنــهُ بِــســاعَـةٍ لَولاكـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن زيدون
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.