قصيدة الحرص لؤم ومثله الطمع للشاعر أبو العَتاهِيَة

البيت العربي

الحِرصُ لُؤمٌ وَمِثلُهُ الطَمَعُ


عدد ابيات القصيدة:19


الحِرصُ لُؤمٌ وَمِثلُهُ الطَمَعُ
الحِــــرصُ لُؤمٌ وَمِـــثـــلُهُ الطَـــمَـــعُ
مــا اِجــتَــمَــعَ الحِـرصُ قَـطُّ وَالوَرَعُ
لَو قَــنِــعَ النــاسُ بِــالكَـفـافِ إِذاً
لَاِتَّســَعــوا فــي الَّذي بِهِ قَــنِـعـوا
لِلمَــرءِ فــيــمــا يُــقــيــمُهُ سَــعَــةٌ
لَكِـــنَّهـــُ مـــا يُـــريــدُ مــا يَــسَــعُ
يـــا حـــالِبَ الدَهـــرِ دَرَّ أَشـــطُــرِهِ
هَــل لَكَ فــي مـا حـاسَـبـتَ مُـنـتَـفَـعُ
يــا عَــجَــبــاً لِاِمــرِئٍ تُـخـادِعُهُ ال
ســاعــاتُ عَــن نَــفــسِهِ فَــيَــنــخَــدِعُ
يـــا عَـــجَـــبـــا لِلزَمــانِ يَــأمَــنُهُ
مَـن قَـد يَـرى الصَـخـرَ عَـنهُ وَالوَجَعُ
عَـــجِـــبـــتُ مِـــن آمِـــنٍ بِـــمَــنــزِلَةٍ
تَــكــثُــرُ فـيـهـا الهُـمـومُ وَالوَجَـعُ
عَـجِـبـتُ مِـن مَـعـشَـرٍ وَقَـد عَرَفوا ال
حَــقَّ تَــوَلَّوا عَــنــهُ وَمــا رَجَــعــوا
النــاسُ فــي زَرعِ نَـسـلِهِـم وَيَـدُ ال
مَــوتِ بِهــا حَــصــدُ كُــلَّ مـا زَرَعـوا
مــا شَـرَفُ المَـرءِ كَـالقَـنـاعَـةِ وَال
صَـــبـــرِ عَـــلى كُـــلِّ حـــادِثٍ يَـــقَــعُ
لَم يَــزَلِ القــانِــعــونَ أَشــرَفَــنــا
يـا حَـبَّذا القـانِـعـونَ مـا قَـنِـعوا
لِلمَـــرءِ فـــي كُـــلِّ طَـــرفَـــةٍ حَـــدَثٌ
يُــذهِــبُ مِــنــهُ مــا لَيــسَ يُــرتَـجَـعُ
مَــن يَــضِــقِ الصَــبـرُ عَـن مُـصـيـبَـتِهِ
ضــــاقَ وَلَم يَــــتَّســــِع بِهِ الجَــــزَعُ
الشَــمــسُ تَــنـعـاكَ حـيـنَ تَـغـرُبُ لَو
تَـــدري وَتَـــنــعــاكَ حــيــنَ تَــطَّلــِعُ
حَـــتّـــى مَـــتـــى أَنــتَ لاعِــبٌ إِشِــرٌّ
حَــتّــى مَــتــى أَنــتَ بِــالصِـبـا وَلِعُ
إِنَّ المُــلوكَ الأُلى مَــضَــوا سَـلَفـاً
بـادوا جَـمـيـعـاً وَبـادَ مـا جَـمَعوا
يـا لَيـتَ شِـعـري عَـنِ الَّذيـنَ مَـضَـوا
قَبلي إِلى التُرابِ ما الَّذي صَنَعوا
بُـــؤســـاً لَهُــم أَيَّ مَــنــزِلٍ نَــزَلوا
بُــؤســاً لَهُــم أَيَّ مَــعــقِــعٍ وَقَـعـوا
الحَـــمـــدُ لِلَّهِ كُــلُّ مَــن سَــكَــنَ ال
دُنـيـا فَـعَـنـهـا بِـالمَـوتِ يَـنـقَـطِـعُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
تصنيفات قصيدة الحِرصُ لُؤمٌ وَمِثلُهُ الطَمَعُ