البيت العربي
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
عدد ابيات القصيدة:18
القَــلبُ أَعــلَمُ يــا عَــذولُ بِــدائِهِ
وَأَحَــقُّ مِــنــكَ بِــجَــفــنِهِ وَبِــمــائِهِ
فَـوَمَـن أُحِـبُّ لَأَعـصِـيَـنَّكـَ فـي الهَوى
قَـــسَـــمــاً بِهِ وَبِــحُــســنِهِ وَبَهــائِهِ
أَأُحِـــبُّهـــُ وَأُحِـــبُّ فـــيــهِ مَــلامَــةً
إِنَّ المَــلامَــةَ فــيــهِ مِـن أَعـدائِهِ
عَـجِـبَ الوُشـاةُ مِـنَ اللُحاةِ وَقَولِهِم
دَع مـا بَـراكَ ضَـعُـفـتَ عَـن إِخـفـائِهِ
مــا الخِــلُّ إِلّا مَــن أَوَدُّ بِــقَــلبِهِ
وَأَرى بِـــطَـــرفٍ لا يَــرى بِــسَــوائِهِ
إِنَّ المُـعـينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى
أَولى بِـــرَحـــمَـــةِ رَبِّهـــا وَإِخــائِهِ
مَهــلاً فَــإِنَّ العَــذلَ مِــن أَسـقـامِهِ
وَتَــرَفُّقــاً فَــالسَــمـعُ مِـن أَعـضـائِهِ
وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى
مَـــطـــرودَةً بِـــسُهـــادِهِ وَبُـــكـــائِهِ
لا تَــعـذُلِ المُـشـتـاقَ فـي أَشـواقِهِ
حَــتّــى يَــكـونَ حَـشـاكَ فـي أَحـشـائِهِ
إِنَّ القَــتــيــلَ مُــضَــرَّجــاً بِـدُمـوعِهِ
مِــثــلُ القَـتـيـلِ مُـضَـرَّجـاً بِـدِمـائِهِ
وَالعِـشـقُ كَـالمَـعـشـوقِ يَـعـذُبُ قُربُهُ
لِلمُــبــتَــلى وَيَــنـالُ مِـن حَـوبـائِهِ
لَو قُــلتَ لِلدَنِــفِ الحَـزيـنِ فَـدَيـتُهُ
مِــــمّــــا بِهِ لَأَغَــــرتَهُ بِـــفِـــدائِهِ
وُقِـيَ الأَمـيـرُ هَـوى العُـيـونِ فَإِنَّهُ
مــا لا يَــزولُ بِــبَــأسِهِ وَسَــخــائِهِ
يَـسـتَـأسِـرُ البَـطَـلَ الكَـمِـيَّ بِـنَـظرَةٍ
وَيَـــحـــولُ بَــيــنَ فُــؤادِهِ وَعَــزائِهِ
إِنّـــي دَعَـــوتُـــكَ لِلنَـــوائِبِ دَعــوَةً
لَم يُــدعَ ســامِــعُهــا إِلى أَكـفـائِهِ
فَـأَتَـيـتَ مِـن فَـوقِ الزَمـانِ وَتَـحـتِهِ
مُــــتَـــصَـــلصِـــلاً وَأَمـــامِهِ وَوَرائِهِ
مَــن لِلسُـيـوفِ بِـأَن تَـكـونَ سَـمِـيَّهـا
فــــي أَصـــلِهِ وَفِـــرِنـــدِهِ وَوَفـــائِهِ
طُـبِـعَ الحَـديـدُ فَـكـانَ مِـن أَجـناسِهِ
وَعَـــلِيٌّ المَـــطـــبـــوعُ مِــن آبــائِهِ
مشاركات الزوار
Osman
Nice
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.